ماذا تعرف عن عيد الفصح اليهودي؟
يصادف في هذه الأيام إحتفال اليهود في إسرائيل والعالم بعيد الفصح والذي يُعتبر أحد الأعياد اليهودية المقدسة لديهم وهو بمثابة عيد وطني كبير.
حيث يعتبر عيد الفصح تذكار لخروج بني إسرائيل بقيادة النبي موسى ( عليه السلام ) من مصر ولتحّررهم من العبودية ويُؤمر اليهود خلال العيد بتلاوة قصة الخروج من مصر وكأنهم شخصياً شاركوا فيها.
الاستعدادات لعيد الفصح
تشهد الفترة التي تسبق عيد الفصح استعدادات حثيثة تتمثل بعدة طقوس مميّزة ،وأهم هذه الطقوس يتعلق بإزالة الخميتس (الطعام المختمر)، يعني الطعام الذي يحتوي على الحنطة والشوفان والشعير والجاودار أو الحنطة الكتسية.
يقوم اليهود قبل عيد الفصح بتنطيف منازلهم بدقة ويزيلون أي مواد غذائية وكسرات قد تكون مختمرة. وتبلغ العملية ذروها بطقس ديني يتم خلاله البحث عن حميتس بنور شمعة في البيت وتعقبه بركة خاصة والإعلان رسمياً عن كون البيت خاليا من الحميتس. وبعد ذلك يتم حرق الحميتس الذي تم جمعه صباح يوم ما قبل العيد. ومن عادات العيد أيًضا بيع الحميتس الذي ُعثر عليه إلى شخص من غير اليهود، عادة من خلال تفويض حاخام بالقيام بعملية البيع، مما يُعتبَر خطوة تُستكَمل بها عملية التخلي عن الحميتس.
وبسبب الامتناع عن الطعام المختمر، يتناول اليهود الخبز الفطير غير المختمر – ماتسا خلال العيد.
السيدر اجتماع عائلي احتفالي
في مساء ال3 من نيسان إبريل، بعد أداء صلاة العشاء الاحتفالية، تلتئم العائلات في مأدبة احتفالية خاصة تُعَرف ب"ليل هسيدر" (اي ليلة النظام)، تذكاًرا للخروج من مصر، وتفصل تقاليد السيدر في سفر يُعرف باسم "هاغادا"، مما يعني حرفيًا "حكاية" تروي قصة الخروج من مصر ويوضع على مائدة السيدر صحن فيه عدة مأكولات خاصة بالعيد: البيضة المسلوقة رمًزا للضحايا التي تم ذبحها في الهيكل؛ قطعة من لحم الساق المشوي، تذكاًرا بلحم الفصح الذي تم أكله في عهد هيكل سليمان؛ خليط خاص من التفاح المقطع والجوز والخمر والقرفة المعروف باسم "حاروسيت" وهو رمز للملاط الذي استخدمه بنو إسرائيل في مصر في صنع اللَبِن؛ البقدونس والخس رمًزا للربيع؛ ونوع من العشب الُمر رمًزا لصعوبة العبودية والمياه المالحة تذكاًرا لدموع العباد من بني إسرائيل في مصر ، ويتم أيًضا وضع 3 قطع من الخبز الفطير (ماتسا) التي تشكل رمزاً لتقسيم الشعب اليهودي إلى كهنة ولاويين وبقية بني إسرائيل.
الضربات التي وقعت في الأزمنة الغابرة
وخلال مأدبة السيدر، تتم تلاوة الضربات العشر. وكلما يُذكر اسم ضربة، يقوم كل مشارك في المأدبة بغرس إصبعه، في كأس خمر ويرش قطرة منه.
وخلال أيام العيد يتم أداء صلوات احتفالية بما في ذلك صلاة تبتهل بالندى خلال موسمي الربيع والصيف
عطلة في المدراس والدوائر الحكومية
وتكون المدارس خلالها مغلقة شأنها شأن العديد من المحلات التجارية والأعمال. وتعمل فروع البريد والبنوك على نطاق مقلّص ، أّما الصحف فتصدر كالمعتاد.
ووفقًا للمعتقدات اليهودية، تّم شق البحر الأحمر على يد النبي موسى والقضاء على الجيش المصري الفرعوني في اليوم السابع من عيد الفصح .
حسب سفري التكوين والخروج، والتفسير اليهودي التقليدي لهما، كان بنو إسرائيل عبيدا للمصريين فتمردوا على الفراعنة وذهبوا إلى سيناء لمدة 40 سنة حتى استقروا في بلاد كنعان. خلال ترحالهم في بادية سيناء أنزل الرب على موسى وبني إسرائيل وصاياه وجعلهم شعبا موحدا. فلذلك يعزو كثير من اليهود أهمية وطنية إلى عيد الفصح إلى جانب أهميته الدينية ويعتبرونه عيد الحرية أو عيد نشوء الشعب اليهودي.
معظم تقاليد العيد مأخوذة من وصفة في التوراة مع التفاسير التي أضيفت إليها عبر العقود. ومن أبرز مميزات العيد كما قلنا هو الامتناع عن أكل الخبز أو أي طعام مصنوع من العجين المختمر، وبدلاً من الخبز يؤكل الفطير غير المختمر المختبز للعيد بشكل خاص، ويسمى هذا الفطير بـ"ماتْساه" (מַצָּה). ويشرح سفر الخروج هذا التقليد كرمز لاستعجال بني إسرائيل عند خروجهم من مصر حيث لم يتمكنوا من الانتظار لانتفاخ العجين عندما أعدوا مؤونتهم.
في الصورة المرفقة عبارة عن خبز المتسوت اي الخبز الذي لم يختمر في ذكرى بني إسرائيل الذين تركوا مصر على عجل