بات من الضرورة والمصلحة الوطنية اجراء الانتخابات الفلسطينية مهما كانت نتائجها و افرازاتها  تأتي أهمية إتمام الانتخابات الفلسطينية ليس فقط في كونها استحقاق وطني ديمقراطي و انما تعزيز الوجود الفلسطيني من خلال  برلمان و حكومة واحدة لشقي الوطن بمشاركه من جميع مواطني محافظاته الشمالية و الجنوبية و القدس فإتمام الانتخابات اليوم افضل ما يمكننا احداثه لتثبيت الهوية الوطنية الفلسطينية .

و لهذا قد يلجئ الاحتلال الى افشال اجراء الانتخابات و  بغض النظر عن طريقة الافشال بذريعة القدس كعاصمة لدولة الاحتلال ام من خلال الاعتقالات او بغيرها من الطرق و الأدوات التي قد تظهر قبل ساعات من موعد الاقتراع , لذلك علينا ان نتجه فقط الى هدف اتمامها و انجاحها و خلق الطرق اللازمة و البديلة و المقبولة وطنياً لتخطي العثرات المرتقبة و المتوقعة مهما كانت الظروف  .

ان المشروع الوطني الفلسطيني على مفترق مصيري هام في حال  عدم اجراء الانتخابات فنحن مقبلون على وضع  سياسي و اقتصادي و امني قد يصل بنا الى انهيار شامل و انفصال و تفكك مشرّع ! فعلى الصعيد السياسي سيصبح الانقسام متجذراً و وجوده مشرعاً لعدم تنفيذ اتفاقات المصالحة و على الصعيد التفاوضي لن يحدث أي تقدم في المفاوضات لعدم وجود القوة التمثيلية للمفاوض الفلسطيني مما يعني استمرار  فشل الحل السلمي ، كذلك على الصعيد الدولي  و  الدبلوماسي  لن يكون النظام السياسي مقبول لعدم تجديد شرعيته الشعبية ، اما على الصعيد الاقتصادي فهو انعكاس منطقي لعدم القبول الدولي و الانقسام المحلي مما يبشر بانهيار اقتصادي و تراكم الدين العام والعودة الى مربع تخفيض الرواتب و ارتفاع الضرائب ، و على الصعيد الاجتماعي و الشعبي سيفقد المجتمع ورقه قد تكون بمثابة شهادة ميلاده و تجديد أحلامه على ما تبقى من ارضه و تمثيله السياسي . 

ان الاحتكام لصندوق الاقتراع ليس مطلباً دولياً فقط بل وطنياً لتثبيت الحقوق و الوجود و الهوية الفلسطينية على الأرض و التأكيد ان الوطن رقعه جغرافية و سياسيه واحدة لديها برلمان  تشريعي فلسطيني لكل أطياف و محافظاته فهذه المعركة الأهم وطنياً في ظل الفشل المتراكم خلال السنوات ال ١٥ الماضية .  

لذلك على الفصائل و القوى تقديم و تغليب المصلحة الوطنية العامة لإنجاح اجراء الانتخابات و عدم الدخول في حسابات فصائلية ضيقه و النظر لأهمية الموقف و خطورته و نتائجه الكارثية في حال الفشل فإنجاح الانتخابات في حد ذاته طوق نجاه للجميع و للكل الوطني بغض النظر كم حصد كل متنافس  .  

قد لا تتكرر الفرصة لذك ان مخاطر التأجيل او الإلغاء اكبر مما يعتقده البعض و قد تكون نتائجها غير متوقعة فاستمرار الوضع السياسي  الفلسطيني الحالي يعني استمرار تهويد ما تبقى من الهوية الفلسطينية و ضرب شرعيتها محلياً و دولياً . 

ان اجراء الانتخابات اليوم معركة وطنية فلسطينية هامة و حاسمة فهي تثبيت هوية و توحيد قضية و تجديد شرعية .

المصدر : وكالة سوا

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد