من هو الجنرال الأثيوبي جبريتنساي وأزمة اقليم تيغراي ويكيبيديا؟

اقليم تيغراي

تتعرض الحكومة الأثيوبية في الأسابيع الماضية  برئاسة آبي أحمد وقواته لهزيمة نكراءعلى يد الثوار في إقليم تيغراي.

ووسط الحرب الضروس المشتعلة في إقليم تيجراي برز اسم قائد كبير ومحنك، أذاق آبي أحمد وقواته الويل، محققا نصرا فاجأ به جميع المراقبين والمتتبعين لما يجرى من أحداث في إثيوبيا وتحديدا على أرض إقليم تيجراي، إنه الجنرال السابق في الجيش الإثيوبي، تسادكان جبريتنساي.

ويعد قائد قوات مقاتلي تيجراي، تسادكان جبريتنساي، الذي يبلغ من العمر 68 عاما، واحدا من القيادات العسكرية المميزة في منطقة القرن الأفريقي.

من هو الجنرال الأثيوبي جبريتنساي ويكيبيديا

درس تسادكان جبريتنساي علم الأحياء في جامعة أديس أبابا عام 1976، ولم يعمل بما تعلمه وفضل الانضمام لجبهة تحرير شعب تيجراي في أواخر السبعينات، والتي كانت مكونة من بضع مئات من المقاتلين المنتشرين في الجبال الإثيوبية، وتشن حربا على نظام الزعيم الإثيوبي الماركسي منجستو هيلا ماريام.

واستمرت الحروب التي كان يخطط لها وينفذها ببراعة تسادكان جبريتنساي من عام 1976 حتى عام 1991م، وفي خلال تلك السنوات الخمسة عشر تمكن الجنرال جبريتنساي من تحويل ثوار تيجراي من فلول حرب إلى جيش منظم قوامه 100 ألف جندي، موزعين حسب تشكيلات الجيوش النظامية من فرق المدرعات، وفرق المشاة، وألوية الإشارة بما أصبح جيشا نظاميا مكتمل الأركان.

الجنرال الأثيوبي جبريتنساي ويكيبيديا 

يعرف عن الجنرال جبريتنساي تمتعه بمهارات مميزة في الاستراتيجية العسكرية من تحليل وتنظيم وتخطيط ودهاء وسرعة في الانقضاض، كما إنه يتمتع بخاصية أو موهبة كسب محبة وثقة وطاعة الجنود والضباط الذين يحاربون معه.

ويعد شهر مايو من عام 1991 ليس فقط علامة فارقة في سجل الجنرال جبريتنساي بل نقطة تحول في تاريخ إثيوبيا الحديث، حيث تمكنت قوات ثوار تيجراي بقيادة جبريتنساي وبالتحالف مع قوات نظامية إريترية من شن هجوم كاسح على العاصمة أديس أبابا، والاستيلاء على المحاور الاستراتيجية فيها والإطاحة برئيس الوزراء آنذاك منجستو هيلا ماريام.

قاد الجنرال عملية إعادة بناء الجيش الإثيوبي، حتى مُنح رتبة جنرال ومنصب رئيس الأركان، وخلال السنوات العشرة التي قضاها تسادكان كرئيس لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية، شكل القادة السابقون في جبهة تحرير تيجراي نواة الجيش، الأمر الذي أدى إلى بروز أصوات معارضة قالت أن الجيش لم يكن متوازنا عرقيا، لأن أبناء تيجراي يشكلون حوالي 6٪ فقط من السكان بينما يمثلون غالبية القوات المسلحة.
الحرب الإثيوبية الإرتيرية

ومع اندلاع الحرب الإثيوبية الإريترية في عام 1998 التي راح ضحيتها ما يقرب من 75 ألف قتيل من الإثيوبيين والإريتريين لعب الجنرال جبريتنسياي دورا فاعلا ومميزا، حيث خطط ونفذ هجوما إثيوبيا كاسحا اخترق الدفاعات الإريترية واخترق الحدود منطلقا صوب العاصمة الإريترية أسمرا.

لم يوقف جبريتنساي سوى وقف إطلاق النار بوساطات دولية، واعتبرت إثيوبيا أنها انتصرت في تلك الحرب على إريتريا، وقبل ذلك أرسل الجنرال تشكيلات أثيوبية مقاتلة لتدمير قاعدة خاصة بتنظيم القاعدة في الصومال عام 1996.

كما أرسل سراً قوات عبر الحدود إلى السودان لدعم معارضي حكم الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير .

الجنرال الأثيوبي جبريتنساي ويكيبيديا 

وبعد عزله بشكل مفاجئ من منصبه وإبعاده عن العمل العسكري الذي كان محور حياته، شعر  الجنرال جبريتنساي بعزلة قاسية خاصة مع ابتعاد قادة الجبهة عنه وبات يخضع للمراقبة الأمنية، وواجه الجنرال تسادكان مصاعب جمة حتى كلفته وزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة بتقديم المشورة لحكومة جنوب السودان حول إصلاح الأجهزة الأمنية ومؤسسة الجيش في  جنوب السودان.

بالرغم من ترحيب الجنرال تسادكان جبريتنساي بتعيين آبي أحمد رئيساً للوزراء في أثيوبيا عام 2018، وترحيبه للعمل معه إلا زيادة المشاعر السلبية ضد بني جلدته من قبائل تيجراي دفعته والعودة إلى ميكيلي عاصمة قبائل تيجراي ومن هناك بدأ الجزء العاصف من حياة الجنرال المظفر وكفاح شعب تيجراي والذي نتابع فصوله يوما بعد يوم.

الجنرال الأثيوبي جبريتنساي ويكيبيديا 

فمع إندلاع الحرب في نوفمبر من العام الماضي بين جبهة تحرير تيجراي وحكومة آبي أحمد إنضم الجنرال تسادكان جبريتنساي إلى المقاومة المسلحة، وأتهمته حكومة آبي أحمد بالخيانة، وأصدرت مذكرة توقيف بحق الجنرال الذي رقي إلى منصب القيادة المركزية وتولى المسؤولية عن الشؤون العسكرية.

وقام بتنظيم مقاومة ثوار تيجراي تحت ما يسمى بـ قوات دفاع تيجراي (TDF) وتضم كافة أعضاء جبهة تحرير شعب تيجراي وغيرهم من الثوار.

وبعد ما انسحبت قوات دفاع تيجراي في يناير من العام الجاري إلى أوكار جبلية جنوب تيجراي لمدة 4 أشهر تمكنوا بقيادة الجنرال تسادكان من كسر الحصار، وشنوا هجوما مباغتا على القوات الإثيوبية والإريترية.

اقليم تيغراي تيجراي ويكيبيديا

استمر الهجوم من قبل قوات تيجراي حتى تمكنوا من تدمير 8 فرق من الجيش الإثيوبي واستعادة سيطرتهم على أراضي تيجراي والسيطرة على العاصمة ميكيلي وانسحبت فلول الجيش الأثيوبي واضطر رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد لإعلان وقف إطلاق النار.

إقليم تيغراي ويكيبيديا

إقليم تيغراي أو تكرينيا (ትግራይ ክልል تِگْرَايْ كِلِلْ بالتجرينية) يقع في شمال إثيوبيا ويحده من الشمال إريتريا ومن الغرب السودان ومن الشرق عفر ومن جنوبها إقليم أمهرة.

حرب اقليم تيغراي ويكيبيديا

حرب إقليم التغراي هي نزاع مسلح ما زال مستمرًا بدأ منتصف ليل 3-4 نوفمبر عام 2020 في منطقة تغراي في إثيوبيا. تدور هذه الحرب بين حكومة إقليم تغراي، بقيادة جبهة تحرير تغراي الشعبية، وقوات الدفاع الوطني الإثيوبية (إي إن دي إف) بمساعدة الشرطة الفيدرالية الإثيوبية وشرطة الولاية الإقليمية وقوات الدرك في منطقة أمهرة المجاورة ومنطقة عفر مع ذكر تورط قوات الدفاع الإريترية. وقد ارتُكبت جرائم حرب من قبل الطرفين أثناء النزاع.

دمج رئيس الوزراء آبي أحمد الأحزاب العرقية والإقليمية للجبهة الثورية الديمقراطية الشعبية الإثيوبية، التي حكمت إثيوبيا لمدة 27 عامًا، في حزب الازدهار الجديد، وذلك لإبعاد سياسات البلاد عن الفدرالية العرقية والسياسات القومية العرقية. رفضت جبهة تحرير تغراي (تي بّي إل إف) الانضمام إلى الحزب الجديد، وهي كيان قوي سياسيًا هيمن على السياسة الإثيوبية خلال السنوات الـ 27 السابقة، وزعمت أن آبي أحمد أصبح حاكمًا غير شرعي من خلال إعادة جدولة الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في 29 أغسطس عام 2020 (والتي أجلها آبي مرتين سابقًا. كان موعد الانتخابات العادية في مايو عام 2020، قبل جائحة كورونا ) إلى تاريخ غير محدد في عام 2021 بسبب جائحة كورونا. مضت الجبهة الشعبية لتحرير تغراي، بقيادة الرئيس ديبريتسيون جبريمايكل، في الانتخابات الإقليمية في تغراي في سبتمبر عام 2020 في تحدٍ للحكومة الفيدرالية، التي أعلنت أن انتخابات تغراي غير قانونية.

بدأ القتال بين الجبهة الشعبية لتحرير تغراي والحكومة الفيدرالية بهجمات 4 نوفمبر على قواعد القيادة الشمالية ومقرات قوة الدفاع الوطنية الإثيوبية في منطقة تغراي من قبل قوات الأمن المتحالفة مع جبهة تحرير تغراي وبهجمات مضادة شنتها قوات الدفاع الوطني في منطقة تغراي في نفس اليوم ووصفت السلطات ما حدث بأنه إجراءات للشرطة. استولت القوات الفيدرالية على مقلى عاصمة تغراي في 28 نوفمبر، وبعد ذلك أعلن رئيس الوزراء آبي أن عملية تغراي «انتهت». صرحت الجبهة الشعبية لتحرير تغراي في أواخر نوفمبر بأنها ستستمر في القتال حتى خروج «الغزاة». ارتُكبت عمليات قتل جماعي للمدنيين خارج نطاق القضاء خلال شهري نوفمبر وديسمبر عام 2020 في آديغرات وما حولها وفي هاجر سلام، ومخيم هيتساتس للاجئين، وهميرة، ومي كدرة، ودبري أبي، وكنيسة مريم سيون.

تضمنت مقترحات السلام وساطة الاتحاد الأفريقي في أوائل نوفمبر والتي اقترحها ديبرتسيون ورفضها آبي؛ وزار ثلاثة رؤساء أفريقيين سابقين إثيوبيا في أواخر نوفمبر؛ ثم عُقدت قمة طارئة للهيئة الحكومية الدولية للتنمية لرؤساء حكومات ودول شرق إفريقيا في أواخر 20 ديسمبر عام 2020 في جيبوتي؛ وقُدمت مقترحات السلام في 19 فبراير من قبل جبهة تحرير تغراي، وفي 20 فبراير من قبل المؤتمر الوطني لتغراي العظمى (بايتونا)، وحزب استقلال تغراي (تي أي بّي)، وسالساي وياني تغراي (إس إيه دبليو إي تي).

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد