كيفية أداء صلاة التراويح في المنزل
صلاة التراويح هي من أجمل العبادات والطاعات التي يؤديها المسلمون في شهر رمضان الفضيل تقرباً وتضرعاً لله عز وجل، وهي سنة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أي أنه لا يعاقب تاركها ولكن يثاب فاعلها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال النبي: “من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه”، حالياً ومع الوضع الصحي الذي نعيشه وانتشار فيروس كورونا ، يقوم الكثير من الأشخاص بأداء التراويح في المنزل كنوع من أنواع الإجراءات الاحترازية، مما طرح العديد من التساؤلات عن حكم صلاة التراويح في البيت وشروطها، والإجابة هي أنها جائزة منفرداً وجماعةً.
أما عن وقت صلاة التراويح في البيت يبدأ بعد أداء فرض صلاة العشاء، ومن المحبب أن تصلى بعد السنّة، ولا يصحّ أداؤها قبل صلاة العشاء، وذلك لكونها صلاة مسنونة بعد الصلاة المفروضة، ويستمر وقتها إلى طلوع الفجر، ولا يجوز قضاء صلاة التراويح بعد انتهاء وقتها.
ويُطرح في شهر رمضان المبارك سؤال صلاة التراويح كم ركعة كثيراً، وقد أجمع الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة إلى أنّ صلاة التراويح تشمل 20 ركعة دون صلاة الوتر، ثم تؤدّى الوتر ثلاث ركعات، بحيث تُصلى التراويح ركعتين ركعتين، ويسلّم المصلي بعد كل ركعتين.
أما عن كيفية صلاة التراويح في البيت فهي كغيرها من الصلوات، حيث يستقبل المصلي القبلة ويبدأ صلاته بتكبيرة الإحرام، ويقرأ دعاء الاستفتاح سراً، ويكمل الركعتين كالمعتاد ويسلّم، ثم يبدأ من جديد ويفعل ذلك في كل ركعتين من صلاة التراويح، ويتم استكمالها إما بثماني ركعات أو 10 ركعات أو حتى 20 ركعة وفقاً لما يستطيع، فلا حرج في ذلك.
فضل صلاة التراويح كبيرٌ وعظيم، وهنالك شروط محددة إذا صلى الرجل بزوجته وأولاده، حيث يجب ان تقف زوجته خلفه، أما إذا صلى الرجل بابنه فيجب ان يقف بجانبه على اليمين، وإذا صلى بكليهما فيقف ابنه بجانبه وزوجته خلفه، أما إذا صلى الرجل بأولاده الذكور والإناث مع زوجته، فيقف الذكور في الصف الأول خلفه، وتقف الإناث في صفٍ آخر خلفهم.
وهنالك العديد من الأدعية الرمضانية المقتبسة من السنة النبوية الشريفة التي يمكنكم المواظبة عليها خلال الشهر الفضيل، وبالنسبة لدعاء التراويح فهو:
“اللّهم اهدِنا فيمَن هَديْت وعافِنا فيمَن عافيْت وتَوَلَّنا فيمَن تَوَلَّيْت وبارِك لَنا فيما أَعْطَيْت وقِنا واصْرِف عَنَّا شَرَّ ما قَضَيت سُبحانَك تَقضي ولا يُقضى عَليك إنَّهُ لا يَذِّلُّ مَن والَيت وَلا يَعِزُّ من عادَيت تَبارَكْتَ رَبَّنا وَتَعالَيْت فَلَكَ الحَمدُ يا الله عَلى ما قَضَيْت وَلَكَ الشُّكرُ عَلى ما أَنْعَمتَ بِهِ عَلَينا وَأَوْلَيت. نَستَغفِرُكَ يا رَبَّنا مِن جمَيعِ الذُّنوبِ والخَطايا ونَتوبُ إليك وَنُؤمِنُ بِكَ ونَتَوَكَّلُ عَليك ونُثني عَليكَ الخَيرَ كُلَّه. أَنتَ الغَنِيُّ ونحَنُ الفُقَراءُ إليك أَنتَ الوَكيلُ ونحَنُ المُتَوَكِّلونَ عَلَيْك أَنتَ القَوِيُّ ونحَنُ الضُّعفاءُ إليك أَنتَ العَزيزُ ونحَنُ الأَذِلاَّءُ إليك اللّهم استُرنا فوق الأرضِ وتحت الأرضِ ويوم العرض عليك. اللهم أحسِن وُقوفَنا بين يديك ولا تُخزِنا يوم العرضِ عليك اللّهم أَحسِن عاقِبتَنا في الأُمورِ كُلها وأجِرْنا من خِزيِ الدنيا وعذابِ الآخرة يا حنَّان يا منَّان يا ذا الجلال والإكرام. نَسأَلُكَ يا رَحمنُ أَنْ تَرْزُقَنا شَفَاعَتَهُ وَأَورِدْنا حَوْضَهُ وَاسْقِنا مِن يَدَيْهِ الشَّريفَتينِ شَرْبَةً هَنيئَةً مَريئَةً لا نَظْمَأُ بَعدَها أَبَداً. اللَّهم كما آمَنَّا بِهِ وَلم نَرَه فَلا تُفَرِّق بَيْنَنا وَبَينَهُ حتى تُدخِلَنا مُدخَلَه بِرحمَتِكَ يا أَرحَمَ الرَّاحِمين.”