صحيفة ذي اندبندنت: الأزمة اليمنية ستصبح قريباً مشكلة أوروبا
لندن/سوا/ تعاني اليمن من نقص في الكثير من الأشياء، منها الطعام والمياه، لكن الأسلحة ليست واحدة من هذه الاشياء، حيث يوجد في اليمن بين 40 الى 60 مليون قطعة سلاح، وفقاً لما نقلته صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية عن تقرير نشرته الأمم المتحدة سابقا هذا العام.
وقالت الصحيفة البريطانية إن هذا العدد من الاسلحة يجب ان يكون كافيا لسكان اليمن البالغ عددهم 26 مليون نسمة.
ويقول الخبراء إن أسعار الأسلحة قد ارتفعت ثمانية اضعاف عن سعرها السابق بعد ارتفاع الطلب على شرائها، حيث كان سعر القنبلة اليدوية في السابق 5 دولارات، و150 دولارا للمسدس و150 دولارا للكلاشينكوف، ذلك يعني ان الحرب في اليمن لن تنتهي قريباً، إلا في حال انتهاء مخزون السلاح لدى الأطراف المتنازعة.
وقالت الصحيفة "إن السياسة اليمنية المعروفة معقدة وغريبة، حيث تغيرت التحالفات عندما بدأ الاعداء والاصدقاء بقتل بعضهم البعض، لكن هذه الاستراتيجية الغرائبية لا تعني ان الحرب في اليمن التي بدأها السعوديون في 26 آذار الماضي عندما قصفوا مواقع تابعة للحوثيين لا علاقة لها ببقية دول العالم ولن تؤثر عليهم".
"انهيار اليمن وتحولها الى حالة الحرب الدائمة سوف يدفع عشرات الآلاف من اليمنيين الى البحر للهرب الى اوروبا او الى اي مكان آخر يلجأوا اليه، ومن السخيف ان يدعي القادة الاوروبيون انهم يقومون بدورهم ضد الارهاب او بمساعدة اللاجئين الغارقين في البحر الابيض المتوسط، في الوقت الذي يتجاهلون فيه الحروب التي تؤدي الى مثل هذه الظواهر".
وتضيف "ذي اندبندنت": تحاول الولايات المتحدة وقف الحرب في اليمن، بعدما تركوها للسعوديين ودول الخليج، وتختلف حقيقة ما يحدث في اليمن عن الطريقة التي عرضته فيها وسائل الاعلام، حيث يدعي السعوديون انهم يريدون سحق الحوثيين المدعومين من إيران لمنعهم من السيطرة على الحكم، وإعادة الرئيس الشرعي للبلاد عبد ربه منصور هادي.
لكن في الحقيقة الأمر، فان ايران لم تتدخل كثيراً في سيطرة الحوثيين على أجزاء من اليمن، والسبب الذي ساعد الحوثي في السيطرة على البلاد هو تحالفه مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي ما زال يسيطر على الكثير من قيادات الجيش اليمني".
وتابعت الصحيفة: "مكن ذلك الحوثيين من السيطرة على العاصمة صنعاء بسهولة في شهر إيلول الماضي، على الرغم من انه كان يحرسها ما لا يقل عن 100 الف من الحرس الجمهوري وقوات الاحتياط، لكن اغلبهم موالين للرئيس صالح".
وذكرت الصحيفة أن الضربات الجوية التي شنتها السعودية كانت تهدف لإضعاف قوات الجيش الموالية لصالح، وليس إضعاف الميليشيات الحوثية.
حيث ان المقاتلين الحوثيين لديهم خبرات قتالية جيدة ومدربين عسكريا، ولديهم القدرة على الصمود امام الضربات الجوية، حيث أنه بين العام 2004 و2010 استطاعوا صد 6 هجمات شنها صالح ضدهم عندما كان في ذلك الوقت رئيسا لليمن ومواليا للسعودية. الا انه اصبح مواليا للحوثيين بعدما اطيح من الحكم في العام 2012.
"تهدف الحرب السعودية الى اضعاف التحالف بين الحوثيين والقوات العسكرية التي يسيطر عليها صالح من خلال ضرب مواقع الجيش ومخازن الاسلحة التابعة له، هذا هو السبب وراء عدم تضرر الحوثيين بشكل كبير من الضربات الجوية السعودية"، حسب الصحيفة.
وتختتم الصحيفة البريطانية بالقول: "المملكة السعودية ودول الخليج تخشى من سقوط اليمن لانها تقع على حدودها، لكن يجب على دول العالم ان تقلق ايضاً من ان تصبح اليمن مثل العراق وسوريا وافغانستان وليبيا والصومال، حيث يحكم القادة العسكريون المناطق التي يسيطرون عليها، وهذه المناطق اصبحت غير قابلة للعيش فيها والجميع يحاول الهرب منها".