باحث فلسطيني يحصل على شهادة الدّكتوراه من معهد الصحافة وعلوم الاخبار بتونس

باحث فلسطيني يحصل على شهادة الدّكتوراه من معهد الصحافة وعلوم الإخبار بتونس

منح معهد الصّحافة وعلوم الاخبار بجامعة منوبة في تونس الباحث الفلسطيني أحمد يونس محمد حمودة شهادة الدّكتوراه في علوم الإعلام والاتصال بتقدير مشرّف جدًا، وذلك بعد المناقشة العلنية لأطروحته التي جاءت تحت عنوان "المؤسّسات الإعلاميّة الفلسطينيّة وصحافة المواطن زمن الأزمات: أيُّ علاقة؟

ومن أبرز النتائج التي توصّلت إليها الأطروحة:

- ساهمت صحافة المواطن في إيجاد أنماط اتصالية جديدة للجمهور تقوم على التفاعل الحر والمباشر، والمتابعة المستمرة للحدث، إذ أنّها وسعت مساحة تغطية الأحداث ونوّعتها لتشمل كل فلسطين. وأضحت فاعلًا في اتساع نطاق حرية التعبير في وسائل الإعلام التقليدية مما جعلها تشكّل منافسا قويا لوسائل الإعلام التقليدية.

- أثّرت صحافة المواطن على المهارات المهنية للصحفيين بالتفاعل مع الرقمية التكنولوجية ودفعِهم إلى تغيير تعاملهم وممارساتهم الإعلامية مع احترام إعطاء الكلمة للمواطن. وشجّعت على المزيد من الجرأة لدى الصحفيين، وأوجدت المنافسة الإيجابية بينهم على مستوى جودة المادة الإعلامية. أضف إلى ذلك أنّها ساهمت في الرفع من سقف حرية التعبير لدى الصحفي خارج المؤسّسة وداخلها.

- شهدت البيئة الإعلامية الجديدة في فلسطين شهدت توجهاً ملحوظاً لوسائل الإعلام التقليدية نحو تبنّي المضامين التي ينتجها المواطنين الصحفيين كي يكونوا سندا مكملًا لما تبثّه وسائل الإعلام الفلسطينية. وتدلّ أمثلة كثيرة على أنّ مضامين صحافة المواطن كان لها الأثر في المساهمة في إمداد مؤسسات الإعلام الفلسطينية ومؤسسات المجتمع الدولي بمعلومات حول حقيقة تطورات الأحداث في فلسطين عن جرائم اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين والأبرياء لاسيما المتعلقة بتهويد مدينة القدس الشريف، والاعتداءات المتكررة بحقّ المصلين والأهالي في القدس، والقتل المباشر والمتعمد للمشاركين في مسيرات العودة بفلسطين.

- تفتقر اغلب المؤسسات الإعلامية الفلسطينية إلى مدونة سلوك تختصّ بالضوابط المهنية والأخلاقية عند الاستفادة من مضامين المواطن، مما يفرض عليها وضع قواعد أخلاقية وإقرار مدونات سلوك تشمل كلّ الأطراف المشاركين في إنتاج مضامينها. وعليه، فإنّ حقل صحافة المواطن بمواصفاته التكنولوجية والتواصلية الجديدة بات يفرض التفكير في منظومة (الأخلاقيات الصحفية المدمجة)، فضلًا عن الحاجة الملحّة لتطوير آليات التنظيم الذاتي والرصد بشراكة مع جمهور مستخدمي صحافة المواطن، وذلك انسجامًا مع مفهوم التفاعلية الذي يطبع هذه الصناعة.

- أصبح الصحفي الفلسطيني المهني يتعامل مع المضامين التي مأتاها صحافة المواطن بطرق مخصوصة، كرصدّ ومقارنة المضامين المنشورة حول الأحداث الواقعة على صفحات الميديا الاجتماعية الأخرى، ورصد تعليقات المستخدمين على الأحداث الواقعة، ومراقبة نشاطهم العفوي على المنصات الاجتماعيّة واستخدام تقنيات التحري في المضامين الرقمية Fact checking بالإضافة إلى استشارة الفريق الصحفي المختص بالغرفة الإخبارية الذكية والمهتم بالبحث عن المعلومات عبر الميديا الاجتماعية والتثبت منها ومعالجتها حتى يستفيد من المادة الإعلامية ويتجنب الوقوع في الأخطاء المهنية في ذات الوقت.

- يرتكز سبل النهوض بـمستقبل العلاقة بين الصحفي المهني والمواطن الصحفي بتدريب الصحفيين المهنيين على كيفية التعاون الإعلامي مع المواطن الصحفي من أجل رفع جودة العمل الصحفي. بالإضافة إلى تنظيم دورات تدريبية لتأهيل المواطنين المهتمين بالعمل الصحفي على قواعد وأخلاقيات النّشر

** وبناء على كل ما تقدّم أوصى الباحث أحمد حمودة بتراكم البحوث في موضوع صحافة المواطن وخاصة حول العلاقة بينها وبين الإعلام التقليديّ في أشكال متعدّدة مثل استراتيجية صحافة التحري (في سياق التّكامل واندماج وسائل الإعلام)، واستحداث اختصاصات جديدة على غرار "المواطن الاستقصائي" أو "المواطن المُبلغ" وإدراج قوانين عصرية تواكب التطوّرات وتكفل حماية المواطن من الجرائم الإلكترونية، وتدعّم مبادئ المواطنة الرقمية لمستخدمي الميديا الاجتماعيّة. وذلك من أجل فهم وتفهم ما أحدثته التكنولوجيات الرقميّة، خصوصًا وأنّنا نمر بفتراتٍ قوية من التحّولات العميقة على مستوى القيم الثقافية والإخبارية.

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد