عبر ثلاثة أحداث متوازية

مستشرق إسرائيلي : محافل في إدارة بايدن تمهد لإقامة دولة فلسطينية

الرئيس عباس وبايدن خلال لقاء سابق

قال مستشرق إسرائيلي اليوم الاثنين ان هناك محافل في إدارة الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن تمهد لإقامة دولة فلسطينية رغم أنف إسرائيل ، وترشد المسؤولين في السلطة الفلسطينية على القيام بالخطوات التي تجعلها مؤهلة لذلك.

وأضاف مردخاي كيدار الدكتور المختص بالشرق الأوسط والمحاضر في جامعة بار إيلان في مقال نشره معهد بيغن السادات أن إدارة بايدن ترى في إعادة السلطة الفلسطينية الى مسيرة المفاوضات أصعب من إعادة إسرائيل ، وتستثمر كنتيجة لذلك وقتا وجهد أكبر بكثير في هذه السلطة ، ودليل على ذلك يمكن أن نراه في ثلاثة احداث متوازية وهي:-

الانتخابات الفلسطينية

مرة 15 سنة على الانتخابات الأخيرة في السلطة الفلسطينية ، وفجأة في منتصف كانون الثاني 2021 ، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن إجراء انتخابات تشريعية في 22 أيار والرئاسة في 31 تموز.

وتساءل كيدار ، ماذا حصل ؟ .. الجواب بسيط جدا ، في إدارة بايدن يريدون تهيئة التربية لإقامة دولة فلسطينية رغم أنف إسرائيل ، ولا يوجد شيء أفضل من عرض الدولة على الطريق كديمقراطية تماما ،يشكل يشارك فيه في الانتخابات كل أجزاء الشعب الفلسطيني ، أي حماس أيضا ، ومن شبه المؤكد ان فكرة الانتخابات كوسيلة لخلق الشرعية جاءت من واشنطن".

حماس

وقال المستشرق الإسرائيلي إن :" كبار المؤيدين لحركة حماس هم منظمات الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة ، وحظي رؤساء هذه المنظمات بزمن نوعي مع براك اوباما على مدى الثماني سنوات التي تولى فيها رئيسا، ولكنهم طردوا تماما من واشنطن في أربع سنوات ترامب ، والان يعودون بعظمة الى موقف نفوذهم في أروقة الادارة، وهم يريدون تسويغ حماس ، وعرضها كمنظمة مدنية وكحزب سياسي شرعي هو السبيل لتسويغها في وسائل الاعلام الامريكية وفي السياسة الدولية".

أضاف :" في 20 شباط بعثت قيادة السلطة الفلسطينية برسالة رسمية الى ادارة بايدن كتب فيها ان منظمات فلسطينية بما فيها حماس اعربت عن التزامها بإقامة دولة فلسطينية تقوم على اساس خطوط 67 وعاصتها شرقي القدس ".

وتابع كيدار :" لا شك ان هذه الرسالة صيغت بشكل مشترك من الادارة الامريكية والسلطة قبل النشر عن ارسالها، مثلما لا شك ان حماس اعلنت عن استعدادها للمشاركة في الانتخابات ولوجود اسرائيل بحدود 67 بعد اتصالات بين قيادتها ورؤساء الاخوان المسلمين في الولايات المتحدة، في ظل مشاركة الادارة في هذه الاتصالات".

مرسوم الحريات

وقال المستشرق الاسرائيلي إنه في 20 شباط أصدر الرئيس عباس مرسوما رئاسيا بشأن تعزيز الحريات العامة في اراضي دولة فلسطين ، يحل على كل الأجسام السياسية وضمنا أيضا حركتي حماس والجهاد الاسلامي ، حيث يتحدث المرسوم عن تعزيز أجواء الحرية في كل أجزاء دولة فلسطين ، أي في قطاع غزة أيضا ، ومنع ملاحقة الأشخاص أو اعتقالهم والتحقيق معهم لاسباب تتعلق بحرية الرأي والانتماء السياسي ، وإطلاق سراح المعتقلين والسجناء الذين اعتقلوا بسبب رأيهم وانتمائهم السياسي أو الحزبي واعطاء حرية كاملة للدعاية الانتخابية التقليدية والالكترونية وتنظيم اللقاءات والمؤتمرات السياسية وتمويلها بموجب القانون وكذلك اعطاء فرصة متساوية في وسائل الاعلام لكل القوائم وحماية صناديق الاقتراع من الشرطة فقط.

وأضاف كيدار :" لضمان ان يصل هذا المرسوم الى العيون الصحيحة في واشنطن ، نشر في صفحة الفيسبوك الرسمية للرئيس الفلسطيني محمود عباس باللغة الانجليزية".

وتساءل المستشرق الإسرائيلي ، من هو في الإدارة الامريكية يراسل الرئيس عباس ويعطيه هذه الافكار البناءة ؟.. قائلا :" بالطبع مثل هذه المعلومات ليست متوفرة ولكن معقول الافتراض ان الحديث يدور عن واحدة من امكانيتين ، الأول أن أحدا في وزارة الخارجية ذو ميل مؤيد للعرب ومعروف وموثق ، والثاني ماهر البيطار الفلسطيني النشط ضد اسرائيل والذي يتولى اليوم منصب أساس كمسؤول في أسرة الاستخبارات في مجلس الأمن القومي الامريكي ، ومن شبه المؤكد انه في منصبه هذا يرى المعلومات الاكثر حساسية التي جمعتها اسرة الاستخبارات الامريكية بما في ذلك من شركائها في اسرائيل.

وقال كيدار :" اذا كانت محافل امريكية توجه خطى قادة السلطة الفلسطينية في طريقها الى اقامة دولة بدعم امريكي، فان محافل يسارية اسرائيلية تشارك بشكل شبه مؤكد في هذا الجهد وتوصي الامريكيين والفلسطينيين في كيفية فرض دولة فلسطينية على اسرائيل رغم أنف الشارع في اسرائيل الذي يخشى من أن تتحول مثل هذه الدولة الى كيان( ارهاب خطير) اكثر بكثير من ذاك الذين يوجد في قطاع غزة".

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد