يخشى العاملان نضال وياسر من توقف مصنعهم الذي ينتج مواد غذائية وسط قطاع غزة بسبب استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم منذ بداية العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع وحتى اللحظة.

العاملان يعيل كلا منهما ثمانية أفراد، ويعملان في مصنع حلويات ومسليات شومر منذ فترة طويلة، حيث بات القلق ينتابهما بسبب توقف مصدر الرزق الوحيد لهما.

"إذا توقف عمل المصنع سننضم الى جيش البطالة الكبير في قطاع غزة، وسنفقد مصدر زرقنا الوحيد، ولن نستطيع توفير لقمة العيش لعائلاتنا وأطفالنا " يقول العامل نضال لوكالة سوا

ويضيف:" بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، نعمل بشكل يومي، وأحيانا نجلس في بيوتنا، لتوقف بعض خطوط الإنتاج في المصنع".

فيما يقول العامل ياسر لسوا إن لقمة العيش باتت صعبة جدا في ظل الظروف الحالية بسبب استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم وتوقف خطوط انتاج في المصنع عن العمل".

ويتابع:" لن نستطيع تدبر أمور حياتنا، في ظل ظروف اقتصادية صعبة جدا، لأن العمل في المصنع هنا، هو مصدر الزرق الوحيد لنا".

يوسف ياسين شومر، صاحب مصنع حلويات ومسليات شومر، يقول لسوا إنه اضطر إلى إيقاف بعض خطوط الإنتاج في المصنع بسبب عدم إدخال المواد الخام والأساسية جراء استمرار اغلاق معبر كرم أبو سالم.

ويشير لوجود 6 خطوط انتاج في المصنع، بعضها تم إيقافه منذ العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، وأخرى سيتم ايقافها خلال الساعات القليلة المقبلة لعدم توفر المواد الخام والأساسية، بسبب إغلاق المعبر.

ويوضح ان بعض المنتجات الغذائية يدخل في صناعتها وتجهيزها قرابة 25 مادة خام وأساسية، بات جزء كبير منها ممنوعا من الدخول، بسبب اغلاق المعبر.

ويبين شومر أن المصنع كان يشغل 120 عاملا في عام 2012، فيما بدأ بتقليص عدد العمال خلال السنوات الماضية، نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها السوق الفلسطيني في قطاع غزة، حتى وصل عدد العمال اليوم الى 50 عاملا.

ويضيف ان المصنع ينتج مواد غذائية من جميع الأصناف، يوميا، حيث تقدر التكلفة المالية لها ما بين 15 الى 22 ألف شيكل إسرائيلي، أي ما يعادل 6 آلاف دولار امريكي.

مصنع شومر لم يسلم من العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، حيث تعرض جزء منه لأضرار، جراء غارات إسرائيلية استهدفت أراضي زراعية محيطة به.

ويشير صاحب المصنع الى ان هناك خسائر مباشر جراء العدوان تقدر بـ 140 ألف دولار امريكي، بسبب تضرر أجزاء من المصنع بفعل الغارات الإسرائيلية.

ويطالب شومر المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي وكافة الجهات ذات العلاقة بضرورة التدخل الفوري والسريع لإعادة فتح معابر قطاع غزة بصورة طبيعية لكي يستمر عمل مصانع المواد الغذائية وعدم توقفها نهائيا عن العمل.

من جهته يقول رئيس اتحادات الصناعات الغذائية في قطاع غزة تيسير الصفدي لسوا إن هناك 140 مصنعا للمواد الغذائية في القطاع، يعمل منها 60 مصنعا، قبل العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.

ويوضح الصفدي ان 40 مصنعا تم استهدافها خلال العدوان الأخير على غزة، منها 20 بشكل كلي، و20 بشكل جزئي.

ويشير الى ان هذه المصانع كان يعمل بها ما بين 1500 الى 1600 عامل، حيث تم تسريح جزء كبير منهم خصوصا من كان يعمل في المصانع التي استهدفت في العدوان الأخير.

ويضيف لسوا:" المصانع التي استهدفت توقفت عن العمل تماما، فيما المصانع التي بقيت تعمل مهددة بالتوقف، بسبب عدم السماح بإدخال المواد الخام لها جراء اغلاق معبر كرم أبو سالم".

ويؤكد ان بعض المصانع لديها جزء بسيط من المواد الخام، ولكنها بعد أسبوع قد تتوقف نهائيا عن العمل.

ويتابع الصفدي:" توقف المصانع الغذائية عن العمل تسبب في زيادة البطالة، بسبب تسريح العمال، إضافة لتعثر أصحابها عن الالتزام بسداد الالتزامات المالية للبنوك".

المصدر : وكالة سوا