شاهد: "أنا كريم" .. مبادرةُ طفلٍ غزّي للعاملين في إعادة الإعمار
بعد الدمار والخراب الذي لحق قطاع غزة في العدوان الأخير عليها، لم يستسلم أهلها، بل حمل كل مواطن فلسطيني غزّي على نفسه المسؤولية الكاملة للمشاركة كلّ بطريقته الخاصة، في إعادة إعمار ما خلفه الاحتلال من قصف ودمار.
الطفل كريم الناطور ابن العشر سنوات، أطلق مبادة "أنا كريم"، التي أحبّ من خلالها توزيع المشروبات الباردة على العمال المصريين، وغيرهم، الذين يعملون ليل نهار لإزالة الركام في غزة.
يقول الطفل الناطور في حديثه لوكالة سوا: "حبيت أرحب فيهم زي ما رحبوا فينا". حيث أًحبّ أن يشارك بطريقته الخاصة، ويجول بين الأماكن المدمرة في جميع انحاء القطاع، ليوزّع مشروب "الكركديه" البارد على العمال والمهندسين المصريين، تقديرًا لجهودهم ومساعدتهم على مواصلة عملهم، خاصة في ظل الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة.
فكرة الطفل
"محمود الناطور"، والد الطفل، والمحاضر في جامعة الأقصى بغزة يقول: "بعد تفكير طويل، قرر "كريم"، أن يقوم بعمل مبادرة بسيطة بعد الحرب، لإعادة البلد لوضعها الطبيعي، واختار أن يوزع مشروب "الكركديه" البارد، ليخفف عن العمال الحر، وجمع كل ما لديه في حصالته الصغيرة للمبادرة، ورفض أن يشتري بعض الألعاب كباقي الأطفال في عمره، وذهب إلى السوق رفقة والدته، وأحضر كل ما يحتاجه للمبادرة".
كريم اختار اسم المبادرة بعنوان "أنا كريم"، وأصرّ على تصميم شعار المبادرة على "بلوزة" خاصة ليرتديها أثناء المبادرة، واستمرت فترة التجهيز حوالي ثلاثة أيام، بين التحضير والتنفيذ، ليقوم بتجهيز ما يقارب(300 زجاجة) من المشروب.
كما شارك الجيران باستقبال المشروبات في ثلاجاتهم، والحفاظ على برودتها في ظل الطقس الحار. كما قال والده
ويضيف والده لوكالة سوا، أن "كريم" تجوّل في جميع المناطق المدمرة في غزة، بين منطقة الرمال، الوحدة، والمينا، ليوزع المشروبات على رجال الدفاع المدني، والشرطة والعمال، والمهندسين المصريين، القادمين من مصر، للمساهمة في الترويح عن العمال الذي يعملون في إعادة إعمار غزة، إثر العدوان الإسرائيلي الأخير، وإزالة ركام الأماكن المدمرة.
وجبات سريعة
"كريم" لن يتوقف عن تلك المبادرة فقط، بل يسعى لعدد من المبادرات تحت نفس الاسم (أنا كريم). يقول والده إن المبادرة القادمة سيقوم بتوزيع وجبات سريعة في القريب العاجل، مضيفاً أن رسالة "كريم" هي مساعدة كل الناس.
كما يفكر كريم بأن تكون المبادرة القادمة برفقة أصدقائه، لمشاركته، ومساعدته لإنجاز المبادرة في أسرع وقت، وكنوع من انواع العمل الجماعي، وحُبَ المشاركة في بناء الوطن.
وفي نهاية حديثه، أكد والد الطفل "كريم" لـ "سوا"، على استعداده الكامل، لتقديم كل ما يلزم طفله من إمكانيات لعمل مبادرات أخرى خيرية، من أجل تشجيعه، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة تدل على مدى إحساس طفله بالمسؤولية تجاه بلده.
أعرب الكثير من العمال عن شكرهم لـ "كريم"، وبادر بعضهم بالتقاط صورًا معه، حتى المارّة من الناس، حول الأماكن المدمرة في القطاع، أبدت إعجابها بالطفل، على هذا العمل الخيري الجميل.