توقفت ماكينة الخياطة التي يعمل عليها سعيد أبو العمرين (50 عامًا)، عن حياكة الملابس النسائية، داخل مصنع سامي أبو جهل لصناعة الملابس في مدينة غزة .

أبو العمرين يعمل في مهنة الخياطة منذ 35 عامًا، ويشغل مديرًا لأحد أقسام مصنع أبو جهل، بات اليوم جالسا في منزله مُنضمَاً إلى جيش البطالة الكبير في القطاع.

يقول أبو العمرين لسوا: "منذ إغلاق معبر كرم أبو سالم، توقفنا عن العمل داخل المصنع، وأنا أعيل عائلة مكونة من ثمانية أفراد، ولا أستطيع توفير لقمة العيش الكريمة لعائلتي".

ويضيف: "قبل إغلاق المعبر كانت الأوضاع جيدة للغاية، وكنا نعمل يوميا، ولكن حاليا الأوضاع صعبة جدا، وإذا لم نعمل لن نقدر على توفير المصاريف اليومية لعائلتي".

ويخشى أبو العمرين من استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم، واصفا الحياة التي يعيشها عمال قطاع الملابس حاليا بالجحيم.

سامي أبو جهل والذي يمتلك شركة لصناعة الملابس النسائية في غزة، يقول لسوا، إن قرابة 350 عاملا تم تسريحهم عن العمل بسبب إغلاق معبر كرم أبو سالم.

يضيف: "يوجد لدينا حاليا في المخازن من 50 إلى 60 ألف قطعة ملابس جاهزة للتصدير، حيث تقدر تكلفتها المالية بحوالي مليون ونصف شيكل إسرائيلي، أي ما يعادل 461 ألف دولار أمريكي".

ويعمل مصنع أبو جهل لصناعة الملابس النسائية مع ستة شركات إسرائيلية، حيث تقوم بتوفير المواد الخام للمصنع، الذي يعمل على تجهيزها بالمواصفات المطلوبة ومن ثم تصديرها لإسرائيل.

ويوضح أن العلامات التجارية الخاصة بهذه الشركات الإسرائيلية أصبحت اليوم عالقة في غزة بسبب تواصل إغلاق المعبر.

ويتخوف أبو جهل اليوم من خسارة العلاقات التجارية التي أنشأها منذ سنوات طويلة، بسبب استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم، وتحوّل الشركات التي كان يصدّر لها، لأسواق أخرى لسد النقص.

ويطالب أبو جهل كل الجهات المعنية، والمؤسسات الدولية، بضرورة التدخل لإعادة فتح معبر كرم أبو سالم، وعودة تصدير الملابس للأسواق الإسرائيلية، مؤكدًا أن استمرار الإغلاق سيؤدي حتما لتدمير قطاع الملابس في غزة.

تيسير الأستاذ، رئيس اتحاد صناعة الملابس والنسيج في غزة يقول لسوا، إن 10 آلاف عامل يعملون في قطاع الملابس، والنسيج، تم تسريحهم اليوم، بسبب إغلاق معبر كرم أبو سالم.

ويشير "الأستاذ" إلى وجود 220 مصنعا في قطاع غزة، منها 120 يعمل مع الجانب الإسرائيلي والباقي يعمل للسوق المحلي في القطاع.

ويضيف: "لدينا حاليا قرابة مليون ونصف قطعة جاهزة للتصدير، ولكن استمرار إغلاق المعبر يحول دون تصديرها".

ويبين أن مصانع الخياطة التي تعمل للسوق المحلي، باتت اليوم، مهددة بالتوقف بسبب منع إدخال المواد الخام، واصفا الوضع الحالي بـ "الكارثي".

يخشى "الأستاذ" من فقدان السوق الإسرائيلي، وكذلك أسواق الضفة الغربية، حال استمر إغلاق المعبر، حيث باتت تلك الأسواق تبحث عن بدائل في تركيا وبلدان أخرى لسد العجز والنقص.

ويؤكد رئيس اتحاد صناعة الملابس والنسيج في غزة، أن الاتحاد قام بمخاطبة المؤسسات الدولية من أجل الضغط على الجانب الإسرائيلي، لإعادة فتح معبر كرم أبو سالم، أو على الأقل تصدير البضائع الجاهزة في القطاع، مشيرًا إلى أن الاتحاد لم يتلق أي رد حتى اللحظة على رسالته.

صور: أحمد زقوت

المصدر : وكالة سوا