في اليوم العالمي للسمع
بالصور: غزة: مستشفى حمد يعلن مواصلة الجهود لعلاج مشاكل السمع لدى الأطفال
أعلن مدير عام مستشفى حمد في غزة رأفت لبد، اليوم الأربعاء، مواصلة الجهود الرامية لعلاج مشاكل السمع والتي يعاني منها اكثر من الفي طفل في قطاع غزة يحتاج ثلاثمئة على الأقل للتدخل العاجل.
وفيما يلي نص التقرير كما وصل وكالة سوا:
في اليوم العالمي للسمع والذي يصادف الثالث من مارس من كل عام، والذي خصصته منظمة الصحة العالمية بهدف نشر التوعية وتعزيز صحة الأذن والسمع، ورغم ما يشهده العالم من ارتفاع في اعداد الأشخاص المعرضين لفقدان السمع، وتحذير المنظمة من ان فقدان السمع ومشاكله يهددُ واحدا من كل أربعة أشخاص بحلول عام 2050 ، إلا أن مستشفى سمو الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية بغزة والممول من صندوق قطر للتنمية حمل رسالة إنسانية سامية لأبناء الشعب الفلسطيني وخاصة أطفال غزة وأنقذ المئات من الصمم والاعاقة السمعية.
وقال مدير عام مستشفى حمد د. رأفت لبد أنه وضمن الجهود الرامية لعلاج مشاكل السمع والتي يعاني منها اكثر من الفي طفل في قطاع غزة يحتاج ثلاثمئة على الأقل للتدخل العاجل، فكانت توجيهات سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بإضافة قسم مختص بالسمع والتوازن للمستشفى ، وبدء عمله منذ 2017م ، واستطاع انقاذ ما يقارب الـ 180 طفلاً من خلال عمليات زراعة القوقعة التي أجريت على أيدي وفد طبي قطري والتي تمت على ثماني أفواج متتالية وقدم خدمات للآلاف ممن يعانون مشاكل السمع ومضاعفاته.
واوضح لبد ان القسم يغطي كل المراحل العلاجية الخاصة بالأطفال ذوي الإعاقة السمعية، بما يضمن وصولهم إلى بر الأمان.
وتابع أن التدخل الطبي في المستشفى يبدأ بالتأهيل والإعداد المسبق وتوفير المعينات السمعية، ثم زراعة القوقعة، وأخيرا الـتأهيل اللفظي والسمعي.
وعن مستوى الخدمات التي تقدمها المستشفى بيّن لبد ان القسم يتواصل بشكل دوري مع مؤسسة حمد الطبية - المؤسسة العلاجية الأولى في دولة قطر- للاطلاع على أخر التقنيات المستخدمة عالميًا في هذا المجال، بما يساهم في تقديم الخدمات السمعية بأعلى جودة ومواصفات ممكنة
وبالرغم من الظروف الصحية الصعبة التي مرَّ بها قطاع غزة كما العالم، من انتشار فيروس "كوفيد 19" مع بداية العام الماضي الا أن القسم استمر في تقديم خدماته السمعية من خلال المشورة الصحية وجلسات التأهيل عن بُعد إلى جانب تقديم الخدمات السمعية الطارئة للأطفال ممن يحتاجون للخدمات السمعية من صيانة قواقع وسماعات.
لهفة و حماس
وفي أحدى غُرف قسم السمع والتوازن في المشفى تتابع والدة الطفل عبد الرحمن بلهفة استجابات ابنها مع الانشطة التفاعلية التي تنفذها اخصائية السمع واللفظ خلال جلسة التأهيل الخاصة به.
وتبدي حماسًا كبيرًا لتفاعله السريع مع ملاحظات المُنشِطة التي تصر على ضرورة اخراجه للحروف من مخارجها الصحيحة، وتراقب باهتمام بالغ مدى تطور قدرات طفلها في لفظ أسماء الحيوانات المختلفة وتقليد أصواتها.
فبعد أربعة أشهر من ولادته، تأكدت والدة عبد الرحمن أبو حليمة من ان ابنها فاقدٌ للسمع بشكل كلي، توجهت لقسم السمع والتوازن في مستشفى حمد لتبدأ جلسات التأهيل القبلي التي استمرت 16 شهرا بواقع جلسة واحدة أسبوعيا.
ليتمكن أخيرا من اجراء عملية زراعة قوقعة ناجحة ضمن الفوج الخامس الذي حمل اسم (تغريدة طفل) في منتصف عام 2018.
ومنذ ذلك الحين يتلقى جلسة تأهيلية أسبوعية بهدف تنمية مهاراته في الاستماع والتفاعل اللفظي، ومساعدته في اكتساب اللغة بشكل طبيعي.
ويعد عبد الرحمن (4 أعوام) نموذجا ناجحا للتدخل المبكر، فأخيه الأكبر لم يحقق هذا القدر من التقدم كونه أجرى عملية زراعة القوقعة متأخرا، فخلال المرحلة العمرية المُثلى للتدخل الطبي لم تكن مستشفى حمد قد أُنشئت.
موعد مع الفرح
وفي الغرفة المجاورة تجلس الطفلة فرح مع اخصائية اللفظ والسمع المشرفة على حالتها، تراقبها والدتها بفخر حينا، وبحماس أحيانا أخرى سعيدةً بالتحسن الكبير الذي شهدته حالة ابنتها.
وبلطافة بالغة تنقل فرح اصبعها بين اصناف الحلوى المختلفة التي وضعتها المشرفة امامها للتمييز بينها كنوع من التدريب الهادف لتطوير مهارات الطفلة في السمع والادراك.
وكانت فرح أبو صبحة (4 سنوات) قد اجرت عملية زراعة قوقعة في مستشفى حمد قبل نحو عام، ومنذ ذلك الوقت عاد الأمل من جديد لوالدتها التي ضاقت بها الأرض بما رحبت عندما علمت بأن ابنتها البكر تعاني من اعاقة سمعية منذ ولادتها.
تقول "لم اتوقع أن يمنح المستشفى ابنتي هذه الرعاية النوعية، لقد تحسنت كثيراً"، وتتابع "لم أعد أطيق أن تنزِع فرح السماعة ولو لثواني معدودة، فأنا أرغب في التواصل الدائم معها بالصوت وليس بالإشارة"
ولم تزلْ فرح تبدي تحسنًا لافتًا خلال جلسات التأهيل الاسبوعية التي تتلقاها في قسم السمع والتوازن في مستشفى حمد، ما ساهم بشكل كبير في اكتسابها مهارات تضاهي أقرانها.
رسالة لأولياء الامور
وبهذا الشأن تؤكد رئيس قسم السمع في المستشفى أ. بسمة صلاح ان الكشف المبكر للحالة والتدخل الطبي السريع يساهم في الحصول على أفضل نتائج علاجية ممكنة، كما أنه عامل أساسي في علاج المشكلة.
ودعت أولياء الأمور للتأكد من اجراء الفحص السمعي للأطفال منذ الأسبوع الأول للولادة، مطالبة إياهم بعدم التهاون مع أي شكوك تراودهم حول قدرة الطفل على التفاعل بالشكل المناسب.
ونوهت صلاح لضرورة اجراء عملية زراعة القوقعة قبل أن يتجاوز الطفل سن خمس سنوات، وذلك لضمان أفضل النتائج.