لن تعترف إسرائيل بتقرير المنظمة الحقوقية الأميركية، هيومن رايتس ووتش، في شهر نيسان الماضي، لأن التقرير أكَّد ارتكاب إسرائيل جريمتين في حق فلسطين والعالم، الفصل العنصري، والاضطهاد.


ولن تعترف إسرائيل بأن طردها لسكان القدس والنقب وغور الأردن والجليل الفلسطينيين جريمةٌ في حق الإنسانية!


الحقيقة هي؛ أنَّ إسرائيل لا تُعادي الشعب الفلسطيني فقط، بل تُعادي كل دول العالم، إنها الوحيدة في العالم التي تسن القوانين العنصرية تحت شعار (دولة الشعب اليهودي)!


فقد أعلنت الحرب على كل أجناس وأديان العالم، حين رفعت شعاراً مركزياً في كل المؤتمرات الصهيونية؛ «لا، للتماثل والاندماج بين اليهود وبين أجناس العالم» فهي تعتبر أن كل يهودية أو يهودي تزوج من (غوييمي) لم يعد محسوباً في سجلها العِرقي!


في إسرائيل، جمعية عنصرية، لا مثيل لها في العالم، اسمها، أيدي الإخوة، (ياد لاخيم) مهمتها الرئيسة، مطاردة كل المبشرين بالأديان السماوية غير اليهودية، والأهم أن هذه الجمعية تتحول إلى عصابة خطف وتهديد، فهي تخطف كل امرأة يهودية تزوجت مسلماً أو مسيحياً، أو ينتمي إلى عقيدة أخرى، وتعتبر الخطف لحفظ الدم اليهودي وتفريق الأسر بطولة يهودية خارقة!


هذه الجمعية ليست جمعية خيرية، بل ذراعٌ حكومية باطشة، لها نفوذٌ قويٌّ في كل وزارات إسرائيل، وعلى رأسها وزارة الداخلية!
تفخر هذه الجمعية باكتشافها لحاخامٍ يهودي اسمه، متشل كوهين، كان يساعد المبشرين المسيحيين في إسرائيل، وأنها استجوبته حتى أعلن التوبة (تشوفا) عن أفعاله في مقر اللجنة، وعاد يهوديا نقيّا! (جروسالم بوست، 27-4-2021).


في خبرٍ، للأسف، لم يحظَ بالنشر، نفَّذتْ هذه الجمعية أكبر عملياتها يوم 25-4-2021 حين أرغمت وزير الداخلية الإسرائيلي، أريه درعي، على طرد جالية مكونة من أكثر من ثلاثمائة فرد، أما نص الخبر فهو: «تلقتْ طائفة، العبرانيين الإفريقيين السود الإسرائيليين، Black Hebrew Israelites، إنذاراً بالترحيل، وهي طائفة دينية تعيش في إسرائيل منذ خمسينيات القرن الماضي، هم من القبائل اليهودية العشر الضائعة، عقيدتهم مزيج من المسيحية واليهودية، لهم كتاب ديني خاص بهم، هذه الطائفة لا علاقة لها بالمجتمع الديني اليهودي، تعتبرهم جمعية، (ياد لاخيم) العنصرية مهرطقين، لا يجوز التعامل معهم، فهم يقومون بالتبشير بالمسيحية.


تعود جذور طائفة العبرانيين السود الإسرائيليين إلى العام 1896 في سانت كرست في أميركا، لهم مقرات في نيويورك، وكنساس، صنفتهم منظمة مكافحة التمييز اليهودية بأنهم لاساميون، لأنهم يبشرون بالمسيحية ويحرضون ضد البيض.


أبلغتهم وزارة الداخلية الإسرائيلية بتحريض جمعية، (ياد لاخيم) يوم 25-4-2021، ضرورة الرحيل عن إسرائيل خلال ستين يوما، وإلا سيجري ترحيلهم بالقوة، أعلن أمير الجماعة، عمانويل بن يهودا بأن وزارة الداخلية أنذرتهم بالترحيل، على الرغم من أنهم منحوا إقامات مؤقتة العام 1992، ثم دائمة العام 2003، وفي العام 2009 مُنح بعضهم هويات!


كثيرون منهم دخلوا الجيش، واندمجــوا في الحياة العامة» (صحيفة، أروتس شيفع 27-4-2021).


أليس من الواجب أن نعيد صياغة شعاراتنا الفلسطينية، بأن دولة إسرائيل لا تعادي الفلسطينيين، وتستولي على أرضهم، وتطردهم من وطنهم فقط، بل هي دولة عنصرية تعادي كل دول العالم، وترفض أن تعيش في وسطها.

المصدر : وكالة سوا

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد