تخوفات إسرائيلية شديدة على الجبهة الداخلية من الحرب القادمة

الجيش الاسرائيلي وتخوفاته من الحرب القادمة

عبر مدير معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب أودي ديكل، في سيناريو رسمه لحرب قادمة عن تخوفات شديدة من قبل الجهات العسكرية الإسرائيلية على الجبهة الداخلية في حال تمت إطالة مدة الحرب.

ووصف ديكل، سيناريو نشوب حرب، بأنه سيناريو "واقعي بالتأكيد"، وأن يتخلله أيضاً هجمات صاروخية شديدة ومكثفة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وأن حربا كهذه قد تنشب من الجبهة الشمالية.

وجاء السيناريو الذي يرسمه ديكل في تقرير بعنوان "لا حصانة إلى الأبد"، ونشرت مقاطع منه صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم الجمعة، وبموجبه ستتعرض إسرائيل إلى "هجمات بصواريخ وطائرات بدون طيار، وكذلك "صواريخ بالستية وصواريخ موجهة عن بعد، وسيناريو ثانوي يتحدث عن "مقذوفات وطائرات مسيرة وقذائف هاون من قطاع غزة ".

وحسب ديكل، فإن التخوف هو من أن "تستغل هذه القوى المنسقة مع بعضها القدرات العسكرية بحوزتها من أجل إطلاق، بعملية مفاجئة، رشقات صاروخية وأسراب طائرات بدون طيار، في محاولة لشل غايات عديدة داخل إسرائيل".

وتابع ديكل أن الأهداف الإسرائيلية التي يتوقع تعرضها للهجوم هي "بطاريات الدفاع الجوي بهدف تحييدها، مصافي تكرير النفط في حيفا، محطات توليد الكهرباء ومنشآت تحلية المياه، مخازن مواد سامة، منآت الغاز، مكتب رئيس الحكومة، مبنى هيئة الأركان العامة، مقرات قيادة عسكرية، قواعد سلاح الجو، مطارات، موانئ، قواعد عسكرية، مقر وزارة الأمن في تل أبيب، منظومات اعتراض صواريخ...".

وأشار ديكل إلى أنه "إذا نجح إطلاق رشقات صاروخية واسعة في آن واحد ومن عدة جبهات"، وهو ما وصفها بأنها "قدرات ليست غير معقولة"، فإنه "يتوقع أن تواجه الدفاعات الجوية الإسرائيلية صعوبات في التعامل مع هذا التهديد، وستكون النتيجة دمارا، وفي ظروف معينة سيسقط قتلى كثيرون في المراكز السكانية، وهذا وضع لم تختبره إسرائيل في الماضي أبدا".

ويصف ديكل والمعهد الجبهة الداخلية الإسرائيلي بأنها "نقطة ضعف مصيرية في قدرة الدولة على مواجهة حروب تستمر فترة طويلة".

وكتب في التقرير أن "إسرائيل تستثمر في إعداد الجبهة الداخلية لحرب، لكن ليس بالشكل الكافي، خاصة بالإعداد لخطة يصفها السيناريو المتطرف، الذي يستند إلى اتجاهات قائمة منذ فترة في خريطة التهديدات الإقليمية".

وأشار ديكل إلى أن "قدرة الجبهة الداخلية على مواجهة أضرارا وقتلى كثيرين تستوجب تكتل الشعب والشعور بالعدل والثقة بحكومة تتحلى بالمسؤولية، وتهتم يمستقبل إسرائيل أولا".

ولفت ديكل إلى أن "الجمهور الإسرائيلي لا يعي الأثمان الباهظة التي قد تكون لسيناريو كهذا، حيث ان "70% من الجمهور يؤيدون المعركة بين حربين، حتى لو كان ثمنها حربا شاملة، ونسبة مشابهة لا تدرك حتى النهاية ما هو ذلك الثمن لحرب شاملة، ويتعين على أحد ما توضيح الأمور للجمهور".

وأوضح ديكل أنه "يوجد بين الخبراء لدينا سجالا كبيرا على خلفية ضعف الجمهور، مثلما اكتشفنا في فترة الوباء كورونا : هل في حالة حدث أمني شديد من النوع الذي نصفه، ستسقط روح الجمهور والقدرة على الصمود (..) الأغلبية تميل إلى الافتراض أنه في حالة حدث أمني من النوع الذي نصفه، سيعود الجمهور إلى إبداء التضامن نفسه الذي ميّزه جدا خلال الحروب في الماضي (..) ويكتسب هذا الأمر أهمية خاصة بكل ما يتعلق بمسألة الطاعة والانصياع للتعليمات، والتي هي عنصر حيوي في دفاع الجبهة الداخلية من هجوم شديد ومن أجل تقليص الإصابات".

ويمتنع التقرير عن الإشارة إلى أرقام الإصابات والخسائر، لكن ديكل أشار إلى أن "إسرائيل تمتنع عن كشف حجم الخطر كي تحافظ على الردع، تهدئة الجمهور والحفاظ على الهدوء خلال الفترات الاعتيادية، ففي حال استهداف قدرتنا على الردع، سيواجه المواطنون صعوبة بالبقاء لفترة طويلة في الملاجئ والغرف الآمنة ويتوقع أن يسقط قتلى كثيرون".

وأوضح ديكل أنه "في سباق التسلح بين المهاجم وإسرائيل، إسرائيل موجودة منذ البداية في مرتبة أدنى لأن تطوير وإنتاج صواريخ ومقذوفات رخيص وليس معقدا نسبيا، قياسا بتطوير وإنتاج منظومات دفاع جوي وصواريخ اعتراضية".

وقال ديكل أن تصعيدا لحرب كهذه قد يكون في أعقاب هجوم إسرائيلي ضد المنشآت النووية في إيران، وحتى من دون أن تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن هجمات كهذه، أو اغتيال علماء إيرانيين، أو هجوم إسرائيلي ضد مصانع الصواريخ وتخزينها، أو عمليات ينفذها متطرفون يهود في القدس وتسبب آلاف الإصابات المباشرة أو غير المباشرة في مواجهات تندلع بعدها".

وتحسب ديكل من حدث مفاجئ أكثر من عملية تدهور الوضع إلى حرب قائلاً "فلدى الحديث عن تطورات تدريجية يكون هناك استعداد أكثر". لكنه أضاف أن "أعداء إسرائيل يعرفون نقاط الضعف والفجوات في القدرات الدفاعية عن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ويوجهون جهودهم من أجل الحصول على قدرة لإطالة مدة الحرب وتعدد جبهاتها، ويهاجمون في إطار ذلك منشآت حيوية لاستمرارية القيادة العسكرية والمدنية".

ولفت إلى أن الهدف هنا هو استهداف قدرة أداء إسرائيل، وتشويش قدراتها القتالية، وإضعاف مناعتها الاقتصادية والاجتماعية لفترة طويلة واستعراض صورة انتصار تؤثر على وعي الجمهور الإسرائيلي".

المصدر : عرب 48

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد