شاهد: بيسان عودة .. "حكواتية" من غزة تسرد حقائق تاريخية بطريقتها الخاصة

بيسان عودة

كلٌ منا يُترجم حبه لوطنه ومأواه بطريقته الخاصة، ففي قطاع غزة المليء بالشباب الواعد والساعي دوماً لإظهار الجانب المضيء والصورةِ الجميلة المُبهمة لغزة، بفِعل ما تمر به من آلام وظروف استثنائية، هناك سعيٌ دائم من العديد من الأشخاص في المجتمع الغزّي لإيصال هذه الرسالة كلٌ بأسلوبه.  

وفي طريقةٍ مُبتكرة وعصرية، قررت الغزّية "بيسان عودة" (22 عاماً)، أن تظهر معالم وأماكن القطاع بأبهى حلة، وتلعب دور "الحكواتية" في شهر رمضان الماضي، متوجهةً كل مرة إلى مكان جديد وحكاية مختلفة عن أحد معالم أو شوارع القطاع؛ لتنقل في ثنايا حكاياتها التي تنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي صورة غزة التاريخية التي يجهلها الكثير.  

غزة مش مادة وانحرقت

توجهت "عودة" من خلال برنامجها الذي عُرض خلال شهر رمضان الماضي، والذي يحمل اسم "حكواتية"، إلى العديد من الأماكن والمعالم في قطاع غزة، لتروي بأسلوبها الخاص قصصاً تكشف أصل هذه المعالم التي تعود لآلاف السنين. 

كما وأظهرت المناطق الخلّابة في القطاع، ففي إحدى الحلقات تحدثت عن ميناء غزة، وهيئته التي كانت منذ قديم الزمن وكيف تغيّر، بالإضافة إلى المعالم والأحياء القديمة التي كانت تقص حكاياتها وأصل تسمياتها بأسلوبٍ عصري وسلس يرسخ هذه المعلومات القيمة عن البلاد في ذهن المشاهدين. 

 

بيسان عودة، تقول في حديثٍ لوكالة سوا الإخبارية، إن الرسالة التي تسعى لإيصالها من خلال برنامجها هي أن قطاع غزة مليء بالمناطق التي تستحق التفكر والبحث عنها، مُعبرةً عما يدور في ذهنها حول القطاع وحبها لإظهار خفايا معالمه، إذ قالت: "غزة مش مادة وانحرقت وفي الكثير من المواد التي يمكن أن تُدرس أو يتم الكتابة فيها".  

وتضيف عودة أنها تريد أن يكون برنامجها "حكواتية" سبباً في إجابة الأسئلة التي تجول في أذهان الأشخاص في العالم عامةً، وفي غزة خاصة، حول الأماكن ومسمياتها وتفاصيلها التي يجهلونها، فهي تروي هذه القصص بهدف مجتمعي لتشكل وعياً بأسلوب أكثر سلاسة.  

وأعربت عودة عن سعادتها وفقاً للنجاح الذي لاقاه البرنامج، مشيرةً إلى أنها ستستمر في تقديمه وتطوير محتواه لتخرج بحلقاتٍ وأفكار جديدة في مواسم قادمة.  

وبيّنت أن لديها آمال في أن يصل صدى برنامجها وحكايتها التي ترويها بحُبٍ عن القطاع، إلى العالم أجمع، خصوصاً بعد أن بلورت لها هذه التجربة الأولى الاستثنائية ما يرغب به المجتمع وما يحب سماعه، آخذةً بكافة التعليقات السلبية والإيجابية؛ لتطور من برنامجها لتُخرجه بأفضل صورة ممكنة؛ ليكون أداةً لإيصال رسالتها.  

قدراتٌ متواضعة تتحكم في إيصال الفكرة المؤجلة

كانت الحكواتية "بيسان عودة" تتوجه في الأيام التي تنوي فيها تصوير حلقةٍ من برنامجها الخاص برفقة زميلها المونتير الخاص بالبرنامج "دهمان أبو سلطان" بلا أية دعم وبقدراتهم الخاصة؛ ليستعيرا معدات التصوير من بعض معارفهم؛ كي تمكنها من تصوير الحلقة التي لطالما تأجلت وأعيد تصويرها وفقاً لهذا النقص في المعدات والامكانيات.  

تقول عودة خلال حديثها لـ "سوا"، إن هذه المرة الأولى لها في اخراج برنامجٍ للجمهور بمجهودها الخاص وفكرتها واختيارها للمواضيع والنص وبدون أية دعم مادي، ولكنها ليست التجربة الأولى لها في تقديم البرامج، فقد ظهرت سابقاً في برنامج "تعا تقلك".  

تلقت الحكواتية بيسان عودة الدعم الكبير من أهلها وأصدقائها حول البرنامج وفكرته، بالإضافة إلى اللطف والتفاهم الذي وجدته في الشارع الغزّي من قِبل المواطنين، لاسيما أنها كانت تتعامل مع الكثير، لأن غالبية الحلقات كانت تُصور في أماكن ومرافق عامة في القطاع. 

المصدر : وكالة سوا - تقرير سندس النيرب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد