رقائق صغيرة تسبب أزمة في الصناعات العالمية الضخمة
تتعرض الصناعات حول العالم الى أزمات متعددة قد تؤثر على مسار انتاجها ونوعية وجودة هذه الصناعات ولكن عادة ما تكون تلك الأزمات والمشكلات لها علاقة بالجانب المادي أو بضعف الأسواق وكذلك في ألية النقل والاستيراد والتصدير ولكن من غير المعقول أن تكون شرائح صغيرة سميت "بأشباه الموصلات" هي التي تشكل أزمة للصناعات وخاصة صناعة السيارات والهواتف الذكية وأجهزة البلاي ستيشن.
وتعتبر “أشباه الموصلات" من المكونات أساسية لأجزاء كاملة من الصناعة العالمية، والتي تسمح للأجهزة الإلكترونية بالتقاط البيانات ومعالجتها وتخزينها كذلك وتدخل في صناعة العديد من الأدوات التي نستخدمها بصورة يومية. فنجدها في الأجهزة الإلكترونية والموصولة، مثل الهواتف الذكية، وأجهزة الكومبيوتر ومشغّلات ألعاب الفيديو والسيارات، ولا سيما لوحات التحكم فيها، والطائرات والشبكات المعلوماتية والهاتفية وغيرها، وهي في غالب الأحيان دقيقة الحجم.
أسباب أزمة نقص أشباه الموصلات
حيث شكلت تلك الرقائق المسماة ب “أشباه الموصلات" أزمة نقص غير مسبوقة على العالم الصناعي حول العالم ولكبري الشركات الصناعية، وأربك ذلك صناعة الهواتف والسيارات بفعل تزايد الطلب على الإلكترونيات "أشابه الموصلات" وأصاب أيضا هذا الارباك سلاسل التوريد بسبب جائحة كورونا وآثار الحرب التجارية في وقت تراهن فيه الصين وهي أكبر مورد لتلك الرقاقات على الابتكار لتغطية الحاجيات المحلية.
وتقول شركة "جلوبل فاوندريز" المصنعة لأشباه الموصلات لوكالة فرانس برس أن من أسباب حدوث أزمة "أشباه الموصلات" هو إطلاق خدمات الاتصالات من الجيل الخامس حول العالم والذي أدي بدوره الى زيادة الوضع سوءا، اذ برزت الحاجة هنا الى عدد كبير من الرقائق المستخدمة في الجيل الجديد من الهواتف المحمولة والبنية التحتية اللاسلكية وغيرها من المعدات.
من هم المنتجون الرئيسيون لأشباه الموصلات؟
وتعتبر كل من شركتي (تي إس إم سي) التايوانية وشركة (سامسونج) الكورية الجنوبية من المنتجون الرئيسيون لأشباه الموصلات، كذلك شركة (إس كاي هاينيكس)، أما الولايات المتحدة فتشكل شركة "إنتل" من كبري الشركات المنتجة لهذه الرقاقات.
الشركات المتأثرة من أزمة نقص " أشباه الموصلات"
لكن الضحية الأولى اليوم هي قطاع السيارات حيث تم على سبيل المثال وقف الإنتاج في أحد مصانع "ستيلانتيس" في فرنسا، فيما تباطأ العمل في مواقع لشركتي «جنرال موتورز» و«فورد» في الولايات المتحدة.
وبالنسبة إلى قطاع السيارات العالمي، توقع المحلل لدى وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني "ماتياس هيك" في مذكرة «تراجع حجم الإنتاج بنحو 2 في المائة هذه السنة».
كما بدأت شركات لصنع الأدوات الكهربائية المنزلية تجد صعوبة في التزود بتلك الرقاقات حيث واجه مصنعو تلك الرقاقات الإلكترونية زيادة مفاجئة في الطلب لتجهيز المنتجات الإلكترونية مع ارتفاع الطلب على أجهزة الكومبيوتر ومشغلات الألعاب الإلكترونية في ظل انتشار وباء «كوفيد - 19»، وما واكبه من عمل عن بعد وحجر منزلي.
توقعات بانتهاء الأزمة
حيث توقع خبراء اقتصاديون أن أزمة النقص هذه ستتراجع حدتها من غير أن تتبدّد
مع وفرة الحاجات، حيث ضاعف كبار المصنّعين الإعلان عن استثمارات لتعزيز قدراتهم الإنتاجية. كشركة «إنتل» التي تعتزم استثمار 20 مليار دولار، فيما تستثمر «تي سي إم سي» مائة مليار في صناعة تلك الرقائق.