عريقات:يجب العودة لصناديق الاقتراع وليس لصناديق الرصاص

رام الله / سوا / قال عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح" ورئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات ان الحكومة الاسرائيلية الجديدة متطرفة وهي منبع للشر، جاءت لدفن خيار الدولتين. 

وأضاف: على الادارة الامريكية الكف عن معاملة اسرائيل على انها فوق القانون، ان الطواقم الفنية الفلسطينية تسارع الوقت لتقديم الملفات بالجرائم التي ارتكبتها اسرائيل للمحكمة الجنائية، مثمناً الدعم العربي المساند، مشيرا إلى أن فلسطين كانت وستبقى القضية المركزية لكل العرب.

هذا وأشاد عريقات بالدور الاوروبي واعتراف عدد من برلمانات الدول الاوروبية بالدولة الفلسطينية، مشدداً على ضرورة المقاطعة لمنتوجات المستوطنات وكل مكوناتها، معتبراً ان الانقسام الداخلي جرح عميق ومؤلم يجب انهاؤه من خلال الانتخابات وتمكين حكومة الحمد الله من الاعمار والنهوض في غزة .

جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة القدس المحلية، وفيما يلي نص المقابلة:

سؤال: اين تقف عملية السلام الآن؟

عريقات: حقيقة ومع تشكيل الحكومة الاسرائيلية بالامس برئاسة نتنياهو وبينيت وقوات التطرف في اسرائيل يعني ان عملية السلام اصبحت غير موجودة، للأسف الشديد هذه حكومة وحدة اسرائيلية بامتياز جاءت لتكمل تدمير عملية السلام، جاءت لتكمل تدمير خيار الدولتين، حكومة ستكون منبعا للشر والتطرف والعنف والفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة، واول قرار صدر عن هذه الحكومة هو اعلان 900 وحدة استيطانية في بلدة شعفاط في القدس الشرقية فيما يسمى مستوطنة رموت شالوم، وهذه الحكومة ستكون حكومة من المستوطنين وبالمستوطنين وللمستوطنين.

سؤال: ماذا عن الملفات امام المحاكم الجنائية الدولية؟

عريقات : الفرق الفنية والقانونية الفلسطينية تسارع وتسابق الزمن من اجل اعداد ملف الاستيطان وملفات العدوان على غزة بهدف الاحالة ان شاء الله باسرع وقت ممكن.

سؤال : امام ما يجري، كيف تقيم الدور الامريكي؟

عريقات : باعتقادي ان الادارة الامريكية مطالبة الآن بالكف عن التعامل مع اسرائيل كدولة فوق القانون، الادارة الامريكية مطالبة بالكف عن تقديم الحماية لاسرائيل في مجلس الامن، الادارة الامريكية مطالبة الآن بالانتصار لعملية السلام وخيار الدولتين، تعرف الادارة الامريكية تماماً ان هذه الحكومة الاسرائيلية ليست حكومة سلام، وان نتنياهو ليس رجلا يريد خيار الدولتين، بلسانه قال انه لن يسمح باقامة دولة فلسطين، على الادارة الامريكية ان تكف عن التعامل مع اسرائيل كدولة فوق القانون اذا ارادت فعلاً الامن والاستقرار والسلام في المنطقة، هذا اذا ارادت فعلاً ان تنتصر قوى الاعتدال على قوى التطرف في هذه المنطقة، لان منبع التطرف الآن في هذه المنطقة يتمثل بممارسات وسياسات الحكومة الاسرائيلية المتمثلة بالمستوطنات والاملاءات والاعتقالات والاغتيالات والحصار والاغلاق ودفن خيار الدولتين.

سؤال: ماذا عن التحرك الاوروبي ؟

عريقات: هناك اتصالات مكثفة بيننا كدولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية وبين الاتحاد الاوروبي، كما تعلم الاتحاد الاوروبي لا يعكس سياسة خارجية واحدة، هو يمثل 28 سياسة خارجية مختلفة، يعني ان سياسة المانيا الخارجية تختلف عن فرنسا واليونان واسبانيا وهكذا، لكن في نهاية المطاف نحن نطلب من اوروبا ما يلي، اولاً الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة لها، الذي يقول انه مع خيار الدولتين عليه ان يعترف بالدولتين، ودول الاتحاد الاوروبي التي لم تعترف عليها ان تعترف فورا، ثانياً نريد من الاتحاد الاوروبي ان يقاطع كلياً وأن يمتنع عن الاستيراد من المستوطنات والتوريد إليها، أن يمتنع أيضا عن التعاون في المجال الامني والثقافي والعلمي والاستثماري وكل نواحي الحياة مع المستوطنات، يجب ان يضعوا شهادة منشأ لمنتجات المستوطنات حتى يستطيع المستهلك في كل دول الاتحاد الاوروبي ان يعرف ان هذه المنتوجات غير شرعية وفقاً للقانون الدولي، وهي منتوجات يجب ان لا تسوق في أي سوق اوروبي، ثالثاً نريد من الاتحاد الاوروبي التعاون مع اللجنة العربية المشكلة برئاسة مصر رئيسة القمة الحالية وعضوية الكويت رئيسة القمة السابقة والمغرب رئيسة القمة القادمة والاردن العضو العربي في مجلس الامن وكذلك فلسطين والامين العام للجامعة العربية حتى نعد مشروع قرار جديد لمجلس الامن يثبت ما اقره القانون الدولي في كل المسائل بدءا من دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 67 وحل قضية اللاجئين استنادا للقرار 194 والافراج عن الاسرى وما الى ذلك، وقد بدأت فرنسا التعاون مع هذه اللجنة، لا استطيع القول اكثر من ذلك الآن، لكن اقول إنه على كل دول الاتحاد الاوروبي التعامل مع هذه اللجنة العربية، فرنسا وبريطانيا عضوان في مجلس الامن دائمان لكن لا نقلل من قيمة الآخرين في الاتحاد الاوروبي ونحن نتعامل معهم في هذا المجال، نحن حقيقة الآن نثمن ما قامت به البرلمانات الاوروبية في بريطانيا وفرنسا واسبانيا وايطاليا والدنمارك ولوكسمبورغ وايرلندا من الدعوة للاعتراف بدولة فلسطين وما قامت به مملكة السويد بالاعتراف بدولة فلسطين، كما نأمل من الدول الأوروبية العظمى وهي بريطانيا وفرنسا واسبانيا والمانيا وغيرها من الدول ان تحذوا حذو السويد وتعترف بدولة فلسطين.

سؤال: هل ترى تأثيرا لما يجري في الوطن العربي من أحداث على القضية الفلسطينية؟

عريقات : لا شك، نحن جزء لا يتجزأ من هذه الامة، والقضية الفلسطينية هي قضية عربية اولا كانت، ستكون وستبقى، كما أن نقطة الارتكاز والعمود الفقري للعالم العربي هي القضية الفلسطينية، بالتالي فإن ما يجري في العالم العربي يؤثر علينا بشكل كبير جدا، نحن نأمل ان يتمكن اشقاؤنا العرب في مختلف دولهم من الخروج من هذه الازمات باسرع وقت ممكن، ونأمل ان يتمكن المواطن العربي من المشاركة في الحكم عبر كل الوسائل الديمقراطية المتاحة، كما نتمنى من المواطن العربي ان يترفع عن الجهوية وتقسيم البلاد.

سؤال: هل انتم راضون عن الدعم العربي للقضية الفلسطينية؟

عريقات : نعم، الدول العربية تقدم وتستمر في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني بشكل متواصل ونحن نثمن عالياً ما تقوم به الدول العربية في هذا المجال.

سؤال: ماذا عن الانقسام بين "فتح" و" حماس

عريقات: اذا لم نساعد انفسنا في هذا المجال كفلسطينيين فلن يساعدنا أحد ، هذا جرح في كفنا، هذا جرح عميق عندنا، حركة "حماس" حركة فلسطينية، لا نعتبرها حركة ارهابية، وحركة " فتح " حركة فلسطينية كما باقي الحركات والفصائل الفلسطينية، عندما نختلف يجب ان نعود الى صناديق الاقتراع وليس الى صناديق الرصاص، لا يستطيع أي فصيل فلسطيني مهما اختلفنا ان يلجأ الى صناديق الرصاص كما فعلت حركة "حماس"، هذه خطيئة ويجب التراجع عنها ويجب الكف عنها، ويجب انهاءها، لان مخطط نتنياهو الآن هو ان يفصل غزة عن الضفة باقامة دولة في قطاع غزة، لذا يجب عدم التماشي باي شكل من الاشكال مع مثل هذه المشاريع لان مصيرها الفشل يعني لا دولة فلسطينية في قطاع غزة ولا دولة فلسطينية دون قطاع غزة، هذه هي الحقيقة التي اقولها لكم، فلسطين والقدس اهم من كل عواصم العرب والمسلمين.

سؤال: ما هي انعكاسات وآثار الانقسام على شعبنا والقضية، وما المطلوب؟

عريقات: الانقسام شيء مؤلم أثر ويؤثر علينا بشكل كبير جدا، اذا اردنا الآن أن نواجه التحديات التي رتبت لها الحكومة الاسرائيلية المتطرفة الجديدة، المطلوب منا الآن انهاء هذا الانقسام باسرع وقت ممكن، وقد عقد امس الاول اجتماع في بيروت بين عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح " ونائب المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى ابو مرزوق، أنا آمل ان يتم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سواء كان في الشاطىء والقاهرة والدوحة ومكة، هناك امران مطلوبان، اولا تحديد موعد للانتخابات في كل اشكالها، لا بد ان يصدر مرسوم رئاسي بتاريخ محدد للانتخابات بكل اشكالها بما فيها المجلس الوطني، ثانياً من الضروري تحديد موعد لنشر حرس الرئاسة الفلسطيني على المعابر كافة في قطاع غزة، يعني اي خطة بدون مواعيد لن تكون خطة، لذلك المطلوب الآن ان نوفر هذين الموعدين لتمكين الحكومة الفلسطينية التي يرأسها الدكتور رامي الحمد الله بغية الاعمار الجدي والنهوض الجدي بقطاع غزة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد