الرجوب: لجنة عربية لعرض جرائم الاحتلال بحق الرياضة الفلسطينية
رام الله / سوا/ كشف رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي للعبة، اللواء جبريل الرجوب، عن تشكيل لجنة عربية برئاسة رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، الأمير تركي بن خالد بن فيصل آل سعود، من أجل إدارة قضية معاناة الرياضة الفلسطينية بسبب الاحتلال الإسرائيلي، بشكل يخالف كل قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم.
واستعرض الرجوب خلال لقائه، اليوم الأحد، بالأمير تركي بن خالد في مقر الاتحاد العربي بالرياض، بحضور سفير دولة فلسطين بسام الأغا، والأمين العام سعيد جمعان، ومديرة العلاقات الدولية بالاتحاد الفلسطيني سوزان شلبي، المعاناة التي تمر بها الكرة الفلسطينية جراء ما تقترفه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من عنصرية وهمجية تجاه كل عناصر اللعبة في فلسطين، إضافة إلى الممارسات التي تتطلب موقفا دوليا حازما يضع حدا لتلك الجرائم من خلال كشف الغطاء عن الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، وتعليق عضويته بالفيفا باعتباره شريكا لصمته المتواصل على تعنت حكومته تجاه أحد الاتحادات الوطنية الأعضاء بالاتحاد الدولي للعبة.
وأشار إلى أن الرياضة الفلسطينية استطاعت أن تثبت نفسها وتجد لها مكانا في المنظومة الدولية بالرغم من كل جرائم الاحتلال، عازيا ذلك إلى قرار القيادة الفلسطينية الجريء الذي تمثل بعزل الرياضة عن السياسة، وإبعادها عن التجاذبات الفصائلية، مؤكدا أن كرة القدم وحدت كل أقطاب الشعب الفلسطيني، وحفزت الفرق للعمل من أجل تحقيق الانجازات والوصول إلى العالمية.
وقال الرجوب إن الاحتلال الإسرائيلي عمل خلال الفترة الماضية على وضع كل العراقيل التي من شأنها تدمير المؤسسة الرياضية، وعدم السماح لها بالتطور والاستفادة من كل البرامج الفنية التي يقدمها الاتحاد الدولي للاتحادات الأعضاء.
وأشار إلى منع إيصال التجهيزات الرياضية إلى فلسطين، وإعاقة وصول الخبراء والفرق الرياضية من والى فلسطين، إضافة إلى عدم السماح للرياضيين بالتنقل بين أرجاء الوطن، وعدم السماح بإقامة المنشآت الرياضية في معظم المدن الفلسطينية.
وشدد الرجوب على خطورة الانتهاك الواضح والصريح الذي يقترفه الاتحاد الإسرائيلي، بالسماح لخمسة فرق كرة قدم من المستوطنات غير الشرعية المقامة على الأرض الفلسطينية، بالمشاركة في الدوري الإسرائيلي الممتاز، معتبرا أن ذلك يعد انتهاكا مخالفا للقوانين الدولية الرياضية وغير الرياضية، إضافة إلى لعب مباريات رسمية على ملعب "تيدي" ب القدس المحتلة، التي لا يعترف بها العالم عاصمة لإسرائيل.
وأكد أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به المجموعة العربية، من أجل الوقوف إلى جانب المطلب الفلسطيني العادل الذي يدعو إلى تعليق عضوية إسرائيل بالاتحاد الدولي إلى حين التزامها بالقوانين الدولية تجاه فلسطين، من خلال الضغط على كونجرس الفيفا القادم، لحشد أكبر الدعم والتأييد للمطلب العربي الفلسطيني.
وأشار الرجوب إلى أن لجنة عربية برئاسة الأمير تركي، وعضوية عدد من الشخصيات العربية، إضافة إلى عضويته، ستعمل على مخاطبة الاتحاد الدولي والعمل على إدارة ملف معاناة الرياضة الفلسطينية، بما يضمن نيلها لحقوقها وحريتها بالتطور والانتشار استنادا لقوانين الاتحاد الدولي للعبة، على أن تصمم اللجنة إيقاع الخطاب الإداري والتنظيمي والإعلامي، حيث سيكون أمين عام الاتحاد العربي مقررا لتلك اللجنة التي ستباشر عملها من تاريخه.
وأشار إلى أهمية دور المملكة العربية السعودية من خلال الاتحاد العربي، وتبني الأمير تركي لمعاناة الكرة الفلسطينية يعتبر دورا محوريا هاما، سيكون له أثر كبير من شأنه أن يحل تلك المشكلة ونيل الرياضة الفلسطينية حقها المشروع بالتطور دون أية قيود.
وأكد الرجوب أن فلسطين ناضلت من أجل تأمين المعلب البيتي على أرضها، مشددا على أنه لن يقبل ولا بأي شكل من الأشكال التنازل عن ذلك الإنجاز إطلاقا.
وقال إن قرعة التصفيات المونديالية أوقعت الأخضر السعودي إلى جانب الفدائي، مشيرا إلى أنه يعتز بموقف المملكة الداعي إلى محاربة التطبيع مع الاحتلال، مع تأكيده على ضرورة وجود فهم صحيح لآليات الدخول والخروج إلى دولة فلسطين، دون أية أختام إسرائيلية على أية وثائق رسمية.
وتابع: "أنا غيور على هذه البلد وعلى كرامتها وسمعتها والتزامها العربي والإسلامي مثلي مثل أكثر سعودي غيرة على هذه المملكة لأسباب وطنية تاريخية وهو التزامها منذ الملك المؤسس إلى الآن بأن الدولة الفلسطينية هي عنصر واجب الوجود في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي".
وأكد أن إقامة اللقاء بين فلسطين والسعودية على أرض فلسطين هو رسالة قوية لتعزيز أسباب صمود الفلسطينيين ليس لها علاقة بالاحتلال، مشيرا إلى أن دخول الفريق سيتم بقوة "الفيفا"، وبالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية دون أي احتكاك بالاحتلال.
وأضاف: "الذي لا يريد للمنتخب السعودي أن يدخل فلسطين هو الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه، لذلك آن الأوان لتشكيل الوعي الوطني السعودي بفهم له علاقة بالواقع لأن الفلسطينيين هم تحت الأسر وزيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجان".
وأعرب الرجوب عن أمله في أن تشهد فلسطين زحفا سعوديا من أجل إقامة اللقاء على استاد الشهيد فيصل الحسيني على أرض القدس في 11 يونيو/ حزيران المقبل، وسط الجماهير والحماية الفلسطينية، من أجل معاينة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إرهاب رسمي إسرائيلي، إلى جانب إصراره وعملقته في الصبر والتصدي لكل تلك المحاولات لطمسه وطمس معالمه العربية الشامخة.
وقال: "أدعو السعوديين لدراسة التفاصيل قبل اتخاذ قرار مبني على وعي غير صحيح وغير دقيق فيه ظلم لفلسطين وقضيتها وشعبها، والانتماء الفلسطيني لكرامة السعودية هو نفس الانتماء لكرامة فلسطين والفلسطينيين".
بدوره، أكد الأمير تركي بن خالد، على موقف الاتحاد العربي لكرة القدم الحازم بالوقوف الدائم إلى جانب مطالب الأسرة الرياضية الفلسطينية العادلة والمستندة إلى قوانين الاتحاد الدولي للعبة، مشيرا إلى أن اتحاده يتمسك بحق الاتحاد الفلسطيني على نشر اللعبة وتطويرها دون أية معيقات يتسبب بها الاحتلال الإسرائيلي وغيره.
وقال إنه سيعمل من خلال الاتحاد العربي واللجنة المُشكلة على مخاطبة الاتحاد الدولي لكرة القدم، والتأكيد له على أهمية وضع حد لما تتعرض له الكرة الفلسطينية من جرائم متواصلة دون أية رادع، مشيرا إلى انه سيلتقي بلاتر بالمنامة خلال اليومين المقبلين على هامش انتخابات الاتحاد الآسيوي، وسيؤكد له على ضرورة الوصول إلى حل جذري عادل لما تقوم به إسرائيل من جرائم بحق أحد الاتحادات الأعضاء، إضافة إلى مواصلتها ممارسة العنصرية بحق العرب من خلال الرياضة والفرق الرياضية في إسرائيل.
وأضاف "الاتحاد العربي سيسخر كل إمكانياته، من أجل الوقوف إلى جانب فلسطين، وسنعمل للضغط على الاتحاد الدولي لإلزام أحد الاتحادات الأعضاء بالالتزام بمبادئ الفيفا".