كريستيانو رونالدو ويوفنتوس.. خيبة أمل متبادلة
يعاني نادي السيدة العجوز يوفنتوس مؤخراً من انتكاسات واحدة تلة الأخرى، فبعد الخروج من دوري الأبطال على يد بورتو، ويعاني النادي حالياً في المنافسة على لقب الدوري الايطالي خصوصاً بعد تعادله امام تورينو السبت الماضي.
وهناك سؤال أسباب تدعو للشك في مخيلة عشاق فريق يوفنتوس من جهة وعشاق كريستيانو من جهة ثانية، ولا يخفى على أحد أن تطور كرة القدم بأشكالها المختلفة ساعد أيضاً في السنوات الأخيرة على بروز كبير لظاهرة اسمها مشجع اللاعب وليس النادي، الظاهرة التي كانت موجودة في السابق، لكن بشكل لا يقارن إطلاقاً بما أضحت عليه في عصر ميسي – كريستيانو.
و هو ما تطرق إليه رئيس يوفي أندريا أنييلي مؤخراً عندما أشار إلى أن بعض الدراسات تؤكد أن نسبة تقارب العشرة في المئة من المشجعين الجدد تلحق اللاعب، ويمكننا بثقة أن نضيف أن هذه النسبة ترتفع أكثر بكثير في حالة الثنائي الكبير.
لا بأس من عودة سريعة لبعض التفاصيل التي رافقت عملية انتقال كريستيانو، النجم البرتغالي في خلاف كبير مع ريال مدريد لأسباب مالية، لينهي عملياً مسيرته مع النادي الملكي في تصريح شهير على أرض ملعب كييف بعيد التتويج الثالث على التوالي بلقب دوري الأبطال.
وقبلها كان مينديش قد تواصل مع يوفنتوس، الفريق الإيطالي وافق رغم الصعوبات المالية مراهناً على قفزة نوعية يساعده عليها اسم كريستيانو وعلى الفوز أخيراً بلقب دوري الأبطال، لكن ما انتشر في أروقة المتابعين في إيطاليا أن ماروتا كان معارضاً كبيراً للصفقة، لأنها ستضر بيوفنتوس على المدى الطويل مالياً وفنياً، من ينقل ذلك يدعم موقفه بغياب ماروتا عن حفل تقديم كريستيانو وبمغادرته يوفي بعد ذلك بأشهر قليلة.
فنياً لم يقدم كريستيانو في ثلاثة مواسم الفريق إلى حلم دوري الأبطال، وأكثر من ذلك يوفي خرج في آخر موسمين من الدور الثاني أمام ليون وبورتو وبعد التأهل من مجموعات كانت سهلة، لكن الحديث هنا عن أن كريستيانو هو السبب الكبير فيه الكثير من السطحية برأيي، فما عدا مباراتي بورتو، النجم البرتغالي فعل كل شيء لوحده للفريق في هذه السنوات في المسابقة الأشهر.
والمنطق الواضح جداً يقول إن يوفي الذي شاهدناه هذا الموسم حتى لو تأهل أمام بورتو كان سيخرج وربما بنتيجة كبيرة لو واجه فريقاً من نوعية بايرن و"سيتي" مثلاً، المشكلة الفنية هنا معقدة أكثر مما تبدو عليه، مشكلة بناء فريق تأثر كثيراً بصفقة كريستيانو مالياً وفنياً أيضاً. وعملية البناء، الحديث عنها الآن لكي تبدأ من الموسم المقبل، لكن السؤال الكبير الذي يبقى بدون إجابة هو، مع أو من دون رونالدو؟
رونالدو الذي عليه أن يُقدم نهاية موسم كبيرة، للفريق وليس فقط لأرقامه الشخصية، احتفاله بهذه الطريقة بالثلاثية ضد كالياري بعد الفشل أمام بورتو لم يعجب الكثيرين من عشاق يوفي، جمهور النادي الذي بدأ يعتاد على فكرة عدم وجود شعار السكوديتو على قمصان يوفي في الموسم المقبل، لكنه يريد الفوز أيضاً بلقب كأس إيطاليا.
وهو يريد أيضاً المحافظة على اللقب حتى النفس الأخير طالما الحسابات تسمح بذلك حتى لو بدا الأمر الآن قريباً من المستحيل، يريد بشكل خاص أن يحافظ على الحد الأدنى وهو التأهل إلى منافسات دوري أبطال أوروبا، وعدم تحقيق ذلك سيكون كارثياً على النادي، عندها يمكننا أن نجيب بثقة عن السؤال، صفقة كريستيانو قد خذلت يوفنتوس، ليستمر الجدل إلى ما لا نهاية، عن هوية الطرف المُتسبب بذلك.