معنى دعاء "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا" - ليلة القدر

ليلة القدر 2021

يبحث المسلمون في كافة الدول العربية والاسلامية، عن معنى دعاء ليلة القدر 2021 "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا"، مع اقتراب ليلة 27 من شهر رمضان المبارك في العشر الاواخر من شهر رمضان 2021، وذلك لفهم معنها جديدة لدعاء بها والتقرب الى الله سبحانه وتعالي خلال الاعتكاف في المساجد مع قرب انتهاء رمضان.

ويسعى كافة الفلسطينيون لإقامة ليلة القدر 2021 في المسجد الاقي المبارك لأنه الصلاة في المسجد الأقصى تعادل 100 صلاة عن باقي المساجد باستثناء مسجدين، حيث دعت وزارة الاوقاف الفلسطينية لصلاة العشر الاواخر من شهر رمضان 2021 حتى عيد الفطر نتيجة عزم قطعان المستوطنين باقتحام باحات المسجد الأقصى وتدنيسة في مواجهات منذ بدأ شهر رمضان نتيجة الحواجز الحديدة.

وقال التّرمذي في سننه: حدَّثَنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حدَّثَنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمانَ الضُّبَعِىُّ، عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الحَسَنِ، عَن عبد اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَن عَائِشَةَ قالَتْ: قُلْتُ:" يا رَسُولَ اللهِ، أرَأيْتَ إنْ عَلِمْتُ أيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، مَا أقُولُ فِيها؟ قَالَ: قُولي: اللَّهُمَّ إنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي".

وقوله: " تحبّ العفو " أي أنّ اللَّه تعالى يُحبّ أسماءه وصفاته، ويُحبّ من عبيده أن يتعبَّدوه بها، ويعملوا بمقتضاها، وبمضامينها. وهذا المطلب في غاية الأهميّة، وذلك أنّ الذّنوب إذا تُرِكَ العقاب عليها يأمن العبد أن ينزلَ اللَّه تعالى عليه المكاره والشّدائد، حيث أنّ الذّنوب والمعاصي من أعظم أسباب إنزال المصائب، وإزالة النّعم في الدّنيا، أمّا في الآخرة فإنّ العفو يترتّب عليه حسن الجزاء في دخول النّعيم المقيم. ولا يخفى في تقديم التّوسل باسمين كريمين للَّه تعالى قبل سؤاله أنّ في ذلك أهميّةً جليلةً في إنزال العطاء المرجوّ منه تعالى.

اللّهم: كلمة تستعمل في النّداء مثل يا الله، للدّلالة على تيقّن المجيب بالإجابة.

عَفُوّ: ورد اسم الله تعالى العفُوّ في القرآن الكريم خمس مرّات، أربع منها مع اسمه الغفور، ومرّةٌ مع اسمه القدير، ومن ذلك قوله تعالى:" فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً "،النّساء/43 . وقوله تعالى:" فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوّاً غَفُوراً "، النّساء/99 .

كريم: وردت هذه الصفة في بعض روايات الحديث، والكريم من أسماء الله تعالى وصفاته، ورد في القرآن الكريم في موضعين، في قوله تعالى:" وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ "، النمل/40، وفي قوله تعالى:" يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ "، الإنفطار/6.

وقال ابن منظور: الكَريم من صفات الله وأَسمائه، وهو كثير الخير، الجَوادُ المُعْطِي، الذي لا يَنْفَدُ عَطاؤه، وهو الكريم المطلق. والكَريم هو الجامع لأَنواع الخير والشّرَف والفَضائل. والكَرِيم: اسم جامع لكل ما يُحْمَد، فالله عزّ وجلّ كريم، حميد الفِعال، وربّ العرش الكريم العظيم.

تُحبّ العفو: قال الخطّابي: العفو هو الصّفح عن الذّنوب وترك مجازاة المُسيء. وقيل إنّ العفو مأخوذ من عفت الريح الأثر إذا درسَته، فكأنّ العافي عن الذّنب يمحوه بصفحه عنه.

فضل ليلة القدر 2021

ومن فضل ليلة القدر أن خصص الرسول عليه السلام دعاء لعظم معنى ليلة القدر، وروي في الحديث َنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: « يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَبِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: " قُولِي: اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ، فَاعْفُ عَنِّي».

وحول الحكمة في تخصيص هذه الليلة بسؤال العفو، أوضح العلماء إلى أن سؤال الله عز وجل العفو في كل وقت وحين أمر مرغوب وردت به نصوص كثيرة، حتى إِنَّ العباس بن عبد المطلب سأل رسول الله أكثر مِنْ مَرَّةٍ أَنْ يرشده الى شيء يدعو الله به فأجابه الرسول في كل مَرَّةٍ بقوله: « سَلِ اللهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ »، فما الحكمة إِذًا مِنْ تخصيص هذه الليلة بسؤال العفو؟، وفق موقع صيد الفوائد.

وأبان الحافظ ابن رجب عن هذه الحكمة في قوله: وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر -لأن العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يرون لأنفسهم عملا صالحا ولا حالا ولا مقالا، فيرجعون إلى سؤال العفو.

كما أن الدعاء بهذا اللفظ يتضمن أدبا من آداب الدعاء المهمة، وهو الثناء على الله تعالى بما هو أهله وبما يناسب مطلوب الداعي .وقد أرشدنا الله تعالى إلى هذا الأسلوب والأدب في نصوص كثيرة أشهرها سورة الفاتحة، فالسورة نصفان، الأول تمجيد وثناء من العبد على ربه، والثاني سؤال من العبد لربه،وقد ورد ذلك مفصلا في الحديث القدس ي وفيه : (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي)

ولما سَمِعَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم - رجلاً يَدْعُو في صلاته لم يُمجِّدِ الله ولم يُصَل على النبيَّ، فقال صلَّى الله عليه وسلم: "عَجِلَ هذا" ثم دعاه، فقال له أو لغيره: "إذا صَلَّى أحَدُكُم فليَبْدأ بتَمْجيدِ رَبَّه والثَّناءِ عليه، ثم يُصَلَّي على النبيِّ، ثم يدعو بعدُ بما شاءَ.

ويظهر الدعاء حاجة العبد وفقره إلى عفو الله، فعائشة رضي الله عنها - وهي من هي - تحرص على سؤال النبي عن ماذا تقول في ليلة القدر فيجيبها النبي الكريم بسؤال الله العفو، فإذا كان هذا شأن الصديقة بنت الصديق فكيف بمن دونها. أليس في ذلك دلالة قاطعة على أَنَّ العبد فقير إلى الله من كل وجه وبكل اعتبار؟ من هذه الوجوه أَنَّه " فقير إليه من جهة معافاته له من أنواع البلاء فإنه إن لم يعافيه منها هلك ببعضها، وفقير إليه من جهة عفوه عنه ومغفرته له فإن لم يعف عن العبد ويغفر له فلا سبيل إلى النجاة فما نجى أحد إلا بعفو الله ولا دخل الجنة إلا برحمة الله".

وأشار العلماء إلى أن حظ العبد من اسم الله «الْعَفُوُّ» لا يخفى، وهو أن يعفو عن كلّ من ظلمه بل يحسن إليه كما يرى الله تعالى محسنا في الدّنيا إلى العصاة والكفرة غير معاجل لهم بالعقوبة. بل ربّما يعفو عنهم بأن يتوب عليهم، وإذا تاب عليهم محا سيّئاتهم، إذ التّائب من الذّنب كمن لا ذنب له. وهذا غاية المحو للجناية. وقد وعد الله العافين بالأجر العظيم والثواب الكبير فقال سبحانه : {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} ويلاحظ في الآية أمران، الأول: أَنَّ الله قرن الإصلاح بالعفو، وذلك ليدل على أَنَّه إذا كان الجاني لا يليق العفو عنه، وكانت المصلحة الشرعية تقتضي عقوبته، فإنه في هذه الحال لا يكون مأمورا به .

الأمر الثاني : أَنَّ الله جعل أجر العافي عليه سبحانه، وفي ذلك حض و تهييج للعبد على العفو، وأن يعامل الخلق بما يحب أن يعامله الله به، فكما يحب أن يعفو الله عنه، فَلْيَعْفُ عنهم، وكما يحب أن يسامحه الله، فليسامحهم، فإنَّ الجزاء من جنس العمل.

ويعيش المسلمون في أنحاء العالم أجواء العشر الأواخر من رمضان والتي منها ليلة القدر والتي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم في الليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان، فضل ليلة القدر وعلاماتها جليلة لهذا فإن دعاء ليلة القدر من الأدعية العظيمة التي لابد للمسلم أن يفهم معانيه جيدًا قبل الدعاء به لنيل الأجر والثواب في ليلة القدر 2021.

وسمحت وزارة الاوقاف الفلسطينية هذا العام بإقامة صلاة التراويح والتهجد بخلاق العام الماضي بعد إغلاق المساجد نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد، حيث قامت هذا العام ب فتح المساجد امام المصلين مع الالتزام بالإجراءات الوقاية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد بعد ارتفاع وتيرة الاصابات خلال الايام الماضية.

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد