شاهد: كيف سيبدو شكل الأموال بعد ٥٠ عاما؟
في خضم تقلب قيمة العملات الدولية تارة ارتفاعا وانخفاضا في تارة أخرى خاصة في البورصات العالمية، وفي ظل جائحة كورونا التي أثرت بشكل كبير على هذا التقلب في قيمة العملات والأسهم فقد يكون من الصعب التنبؤ بما ستفعله أسواق الأسهم خلال الأشهر أو الأعوام التالية، لكن عادة ما يمتلك المحللون والمستثمرون شعورا بأنها سترتفع على المدى الأطول خلال عقود، ويرجع فهم الناس لذلك بسبب إدراكهم ومعرفتهم الجيدة لطريقة عمل أسواق الأسهم التي لم تتغير منذ قرون.
ولكن هذا الأمر يختلف تماما عندما يتم الحديث عن سوق العملات المشفرة حيث لا شيء من ذلك ينطبق على هذا السوق، وتكثرت التوقعات والتحليلات من قبل خبراء العملات وأسواق المال حول مفاهيم البشر تجاه العملات المشفرة وحول كيفية تفاعل الناس معها حاضرا ومستقبلا والى الأبد، والبعض الآخر حذر من فقاعة خطيرة قد تحدث، لكن مهما كان توقع الشخص للعملات المشفرة، فإنه يصبح من الصعب تخيل المستقبل بدونها.
وفي تقرير لشبكة "سي إن بي سي"، توقع خبراء من مختلف المجالات ما ستكون عليه العملات المشفرة بعد 50 عاما من الآن وما إذا كانت ستسود القطاع المالي، وفيما يلي ملخصا لرؤية كل منهم.
ويقول إيفوري جونسون، المخطط المالي المعتمد ومؤسس شركة "Delancey Wealth Management" لإدارة الأصول المالية: "ستؤدي العملات المشفرة إلى تعطيل نظام التمويل التقليدي لأن إحدى أكثر المرافق جاذبية هي القدرة على تحويل المدفوعات بكفاءة عبر الحدود دون تكلفة أو تأخير أو تقلبات في أسعار الصرف".
وفيما يتعلق بعملة بيتكوين، فإن 50 عاما هي فترة طويلة ويمكن أن تصبح إما العملة الاحتياطية العالمية أو النسخة التالية من شركة "إيه أو إل" التي جعلت الكثير من الناس أثرياء حتى تم التخلص منها مع ظهور تقنيات أفضل، بحسب جونسون.
من جانبه يقول فريدريك كوفمان، مؤلف كتاب "حبكة المال: أن تاريخ قوة العملة في السحر والتحكم والتلاعب": "قبل عام 2071، سيكون للدولار قواسم مشتركة مع العملات المشفرة أكثر من الفضة أو الذهب، لذلك لا داعي للشك في طول عمر الخوارزميات المشفرة كمخازن ذات قيمة ووسائط للتبادل".
يرى كوفمان أيضا أن كل الأموال هي شكل من أشكال التشفير، وأن الأمر كان كذلك منذ البداية، ومع تقارب حياة البشر بشكل وثيق مع العالم الرقمي، فإن الدافع للاستثمار في العملات المشفرة سيتسارع، ومن المفارقات أن هذا الدافع سيربط البشر بالغرائز البدائية، ويؤدي دوره لإبقائهم بشرا.
من جانب آخر، يقول دان إيجان، نائب رئيس التمويل السلوكي والاستثمار في شركة "Betterment".
ولقد أثبتت العملات المشفرة مثل البيتكوين أنها مفيدة لحركة الأموال والمضاربة، ومن غير المرجح أن تختفي.
وأردف إيجان مستكملا حديثه: "لكن أين وكيف سنولد الطاقة لتلبية الطلب في سوق العملات المشفرة المتنامي أمر يستحق النظر، وكذلك ما إذا كانت الجهات الحكومية التي تعتبرها منافسة للسلطة القانونية ستجعلها أكثر من سلعة في السوق السوداء".
أما دراجان بوسكوفيتش، مؤسس ومدير مختبر أبحاث "Blockchain" في جامعة ولاية أريزونا فيقول إن سلطات البنوك المركزية منهمكة في تطوير اللوائح الخاصة بالعملات المشفرة.
ويضيف بالقول: "إنهم يدركون أن العملات الرقمية هي أداة أصيلة في الاقتصاد الرقمي، وبالتالي، فهي في طريقها لتصبح سائدة في السنوات العشر المقبلة".
ويذكر بأن العملات الرقمية أثارت صخبا قويا في الأشهر القليلة الماضية، مع بلوغ بيتكوين مستويات مرتفعة غير مسبوقة أكثر من ضعفي مستواها عند بداية العام. هذا الأمر أثار نقاشا جادا حول القيمة التي تشكلها العملات المشفرة وإمكانية إصدار نسخ معتمدة منها.
وتعمل بنوك مركزية في مقدمتها، بنك الشعب الصيني، على تطوير عملات مشفرة وطنية، فيما تبحث بنوك رئيسية مثل الأمريكي والأوروبي تطوير نسخها الخاصة.
وأطلقت دول عدة حملات مناهضة للبيتكوين، في إشارة لاستمرار رفض العملة المشفرة التي تعمل بطريقة غير مركزية ولا تمنح السلطات الحكومية حق مراقبة حركة الأموال.