فضل العشر الأوائل من ذي الحجة وصيام يوم عرفة
يسعى المسلمون في كافة الدول العربية والاسلامية، لعمل الصالحات في العشر الاوائل من ذي الحجة 2021، إذ يبدأ أولى أيام شهر ذي الحجة 1442 يوم الاحد المقبل 11 يوليو 2021، حيث تعد من أفضل الأيام على مدار العام وأكثرها بركة وفق ما أخبر الدين الحنيف، فالأعمال الصالحة فيها أحب إلى الله من كل شيء وفيها يستحب الصيام وأهمها صيام يوم عرفة ويتلوها عيد الأضحى المبارك والذي يحتفل به المسلمون ويتقربون الى الله بأضحيتهم.
وحث الداعية المصري عمر عبد الكافي المسلمون بأن يعيد فتح صفحة جديدة مع ربه ودينه وأهله وأقاربه والمجتمع المحيط، مؤكدا أن هذا المؤمن الذي له معالم بالحياة وأذكى المخلوقات هو المؤمن؛ لأنه يجب أن يستغل هذه الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة.
وقال الشيخ المصري في مقابلة تلفزيونية رصدتها سوا، أطل علينا ذو الحجة لنستقبل العشر الأوائل، مبينا أن هذه الأيام مباركة فيها كل الأعمال خير، والذي يمكن أن يصنعه المسلم والمؤمن فيها كثير حتى يعاد شحن قلبه في الإيمانيات مرة أخرى، منها الصيام وقراءة القرآن.
وتابع الداعية عبد الكافي: لمن يستطيع أن يصوم، فإن الصيام خير، والإكثار من تلاوة القران والتدبر فيه، وقراءة الأذكار والتهليل والتسبيح، مشددا على أن هذه الأعمال تفاعلية مع القلب، لذا يجب على المؤمن الحرص عليها.
وأضاف عبد الكافي، فإنه في المقابل، أعلم بيوتا ربما الزوج لم يكلم زوجته منذ شهر، لقسوته وتعامله، ما يؤدي إلى عدم الوفاق بينهما. الحياة قد تنتهي فجأة ويخرج منها الإنسان، لافتا إلى أهمية حل مثل هذه الخلافات وعدم تركها.
وأوضح أن الأيام العشر من ذي الحجة فرصة مهمة للجميع للتواصل مع الأهل والعمة والأخوال واستغلالها في رفع الظلم والرحمة مع بعضنا البعض والحقد والحسد ونشر ثقافة المحبة والتقدير والتسامح بين الأجيال في المجتمع.
في ذات السياق، نشرت دار الافتاء المصرية، الاعمال المستحبة في العشر من ذي الحجة، وهي أولًا: كثرة الذكر، حيث يستحب الإكثار من الذكر في العشر من ذي الحجة، مُستشهدة بما قال الله تعالى: «وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ""، وثانيها: التهليل والتكبير والتحميد، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ» رواه الإمام أحمد.
وأضافت أن ثالثها الصوم، ويُسن صوم أول تسعة أيام من ذي الحجة، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس، فيما رواه أبو داود، ورابعًا أنه يُستحب لمن أراد أن يُضحي ألا يأخذ شيئًا من شعره أو أظفاره، وخامسًا صيام يوم عرفة، حيث قال رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» رواه مسلم.
وتابعت: سادسًا الدعاء يوم عرفة، مُستندة لما قال النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «أفضل الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وأفضل مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ»، وسابعًا لبس الثياب الحسن يوم العيد، فقد ورد في مستدرك الحاكم، عن الحسن بن علي -رضي الله تعالى عنهما- قال: «أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العيدين أن نلبس أجود ما نجد، وأن نتطيب بأجود ما نجد وأن نُضحي بأثمن ما نجد».
وواصلت: ثامنًا ذبح الأضحية، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما عملَ آدميٌّ من عملٍ يومَ النَّحرِ أحبُّ إلى اللهِ من إهراقِ الدَّمِ، إنَّهُ ليأتي يومَ القيامةِ بقُرونها وأشعَارِها وأظلافِها -أي: فتوضع في ميزانه- وإنَّ الدَّمَ ليقعُ من اللهِ بمكانٍ قبلَ أن يقعَ من الأرضِ فطيبُوا بها نفسًا» رواه الترمذي، تاسعًا: الحفاظ على نظافة الأماكن العامة والطرق.
وفي فضل صيام يوم عرفة ردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم منها حديث أبى قتادة رضى الله عنه عن النبى عليه السلام، قال: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التى قبله والسنة التى بعده"، بمعنى أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب السنة الماضية، ويحول بين صائمه وبين الذنوب فى السنة الآتية.
يذكر ان أغلب المسلمون يصومون في الدول العربية والاسلامية يوم وقفة عرفة، حيث يحرص غير الحُجّاج من المسلمين على صيام يوم عرفة لما فيه من فضل، فيستدل أهل السُنّة بحديث رسول الله محمد: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده»، وأنه لا يجوز للحاج صيامه كون النبي محمد كان مفطرًا حينما وقف في يوم عرفة، وقد جاء في الحديث: «نهى رسول الله عن صوم يوم عرفة بعرفة».