أعلنت وسائل إعلام عراقية، اليوم الجمعة، وفاة الفنان العراقي بلاسم محمد بفيروس كورونا المستجد في أحد مشافي العاصمة بعد مكوثه في العناية المكثفة منذ ايام، بعد مسيرة فنية حافلة عن عمر يناهز 67عاما.

ونفت وسائل إعلام عراقية كافة الانباء المتداولة حول وفاة الفنان العراقي بلاسم محمد إثر جلطة دماغية مفاجئة، مؤكدة أنه توفي إثر مضاعفات فيروس كورونا، الذي أدوى بحياة العشرات منذ بدء اانتشار الوباء بشكل كبير في العراق.

ونعت وزارة الثقافة العراقية الفنان عبر صفحتها على موقع تويتر:"بمزيد من الحزن والالم ينعى تجمع (فنانو العراق) وفاة الفنان التشكيلي العراقي الكبير د. بلاسم محمد والذي وافاه الاجل اليوم 9-4-2021 ؛ سألين الباري ان يتغمد روحه بفسيح جناته وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان".

وقالت وسائل إعلام فنية، إن الفنان العراقي بدأ عمله كمصمم ازياء أثناء دراسته في المعهد في معهد الفنون الجميلة في بغداد ورسام الحقل الاعلامي والصحفي لمدة عشرون عاما وصمم العديد من المجلات والصحف خلال مسيرته عام 1973.

ويكيبيديا من هو الفنان العراقي بلاسم محمد

ولد الفنان بلاسم محمد في الكوفة بمحافظة النجف عام 1954، أكمل دراسته في معهد الفنون الجميلة- بغداد عام 1975 فرع الكرافيك والخط العربي، ثم أكمل نفس الاختصاص فرع الكرافيك في كلية الفنون الجميلة- بغداد.

ومنذ بداياته في اوائل السبعينيات، وبينما كان طالبا في معهد الفنون الجميلة، عمل بلاسم محمد مع الرعيل الاول في رئاسة تحرير"مجلتي" و"المزمار" للاطفال والفتيان والتي تحولت الى مؤسسة تحمل اسم"دار ثقافة الاطفال"، حيث كان كبير مصممي مطبوعات الدار. وفي بداية الثمانينات انشأ مع مجموعة من الفنانين، رحيم ياسر وعلي المندلاوي وسهام كوركيس، أول مؤسسة خاصة، غير حكومية، متخصصة بفن التصميم في العراق حملت اسم"أدد" التي اعدت وقتذاك قفزة فنية راقية في مجال التصميم الطباعي التجاري.

كتب عن دراسته قائلا: "ما تلاها من مراحل الدراسات العليا، ومن خلال ما تخصصت به أنا شخصيا فرع الكرافيك عام 1980 كلية الفنون الجميلة – ألذي تم إفتتاحه أول مرة على يد ألفنان الراحل غالب ناهي قبل ان ادرس الرسم على يد الفنان الرائد فائق حسن كي أكتسب خبرة المهارة الحرفية من لدن هؤلاء الرواد. كون تنوعات التطبيق المهاري لفن الكرافيك يحتاج إلى خبرة حرفية خاصة، أشبه بالصناعة اليدوية ألتي تتضمن محتويات الأسرار. ومنها مواد الكاوجك والبرونز واليثوغراف والنحاس الذي يستخدم الحفر به بأدوات اليد المباشر".

وحسب نقاد الفن التشكيلي فان الفنان بلاسم محمد يعد أحد وأهم الفنانين الأكثر تأثيرا في المشهد الثقافي والفني العراقي. فهو مبدع اسلوب ثوري غير نمطي للصورة الإيمائية التي ساهمت بقدر كبير في تحرير التشكيل العراقي المعاصر من الأطر الأكاديمية المتعارف عليها.

ويأتي بلاسم محمد جاسم في طليعة التشكيليين العراقيين بحسب أراء عدد من التشكيليين والمشتغلين بالنقد التشكيلي، حيث قال عنه الناقد التشكيلي شوكت الربيعي أنه اكثر من دعى الى التحديث بين فناني جيله.

وكان الفنان بلاسم محمد قد انتقد بشدة وعلنا تشويه المدن العراقية، بغداد خاصة، باعمال قبيحة تعد نصب وتماثيل صادمة للذوق العام، كما هاجم بضراوة تهديم وتخريب بعض النصب الفنية مثل "نصب المسيرة"، مقابل بناية المتحف العراقي في علاوي الحلة بجانب الكرخ للفنان خالد الرحال، ونصب اللقاء في حي المنصور ببغداد للفنان علاء بشير، ودعا الى تشكيل لجان فنية متخصصة لانقاذ بغداد وبقية المدن العراقية من التشويه المتعمد، وقال" انا ارى ان الالوان المزروعة في ذاكرتي هي امتداد للالوان التي تغمر بلدي.. وليس ضروريا ان يصبح الفن اعلانا خطابيا …او سياسيا… فلكل حقل عدته ووسائله".

وبالرغم من هجرة المئات من الفنانين العراقيين قبل وبعد 2003 الا ان الفنان بلاسم محمد بقي ملتصقا بالوطن، بالعراق، وبالمدينة التي نشأ فيها، بغداد، قال في ذلك "انا شخصيا احد العشرات من الفنانين العراقيين ..شاركت في كل الحروب التي لااعرف سببها ولماذا قامت.. ولم اشعر انذاك بجدوى او هدف.. كان الامر متعلقاً بوجودي كأنسان.. ووجود الوطن كمكان وبيت، في 2003 وانا اعيش الحرب ايضا شعرت باني جزء من اهتزاز.. زلزال.. اصاب بلدي.. وما كان من وسيلة الا الفن عندما هرب من سجنه الطويل وانتفض على الماضي والحاضر معا.. هكذا بدأت الاتجاهات الفنية تحلق في فضاء اخر غير القتل والدمار.. اقول ان الشعوب الحية تستطيع ان تقف مرات بعد سقوطها.. وافخر اني اشارك بهذا الوقوف".

اقام الفنان بلاسم محمد العديد من المعارض التشكيلية داخل العراق وفي عمان وبيروت ودبي، كما اقام بعض المعارض في اسطنبول ومدن اوربية.

المصدر : وكالة سوا