جولة القتال ليست بعيدة

صحيفة إسرائيلية : الوضع بين غزة وتل أبيب ما زال متوترا رغم عودة الحدود لطبيعتها

حدود غزة

قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، إن الحدود بين غزة وإسرائيل، عادت إلى طبيعتها بعد شهر ونصف من عملية "حارس الأسوار"، مشيرة إلى أن الأمور لازالت متوترة بين الطرفين. وفق قولها

وأضافت الصحيفة، أن المتاجر والطرق في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة فُتحت مرة أخرى، ولم تعد الملاجئ في الجنوب مكانًا يقضي فيه المستوطنين معظم أوقاتهم.

كما أعادت إسرائيل فتح معبري "إيرز" وكرم أبو سالم، ولو بشكل جزئي من أجل دخول الوقود والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

لكن الصحيفة أكدت أن الجيش الإسرائيلي و حماس يستعدان بالفعل للجولة القادمة من القتال، وهو أمر يعتقد الكثيرون أنه ليس بعيدا. وفق قولها

وفي مقابلة لصحيفة "جيروزاليم بوست" مع قائد الكتيبة المدرعة 53، دوري سار، والتي تعمل على حدود القطاع، والتي شاركت ايضا في قضف القطاع، قال إن: "الجو هادئ ولكنه متوتر".

وأضاف سار للصحيفة: "نحن نرى أن حماس لا تحاول تحدينا في الوقت الحالي، لكننا نراقبهم دائمًا. إنهم يحاولون الحفاظ على السلام الآن، ولكن هذا لا يعني أنهم لا يعملون ضدنا. الآن حماس لا تزال تحت تأثير الصدمة. لم يتوقعوا ما فعله الجيش الإسرائيلي خلال العملية".

وقالت "جيروزاليم بوست" أيضا إنه على الرغم من الهدوء النسبي الذي يشهده الجنوب الاسرائيلي مع غزة منذ نهاية العملية، تم إطلاق عشرات البالونات الحارقة والمتفجرة باتجاه جنوب إسرائيل. في المقابل، قصف الجيش أهدافا تابعة لحماس.

وتابعت: "هددت حماس مرارًا وتكرارًا بأنها ستستأنف جولة القتال مرة أخرى حال توترت الأوضاع في مدينة القدس ، بينما تعهدت إسرائيل بأنها ستتعامل مع البالونات الحارقة مثل الهجمات الصاروخية". لكن الضربات التي وجهتها اسرائيل ردا على البالونات كانت منضبطًة نسبيًا. وفق قولها

وأكدت الصحيفة أن الجيش الاسرائيلي لا يتطلع إلى الدخول في جولة قتال أخرى، ولا تبحث فصائل المقاومة في غزة عن مواجهة مع الجيش الإسرائيلي.

وذكرت الصحيفة أنه منذ أن بدأت مظاهرات مسيرة العودة الكبرى وفك الحصار على حدود القطاع في عام 2018، اندلعت عدة جولات من القتال بين الجيش الإسرائيلي وفصائل المقاومة في غزة، وانتهت جميعها دون أي حل ملموس.

وقالت "جيروزاليم بوست" أن الجيش الاسرائيلي رصد إطلاق أكثر من 4000 صاروخ وقذيفة هاون باتجاه إسرائيل خلال عملية "حارس الأسوار"، مما أسفر عن مقتل 11 اسرائيليا. وقتلت الضربات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة حوالي 256 فلسطينيا على الأقل.

تم نشر سار وكتيبته في محيط غزة عندما بدأت الاضطرابات الليلية من قبل نشطاء في غزة على السياج بين القطاع واسرائيل - قبل شهر من اندلاع التصعيد الاخير.

وقال سار: "كان هناك هذا المنعرج الخطير الذي يحدث فقط مع غزة" ، موضحًا أنه كان هناك رصد لإطلاق حوالي 36 صاروخًا قبل عدة أيام من بدء جولة القتال الأخيرة.

كانت الاضطرابات الليلية والصواريخ هي البداية فقط، وعندما أطلقت حماس صواريخ باتجاه القدس وصاروخ موجه مضاد للدبابات باتجاه جيب عسكري بالقرب من سديروت، قال سار: "تجاوز ذلك الخط الأحمر بالنسبة لنا".

وأضاف، سار، أنه على الرغم من أن العملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة كانت في الأساس حملة جوية، إلا أن 11 يومًا من القتال شهدت تعاونًا غير مسبوق بين تشكيلات الجيش الاسرائيلي، حيث عمل فيلق الدبابات والمشاة والاستخبارات والبحرية والقوات الجوية معًا لتنفيذ مهام هجومية ضد اهداف داخل قطاع غزة.

اقرأ أيضا/ صحيفة تكشف تفاصيل "التقدم" بمفاوضات صفقة تبادل الأسـرى في القاهرة

وأضاف سار: "عندما تعمل القوات البرية والقوات الجوية معًا لصنع دائرة مغلقة حول أهداف معينة، فإنك تنجز الكثير وبسرعة".

وقال سار للصحيفة الإسرائيلية والذي كان يقف على رأس واحدة من أحدث دبابات ميركافا التابعة للكتيبة: "أثناء جولة القتال الأخيرة، حاولت حركة حماس تنفيذ هجمات ضد جنود إسرائيليين، بما في ذلك غارة عابرة للحدود ، بالإضافة إلى إغراق نظام الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية" برشقات صاروخية ضخمة".

وتابع، إن "كتيبته ضربت وحدها حوالي 70 هدفًا في القطاع وقد تم تنفيذ جميع الضربات من الاراضي الاسرائيلية".

ونوهت الصحيفة إلى ان السياج الإسرائيلي الجديد مع غزة، والذي يتضمن جدارًا تحت الأرض، سيمتد على طول الحدود بأكملها، جنبًا إلى جنب مع الجدار الحدودي البحري.

وأشارت إلى أن الجدار الجديد يحتوي على نظام متطور من أجهزة الاستشعار والمراقبة للكشف عن حفر الأنفاق ويقترن بسياج يبلغ ارتفاعه ستة أمتار فوق سطح الأرض مشابه للسياج الموجود على الحدود الإسرائيلية المصرية.

وتابعت الصحيفة أنه منذ أن بدأ البناء في عام 2017، تم الانتهاء من معظمه ولكن التفاصيل الصغيرة والمهمة لا تزال بحاجة إلى بعض من الوقت. حيث قال سار للصحيفة: "تم الانتهاء من بناء الجدار بكامل قدرته في المنطقة التي أخدم بها".

المصدر : ترجمة - وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد