كاتب اسرائيلي:إسرائيل تزود حماس بوسائل قتالية للجولة القادمة
القدس / سوا / تسليح العدو عن قصد وتزويد الإرهاب بوسائل قتالية وغض الطرف عن التهديد الناشئ والسير دون وعي الى الحرب القادمة قريباً؛ لا ليس هذا وصفاً للطريقة الأمريكية في التعامل مع إيران، وإنما وصف للسياسة الاسرائيلية تجاه حماس ، فعندما يعلمون ان الباطون الذي يدخل الى قطاع غزة يستخدم في بناء الأنفاق، وعندما يرون ان الحديد يذهب الى تصنيع الصواريخ، وعندما يسمعون ان حماس تتجهز للجولة القادمة؛ رئيس الحكومة ووزير الجيش يستمران بالسماح لحماس بالبناء والتقوي.هذا ما كتبه الكاتب الاسرائيلي في صحيفة معاريف أرئيل كهانا
مرة أخرى نشر أمس ان آلاف الأطنان من الباطون تتدفق الى قطاع غزة لكي يتمكن المخربون من النفاذ يوماً آخر تحت الأرض، وكأنه لم تكن هناك حرب قبل أقل من عام، وكأن الـ 67 جندياً لم يدفعوا حياتهم ثمناً لتدمير الأنفاق، وكأننا نسينا الآن كل شيء ولم نتعلم شيء، هل تذكرون حماقة ارسال البنادق لعرفات؟ هكذا يتكرر الأمر في نسخة 2015؟ بعيون مفتوحة على الاغاثة تزود اسرائيل حماس بوسائل مهاجمة مواطنيها، أكتب ولا أصدق ما أكتب.
يقولون في المستوى السياسي ان مصلحة اسرائيل هي "الهدوء في قطاع غزة" وأنه "لا يمكن ترك الآلاف من الغزيين دون بيوت" و"كل شيء تحت المراقبة" وحكايات أخرى كثيرة، يزعمون هناك وجود وضع معقد ومصالح متعارضة، وأن غزة فيها بطالة كبيرة وخطيرة ليس أقل من غزة المسلحة بالباطون، والى آخر ذلك.
آسف، ولكني أخشى ان كبرائنا قلموا أظافر الخبراء الذين لم يبصروا الغابة، لا شك ان الوضع معقد، وواضح ان مجسنا الوزاري المصغر غير مهتم بأي شكل بتقوية العدو، ولكنا قد رأينا من قبل ان المستوى السياسي الأعلى لا يشخص ما يفهمه المواطن البسيط في الأسفل، ملابس الملك الجديدة إصدار القرن العشرين ان شئتم.
قبل أسبوعين فقط احتفلوا بيوم الذكرى، وبحق أشار رئيس الحكومة انه قبل ان يرسل الجنود الى مهمة تعرض حياتهم للخطر فإنه يفكر بأن جميع هؤلاء الجنود هم أبناءه، ولكن إذا كان الأمر كذلك كيف يتسنى ان يسمح رئيس الحكومة نفسه لقتلة جنوده بالتسلح وبأيدينا ومن تحت أنوفنا؟! بالمناسبة لقد وجهت هذا السؤال الى مكتب نتنياهو ولم يرد عليّ بعد.
والمدهش أكثر من كل ما سبق، كيف كنا بالأمس القريب فقط في ذات الحكاية، قبل "الجرف الصامد" سأل عبدكم المخلص المسؤولين عن الأمن لماذا تضخون الباطون الى غزة إذا كان الاسمنت يستخدم من قبل حماس؟ وحينها ردوا علي بتفسيرات سلبية لم تغير رأيي أيضاً، اليوم وبعد ان رأينا غزة التحتية وعانينا من صعوبة تدمير التحصينات ودفعنا ثمناً باهظاً من دمنا لا يمكن ان نفهم لماذا نعود الى ذات السياسة الخاطئة.
الى جنون هذه المعارك أضيفوا التحول في الموقف المصري، فعندما دخل معظم الدعم عبر الأنفاق في رفح، حيث لم يكن مبارك مهتماً وحيث زرع مرسي حماس، الآن السيسي المصري يخنق حماس، وإسرائيل فقط هي من ينزع الحبل عن عنقها، حماس في ضائقة واسرائيل عدوتها اللدودة تساعدها، هل يشرح أحد ما يجري هنا؟
في هذه الساعة تحديداً، وساعة الغسق، يوجد اثنان عليهما ان يشغلا صفارات الإنذار، وهما الوزيران نفتالي بينيت وأفيغدور ليبرمان، فكلاهما كان له تحفظ مبرر على هذا النمط الأمني الذي سلكته الحكومة السابقة، وكلاهما الآن موجود عند النقطة الزمنية الأفضل للقيام بتصحيح هذا النمط في الحكومة القادمة، إذا أفلحا في وضع التوتر الشخصي جانباً وعرضا على نتنياهو ويعلون خطاً أمنياً من نوع آخر، نمطاً صقورياً مسؤولاً ونهائياً، لن يكونا هما المستفيديْن فقط، بل الشعب الاسرائيلي برمته.