يتجول أبو أحمد اللوح حائرا بين ثنايا سوق الحلال في مدينة دير البلح باحثا عن أضحية لا تتجاوز المائتي دينار كي يعود بها الى أولاده ليدخل البهجة عليهم كما اعتادوا على ذلك في كل عيد من كل عام.

ويقول أبو أحمد ذو الأربعين ربيعا: "في كل عام أشارك في حصة عجل كي أضحي بها ولكن هذه المرة اضطررت الى أن ابحث عن حملة أو خاروف صغير كي لا يكلفني كثيرا، لأن الميزانية لا تسمح ومحدودة هذا العام".

وفي الجانب الأخر من أطراف السوق يجلس مجموعة من البالغين وبينهم أحمد المصري الذي يسبقهم عمرا حيث يقول :" هذه المرة الأولى لي منذ عشر سنوات لم أستطع أن أجمع سعر الأضحية بسبب الوضع الاقتصادي الصعب"، ويكمل أحمد حديثه وهو متكأ على شاحنة يمتلكها للنقليات العامة:" هذا العام هو الأسوأ علينا من ناحية الأضاحي وذلك بسبب جائحة كورونا وإجراءاتها التي تسببت في ضعف العمل وانعدامه وكذلك الحصار الإضافي المفروض علينا بعد الحرب الأخيرة على غزة ".

أما الباعة وأصحاب المواشي فيشتكون قلة البيع ونقص الأعلاف والتكاليف الباهظة التي ينفقونها على الخراف وعلى ترميم ما خلفه القصف لمزارعهم خلال الفترة الحالية خاصة بسبب الحصار الخانق التي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة بعد العدوان الأخير الذي دمر عددا من مزارع المواشي والمنشآت الصناعية.

وسوق الحلال التاريخي في قطاع غزة، يبلغ عمره أكثر من ٤ ألاف عام وفق ما يشير مؤرخون، ولكن يتغير مكانه من محافظة الى أخرى وذلك حسب أيام الأسبوع ليكون يوم الجمعة في مدينة غزة، ويوم السبت في مدينة رفح، والأحد في شرق مدينة خانيونس، والإثنين في النصيرات. ويتنقل بعض التجار من مكان إلى آخر سعياً لكسب الرزق وتسويق ما يملكونه من مواش على أنواعها، كالأغنام والخراف والأبقار والحمير والخيل والأبقار.

وكما تجري العادة ووفق السنة النبوية الشريفة فيشتري الناس الأضاحي قبل العيد لتقدم الى الله عز وجل كقربى وعبادة في أيام فضليات وعظيمات ذكرهن الله في كتابه العزيز حيث يجتهد المسلمون ليقدموا أفضل عباداتهم الى الله كي ينالوا أجورا عظيمة في أيام معدودات.

 

المصدر : وكالة سوا