خاص: الغزية "نور أبو سيدو" تمد يد العون للمرضى عبر مواقع التواصل الاجتماعي
تروي شوارع وأزقة غزة بأحيائها الصغيرة الشرقية منها بصورة خاصة حكايات وقصص مليئة بالإنسانية والتعاون، إذ يحاول العديد من الشباب الفلسطيني، وخصوصاً في القطاع، التخفيف من الصعوبات المتلاحقة عن طريق استخدام الحملات والأنشطة التطوعية في تقديم المساعدة للمحتاجين، في صورة إنسانية نبيلة.
الشابة نور أبو سيدو، بدأت فور تخرجها من الجامعة إبراز الدور الإنساني للأطباء بعيداً عن دورهم العلاجي وتقديم المساعدة للمرضى للتخفيف من أوجاعهم.
أبو سيدو، تبلغ من العمر 24 عاما، تقطن بمدينة غزة، درست التحاليل الطبية بالجامعة الاسلامية، دفعها حبها لمهنتها والظروف التي مرت بها خلال مرض والدها لمساعدة المرضى عن طريق "الصدفة"!
كان بداية مشروعها التطوعي قبل عام، فبعد وفاة والدها نتيجة مرضه بتليف الكبد والسكري، واجهت أسرتها صعوبات نتيجة تأمين مصاريف علاجه، حتى أنها فضلت مصاريف العلاج على الطعام، وقادتها صدفة أثناء عملها لتأمين علاج لطفل كان يعاني من التهابات شديدة، تحويلها لمبادرة لتأمين الأدوية للأسر الفقيرة والأكثر احتياجا ومصاريف كشف الطبيب والتحاليل الطبية.
وحول تفاعل الناس واستجابتهم، قالت أبو سيدو لوكالة سوا الإخبارية، "كان اعتمادي بالنشر للمرضى على المناشدات الطارئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أقوم بشرح وضعهم المادي للمتبرعين، وحاجتهم الضرورية للعلاج، وتوفير الأدوية وإجراء التحاليل ودعمهم"، وقد استجاب لها الكثير من المتبرعين وقاموا بمساعدة المحتاجين".
وأوضحت أنها استمرت في هذه الحملة لأشهر متواصلة حتى شهر رمضان 2021، مشيرة إلى أنها ستواصل العمل بذلك بعد عيد الفطر ، حيث قامت باستهداف أصحاب الأمراض المزمنة الذين لا يتوفر علاجهم في مشافي الحكومة وعيادات " الأونروا " ولا يستطيع المرضى شرائها بسبب وضعهم المادي الصعب ومع مرور الوقت اتسعت الفئات المستهدفة، فأصبحت تستهدف العائلات المستورة الذين لا يستطيعوا توفير الحليب الصناعي، أو الحفاضات لأطفالهم بسبب وضعهم الاقتصادي السيء.
الفتاة أبو سيدو لديها الكثير من أصحاب الصيدليات والمختبرات والكثير من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، على ثقة بها وبمناشداتها، وهناك اتفاق منهم أن يقدموا العلاج والخدمات الطبية لتحسين حياة المرضى عبر تقديم مساعدات طبية إغاثية بهم. وفق قولها
وتابعت حديثها، "أنه أثناء فترة تدريبها في المستشفيات وبعد تخرجها من الجامعة، كانت تقوم بعمل دورات وورشات عمل مثل الإسعافات الأولية وتوعية مرضى السكري وسرطان الثدي في العديد من الجمعيات والمؤسسات لنشر الوعي".
الوقوع في فخ التسول
أما عن الصعوبات التي واجهتها، قالت أبو سيدو لـ "سوا"، إنها كانت من حالات التسول وضغط المرضى فيجب التأكد من المريض قبل المساعدة، مشيرة إلى أنها قد وقعت في هذا الفخ مرتين، رغمًا عن أنها تحاول التأكد أكثر من مرة من حالة المريض، ومدى حاجته إلى العلاج.
وأشارت "نور" إلى أنها تعمل لدى فريق "فوريو" التطوعي الخيري منذ تأسيسه عام 2019، ويتكون من 20 عضو من أطباء وحقول طبية أخرى وباحثين اجتماعين يقدمون المساعدات للأسر المحتاجة من خلال ذبح الأضاحي وتوزيعها، والطرود الغذائية، والقرطاسية لطلبة المدارس وغيرها من الأعمال الخيرية.
في النهاية تسعى أبو سيدو إلى مساعدة أكبر عدد من المرضى المحتاجين، ودعمهم نفسيا قبل تقديم الدواء، وتطمح إلى افتتاح مؤسسة خيرية في المجالات الطبية.