قلة الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة إلى 50 يُفاقم الوضع في العراق
يعاني العراق في الوقت الحاضر من نقص شديد بالكهرباء، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة الى اكثر من 50 درجة تحت الظل في معظم المدن والمحافظات العراقية الجنوبية والوسطى، حيث قلصت شركة الكهرباء ساعات تزويد المواطنين العراقيين بالكهرباء، وفق ما ذكرت وكالات انباء عراقية.
كما واجتاحت مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، يوم امس الاثنين، 28يونيو/حزيران، موجة حر، مسجلة درجة حرارة عظمى فاقت 50 درجة مئوية.
وأفادت هيئة الأنواء الجوية العراقية، بأن خبراء الطقس والمناخ يتنبؤون، ان صيف العراق هذا العام سيكون شديد الحرارة، وأن درجات الحرارة خلال الشهور الثلاثة المقبلة، ستكون حسب التوقعات عالية أكثر من المعدل السنوي لها.
وطالبت مفوضية حقوق الانسان العراقية، الحكومة العراقية بتقليص عدد ساعات الدوام الرسمي للموظفين في البلاد، وذلك بسبب الموجة الحارة التي تضرب العراق، وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير.
وما يزيد الأوضاع تعقيدا ويثقل كاهل المواطنين أكثر، هو دخول البلاد الموجة الوبائية الثالثة لفيروس كورونا المستجد، والمترافق مع الارتفاع المهول في درجات الحرارة والنقص الفادح في الكهرباء والمياه.
وفي ذات السياق، قال الخبير المناخي والمدير السابق، لمديرية الأنواء الجوية والرصد الزلزالي في محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق، دارا حسن، حول الموجة الشديدة الحرارة التي تحتل العراق: "هذه الموجة الموسمية الهندية الحارة، التي تضرب العراق ستستمر لنحو 40 يوماٍ، وتأثيراتها تتركز أكثر في مناطق وسط العراق وجنوبه وحتى بعض مناطق الشمال، حيث يتوقع أن تصل درجات الحرارة لنحو 55 درجة في بعض الفترات خلال هذه الموجة".
واوضح حسن ان : "لا داع للقلق المبالغ به لكن ما يتسبب بالتهويل حول الموضوع، هو تردي الواقع الكهربائي بالبلاد، ففي حال توفر الكهرباء وتمكن الناس من استخدام أجهزة التكييف، لما ثارت هذه البلبلة الواسعة، لكن مع الأسف فإن انقطاع الكهرباء المستمر واقتصارها على سويعات قليلة لا تكاد تذكر، يحول حياة العراقيين كل فصل صيف لجحيم لا يطاق".
كما وقال المواطن العراقي، حبيب علي، حول معاناتهم عقب انعدام الكهرباء في ظل الموجة الحارة التي تضرب بلده : "نعيش في معاناة مع حرارة الجو والنقص الحاد للكهرباء كل صيف، لكن يبدو أننا هذه السنة سنكون على موعد مع صيف أشد حرارة، وتاليا ساعات تزويد كهرباء أقل، فحتى قبل دخولنا شهر يوليو والدرجات ها هي تتخطى عتبة 50 درجة، ما يعني أنها سترتفع أكثر خلال الشهرين القادمين".
كما واضاف ان : "المأساة عويصة ومتشعبة حيث أن شح الكهرباء ينتج عنه شح المياه، فتصور أحيانا عندما نكون في انتظار ضخ المياه لبيوتنا، كل كم يوم ومع بدء ضخها تكون الكهرباء مقطوعة، ما يجعلنا عاجزين عن ملء خزانات المياه فوق الأسطح كون مضخات الدينامو التي تسحب المياه للأعلى لا تعمل بدون كهرباء بطبيعة الحال، وقس على ذلك".