بالفيديو: فضل قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان 2021

صورة تعبيرية

تعد العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك فرصةٌ للتغيير وتفضّل الله -تعالى- على عباده بمواسم ونفحاتٍ تتضاعف فيها الحسنات، وتُكفَّر فيها السيِّئات، وتُغفَر فيها الذنوب، ويُعوّض العبد فيها ما فاته من الخير فيما مضى من الأيّام، فترتفع في تلك المواسم درجاته عند الله -تعالى-، ومن تلك المواسم العشر الأواخر من شهر رمضان، وقد كان السَّلَف الصالح يتنافسون فيها بالقُربات، ويطرقون كلّ سبيلٍ في اغتنامها، فيجدر بالمسلم الحرص على رمضان، واستغلاله ونَيْل فضائله، والثبات على الطاعة، والإكثار منها، وتجديد التوبة، وتجنُّب المُلهيات.
 

فضل قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان
حيث اختصَّت العشر الأواخر من رمضان عن غيرها من الأزمان؛ لِما فيها من عبادات الليل، وصلاة القيام، ومنها صلاة التراويح؛ إذ إنّ لقيام الليل فضلاً عظيماً؛ فقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (سُئِلَ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقالَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ، صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ)، فكان النبيّ يحثّ الصحابة -رضي الله عنهم- على قيام الليل، وقد حرصوا عليه؛ سواء في جماعة، أو مُنفردين؛ لِعلمهم بما فيه من مغفرةٍ للذنوب، ورَفْعٍ للدرجات عند الله، وتطهيرٍ للقلوب، ونَهي عن معصية الله، ونَيلٍ لعظيم المكانة في الدُّنيا والآخرة.

و فَضْل عبادة الليل تتميّز بعدّة أمورٍ وميّزاتٍ، نذكر البعض منها فيما يأتي: تُعَدّ أكثر تحقيقاً للإخلاص؛ لبُعدها عن نَظْر العباد الآخرين، فلا تُثير في القلب العجب، أو الرِّياء، و تُعَدّ أعظم مَشقّةً من عبادة النهار؛ إذ يحتاج العبد إلى مجاهدة نفسه لقيام الليل؛ ولذلك فإنّ أَجْرها أعظم من أَجْر غيرها، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)، وتوافق صفاءً في الذِّهن؛ بسبب الابتعاد عن المشاغل؛ فيكون وقَعْها في القلب أعظم، وتدبُّر الآيات فيها أنفع، قال -تعالى-: (إنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا)، كذلك تُوافق ساعات استجابة الدعاء، وتنزُّل الرحمات، ونزول الله إلى السماء الدُّنيا في الثُّلث الأخير من الليل، فقد ثبت في صحيح البخاريّ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له)، و تجمع بين طلب المغفرة، وتنقية القلب من الذنوب، والتقرُّب إلى الله بالطاعات، ونَيل الأُجور؛ وبذلك ترتفع درجات العبد عند الله.

أمور تعين على قيام الليل

وهناك العديد من الأمور التي تُعين العبد على قيام الليل، وإحياء الليل بالعبادة، نذكر منها فيما يأتي: عدم إرهاق النفس بالأعمال التي تُتعب الجسد؛ إذ يجدر بِمَن أراد قيام الليل عدم إرهاق نفسه؛ ليتمكّن من السهر ليلاً، والحرص على القيلولة نهاراً؛ إذ إنّها تُعين المسلم وتقوّيه على القيام ليلاً. تحقيق الخوف من الله في القلب، والخشية منه، وتقواه. عدم التعلُّق بالحياة الدُّنيا، وما فيها من مَلذّاتٍ وشهواتٍ، والاستعداد للقاء الله -سبحانه وتعالى- والتزام الطاعات، والابتعاد عن المعاصي والذنوب.

 

المصدر : موقع موضوع العربي

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد