شاهد: بريشته الذهبية .. "فهد شهاب" يوثّق مأساة الغزيين بالرسم على الركام

بريشته الذهبية .. "فهد شهاب" ينقل مأساة الغزيين من فوق الركام

حركت مشاهد القصف الإسرائيلي على قطاع غزة في العدوان الأخير، مشاعر الرّسام الصاعد فهد شهاب، لينقل المأساة التي عاشها أهل غزة على مدار 11 يوماً، بريشته الذهبية ولوحاته الفنية الجذابة.

فهد محمد شهاب، موهوب غزي، يبلغ من العمر 16 عاما، لم يشعر بالخوف على حياته بقدر ما كان خائفًا على لوحاته، ورصيده الفني، الذي يعتز به، فعمد على تجميع لوحاته ووضعها في مكان واحد، وآمن لكي لا تتضرر، حتى اذا ما اقترب القصف منه، يحملها ويهرب بها سريعاً.

يقول "شهاب" لوكالة سوا الإخبارية: "وأنا أشاهد الدمار خلال العدوان على غزة، لم أستطع أن أمسك الريشة وأشرع في رسم لوحاتي، وشعرت بأن يدي مقيدتان، نتيجة لما عايشناه من مشاعر مختلطة أثناء العدوان، لدرجة أنني، لم أشعر بالخوف على حياتي بقدر ما كنت خائف على لوحاتي ورصيدي الفني، الذي أعتز به، لأنني إن لم أكن موجود، فلوحاتي ورسوماتي الفنية تتحدث وتنقل مشاعري"

الرسم على الركام

وبعد انتهاء العدوان على غزة، ينفض الرسام الموهوب فهد شهاب، القيود عن ريشته، قائلاً: "أخذتُ لوحاتي وألواني، وذهبت لأماكن القصف الاسرائيلي، وبدأت بالرسم على الركام، وكنت من أوائل الفنانين الذي بدئوا بالرسم فوق أنقاظ الأبراج والبيوت المدمرة، لأنني عندما رأيت الدمار، لم أرَ فقط بيوت دمرت، ولكنني رأيت أحلام طالها الدمار أيضاً، لذلك أصررتُ على نقل هذه الأحلام إلى لوحاتي، واخترت الرسم طريقة للتوثيق ولنقل معاناة شعبي، فكل فلسطيني يناضل بطريقته، وأنا اخترت الرسم طريقي في النضال".

WhatsApp Image 2021-06-14 at 9.46.21 PM.jpeg
 

ويؤكد شهاب، أن الرسم على الركام، كان له دور كبير في التغذية البصرية له، من وجهة نظره كفنان وانسان، حيث نقل بلوحاته الفنية، مشاعر واحلام الناس التي هدمت بيوتها، ولفت نظر المتابعين حول العالم، إلى الواقع الذي يعيشه أهل غزة.

ويفخر فهد شهاب، بالوصول الذي حققته لوحاته الفنية، من خلال تسليط العديد من المنصات الإعلامية والدولية، الضوء على هذه الموهبة، وهذا الفن الجميل.

البداية

ويتحدث شهاب عن طفولته، قائلاً: "بدأت في عمر الـ 6 سنوات الرسم، وكان التحدي في البداية، في كيفية استخدام الألوان بشكل جميل وجذاب على رسوماتي التي خطّتها أناملي في الطفولة، إلا أنني وبين سن 9 إلى 12 عامًا، انضممت لمؤسسة القطان، التي تبنت موهبتي منذ طفولتي، وعملت معها على تطوير قدراتي الفنية، حيث توجهت اهتماماتي إلى رسم الأشياء التي تتعلق بالطفولة، وكنت مهتم في رسم شخصيات ديزني Disney، خاصة في ظل العدوان الاسرائيلي على غزة عام 2014، من خلال توجهي لمستشفى الشفاء بغزة، والقيام برسم الأطفال المصابين هناك.

وشرعت في عامي الـ12، بتعلم ودراسة كل ما يتعلق بالمدارس الفنية، لكي أطور من قدراتي في الجانب النظري للفن، وذلك بجانب اهتمامي بالرسم، لتكوين تغذية راجعة عن هذا الفن، وما هو الرسم؟ ولماذا أرسم؟ ومن هم أشهر الفنانين العالميين، ومتى بدأوا وكيف تطوروا؟

وللإجابة على هذه الأسئلة الكثيرة بداخله، يقول "شهاب" لسوا: "بدأت التعرف على المدارس الفنية، مثل المدرسة الواقعية والمدرسة الكلاسيكية، حيث أطلعتُ على بدايات الفنانين، وأهم لوحاتهم الفنية، التي أنجزوها خلال حياتهم، وحاولت الاستفادة من الطرق التي انتهجوها في مسيرتهم الفنية، مثل لوحات الفنان الإيطالي ليوناردو دا فينشي، والفنان الإسباني بابلو بيكاسو، وتعلم الآليات التي وثقوا بها لحظاتهم ومشاعرهم في لوحاتهم العالمية، وتعلم الأساسيات التي تجعلني أنطلق في الرسم".

WhatsApp Image 2021-06-14 at 9.44.36 PM.jpeg
 

ومن هنا بدأت منصة الانطلاق، حيث بدأ برسم رسومات قريبة من رسومات الفنانين العالميين، والأن يعمل على اعداد لوحات لرفع مستوى الوعي والإدراك الثقافي لدى الأفراد من سن 15 إلى 18 عامًا، نظراً لأهمية هذه المرحلة وحساسيتها في المستقبل، ويقول: "أهدف من هذه اللوحات، إلى توعية التفكير لدى هذه الفئة العمرية الهامة التي أنتمي لها، فقد عملت من خلال الرسم على ربط الفن بالثقافة المجتمعية وتعزيز أنماط التفكير لدى هذه الفئة المجتمعية".

أحلام وعقبات

ويحلم شهاب بأن يكون له دور في التفريغ النفسي للأطفال، لمساعدتهم في التخفيف من الضغوطات النفسية التي خلفها العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة، موجهاً رسالة للعالم، بأن الشعب الفلسطيني يحب الحياة ويحب السلام، ويبغض الحرب، ويأمل في أن ينال الشباب الفلسطيني كامل حقوقهم بدون أي انتقاص منها.

وشارك فهد شهاب في عدد من المعارض المحلية، استعرض فيها لوحاته الفنية الجميلة، لكن أبرز تلك المشاركات كانت بمشاركة لوحاته في معرضٍ ببرلين، ويفتخر الشاب الموهوب، بفوزه بالمرتبة الأولى في مسابقة دولية أقيمت في التشييك، بالإضافة إلى حصوله على 3 شهادات شكر وتقدير عالمية.

ويشتكي الموهوب فهد شهاب، من قلة المؤسسات التي تتبنى المواهب الفنية، أو التي تستقدم أطفال جدد لديهم الحس الفني، من أجل تدريبهم وتطوير قدراتهم في الرسم أو أي جوانب فنية أخرى داخل القطاع.

WhatsApp Image 2021-06-14 at 9.49.08 PM.jpeg
WhatsApp Image 2021-06-14 at 9.48.34 PM (1).jpeg
WhatsApp Image 2021-06-14 at 9.48.34 PM.jpeg
WhatsApp Image 2021-06-14 at 9.48.33 PM.jpeg
WhatsApp Image 2021-06-14 at 9.48.33 PM (1).jpeg
WhatsApp Image 2021-06-14 at 9.44.40 PM.jpeg
WhatsApp Image 2021-06-14 at 9.44.41 PM.jpeg
WhatsApp Image 2021-06-14 at 9.44.39 PM.jpeg

المصدر : خاص سوا - بلال الصالحي

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد