بمناسبة يوم المكتبة العربية
محدث: "الشباب والثقافة" في غزة تكرَّم الراحل إبراهيم اليازجي وعددًا من المؤلفين والكتّاب
كرمت الهيئة العامة للشباب والثقافة، الحاج الراحل إبراهيم اليازجي، مؤسس مكتبة اليازجي والتي تُعد من أقدم المكتبات في مدينة غزة ، وذلك ضمن مشروع "عاش هنا"، واحتفاءً بيوم المكتبة العربية.
وحضر حفل التكريم الذي أقيم في بيت الراحل بمدينة غزة، رئيس الهيئة الأستاذ أحمد محيسن، ومدير عام العمل الأهلي الأستاذ سامي أبو وطفة، ومدير عام الفنون الأستاذ عاطف عسقول، ومدير عام الرقابة الأستاذ عارف بكر، مدير عام المكتبات الدكتور محمد الشريف، ومدير دائرة المخطوطات والآثار في وزارة الأوقاف الدكتور عبد اللطيف أبو هاشم، ومدير مكتبة اليازجي الأستاذ حاتم اليازجي، بالإضافة إلى أسرة الراحل وأصدقائه ووجهاء العائلة.
وفي كلمة له، قال محيسن: "نحتفل اليوم بيوم المكتبة العربية بتكريم رواد ومؤسسي المكتبات في قطاع غزة، والذين كان لهم بصمات واضحة في نشر العلم والمعرفة والفكر والثقافة بين أبناء الشعب الفلسطيني".
وأضاف: " إن الحاج إبراهيم اليازجي يُعد قامة من قامات غزة العتيدة، الذين وضعوا على كاهلهم مسؤولية الارتقاء بالمشهد الثقافي الفلسطيني وخدمة طلاب العلم والباحثين والمهتمين، خاصة في مجالات التأليف والطباعة والنشر، مما ساهم في صناعة أجيال من المثقفين والمفكرين الذين كان لهم بصمات مؤثرة في التاريخ الفلسطيني المعاصر".
وتابع: "يأتي هذا التكريم ضمن محطات مشروع عاش هنا الذي تنفذه الهيئة لتخليد ذكرى المبدعين الراحلين من أبناء الشعب الفلسطيني، تقديرًا لإسهاماتهم المؤثرة في العمل الوطني ودورهم الريادي في النهوض بالثقافة الفلسطينية ونشرها وتفعيل دورها في المجتمع الفلسطيني"، لافتًا إلى أنه سيتم من خلال المشروع تكريم (20) شخصية ثقافية، من شعراء وأدباء وفنانين ومؤرخين من قطاع غزة.
من جهته ألقى أبو هاشم كلمة عائلة اليازجي، مثمنًا جهود الهيئة في تنفيذ مشروع عاش هنا، مبينًا أن علاقته بالحاج اليازجي استمرت لأكثر من ثلاثة عقود مكنته من التعرف عن قرب على شخصيته وأفكاره وسعيه الدائم، لخدمة جمهور القراء والمثقفين، لافتًا إلى أنه كان يتحدى سلطات الاحتلال ويجلب الكتب التي تعزز الوعي الوطني وتتحدث عن فلسطين وتاريخها وحضارتها، مشيرًا إلى أن نشاطه لم يقتصر على مدينة غزة وإنما امتد إلى مدن الضفة الغربية والداخل المحتل.
وفي نهاية الحفل تم إزاحة الستار عن لوحة مذهبة زينت جدار منزل الراحل اليازجي نقش عليها اسمه وتاريخ ميلاده ووفاته.
يذكر أن الحاج إبراهيم اليازجي ولد في حي الدرج بمدينة غزة بتاريخ 04/09/1949، شغلته أمور الكتب والمكتبات منذ نعومة أظفاره، حيث بدأ نشاطه بافتتاح مكتبة، لبيع القرطاسية والأدوات المنزلية، وتطور نشاطه بعد شعوره بحاجة المجتمع الغزّي للكتب العلمية والثقافية والمراجع الجامعية.
وقام اليازجي بتأسيس دار نشر ومكتبة اليازجي عام 1974 وكانت أول مكتبة ثقافية عرفتها مدينة غزة حيث قدمت للمجتمع الفلسطيني أعرق الإصدارات من دور النشر العربية في شتى مجالات المعرفة والعلوم الإنسانية والتراث العربي والإسلامي، وشارك في العديد من المعارض العربية والدولية للكتاب، وفي عدة مؤتمرات دولية حول حقوق الملكية الفكرية والنشر.
كما ساهم اليازجي بتأسيس أول اتحاد للناشرين الفلسطينيين عام 1996، وتم انتخابه نائبًا لرئيس الاتحاد عام 2000، وتم اختياره عضوًا في مجلس إدارة اتحاد الناشرين العرب عام 2004.
ويشار إلى أنه تم اختياره عضوًا في اللجنة الشعبية لمقاومة الحصار المفروض على غزة عام 2007، حيث سعى لحشد الدعم العربي والإسلامي لنصرة الشعب الفلسطيني، واختير عضوًا في اللجنة الوطنية العليا للقدس عاصمة الثقافة العربية 2009 وتولى مهام أمين الصندوق في اللجنة.
كما اعتقلته قوات الاحتلال عدة مرات على خلفية نشاطه الثقافي، ووافته المنية في مدينة غزة بتاريخ 23/09/2019 بعد صراع مع المرض.
وفي سياق آخر ذو صلة، كرمت الهيئة العامة للشباب والثقافة اليوم الأربعاء، عددًا من المؤلفين والكتّاب ودور النشر وأصحاب المطابع، بمناسبة يوم المكتبة العربية الذي يصادف العاشر من مارس/ آذار كل عام، بحضور رئيس الهيئة الأستاذ أحمد محيسن، ومدير عام المكتبات الدكتور محمد الشريف، والمؤرخ والباحث الأستاذ سليم المبيض.
وفي كلمة له تقدم محيسن بالشكر والتقدير من المكرمين على جهودهم المبذولة في إثراء حركة التأليف والطباعة والنشر في قطاع غزة، وتسخير أوقاتهم وجهدهم لنشر العلم والثقافة والمعرفة والفكر بين أبناء الشعب الفلسطيني.
وقال محيسن: "تعد القراءة من أكثر وسائل التعلم الإنساني أهمية، حيث أنها تزيد من المعارف والثقافة العامة لدى الأفراد، وهي المعيار الذي يميز الإنسان عن غيره من أفراد المجتمع، وهي من أهم المعايير التي من خلالها يمكن قياس مدى تطور المجتمعات ورقيها، فالمجتمعات المتقدمة هي المجتمعات التي تنتج الثقافة والفكر والمعرفة والإبداع"، مبينًا أن القراءة هي الطريق الأول لتفجير الإبداع وصناعة المبدعين والمكتشفين والعلماء والمفكرين.
وأكد محيسن أن الهيئة تسعى من خلال مشاريعها إلى تعزيز ثقافة القراءة والمطالعة في المجتمع الفلسطيني، مبينًا أنها أطلقت مؤخرًا مسابقة بحثية دولية حول التطبيع، ومسابقة محلية لتشجيع الأجيال الشابة على القراءة وتلخيص الكتب.
من جانبه، عبر المبيض عن سعادته بهذا التكريم، مؤكدًا على أهمية عقد لقاءات حوارية وندوات ثقافية تجمع المثقفين والمختصين لمناقشة القضايا الثقافية والوطنية والتاريخية والتي من شأنها أن تساهم في توجيه الكتّاب والمؤلفين الشباب نحو الموضوعات والقضايا المهمة.
يشار إلى أن الهيئة العامة للشباب والثقافة كرمت بالأمس الأستاذ الراحل خميس أبو شعبان مؤسس مكتبة الهاشمية والتي تُعد أقدم مكتبة ثقافية بغزة في العصر الحديث، والحاج الراحل إبراهيم اليازجي مؤسس مكتبة اليازجي ونائب رئيس اتحاد الناشرين الفلسطينيين.