من وجهة نظري الشخصية أن الانتخابات الفلسطينية جاءت بقرار دولي وليس بقرار محلي، فبعد أن جاء الرئيس الأمريكي جو بايدن سدة الحكم، كان لابد من أن يبدأ حديثه مع حكومة منتخبة، ولا يهمه إن كانت إسلامية أو علمانية، ما يهم هو أن تكون منتخبة. 

فبدأ الحراك الدولي أول لحظة بعد إعلان فوز الرئيس الامريكي وجاءت المصالحة الخليجية مع قطر والمصالحة التركية والمصرية، وكأنه يمتلك زر الحل السحري لجميع المشاكل في المنطقة. 

فكان لابد للرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يوقع على المرسوم الرئاسي المنتظر منذ عقود باجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية بموعدين محددين، حتى أن ذلك القرار جاء قبل التوقيع على المصالحة بين شطري الوطن وما تم بالقاهرة هو اتفاق مؤقت وإرجاء للمشكلات الأساسية إلى وقت لاحق. 

وما يلوح بالأفق حالياً، أن حركتي فتح و حماس ستتجهان إلى هذه الانتخابات بقائمة مشتركة، ولعلهم في هذه الخطوة سيحفظون ماء الوجه من مخرجات هذه الانتخابات ويحتفظون بنسب متساوية في المجلس التشريعي الفلسطيني، وهذا القرار يواجه بمعارضة شرسة بين مناصري الحركتين على أرض الواقع. 

ولعل ما لا تعلمه القيادات أن الشعب في هذه الانتخابات سيعاقب  من خلال صندوق الانتخابات كل من كان سببًا في تهجيره وحرمانه من لقمة العيش، وتضيع البوصلة الوطنية بالمناكفات السياسة التي أثرت بشكل مباشر على القضية الفلسطينية عامة  وقطاع غزة بشكل خاص.

وإذا ما تمت هذه الخطوة بشكل فعليّ فسيكون هناك فرصة ذهبية للقوائم الأخرى وستفتح لها المجال بأخذ نصيب أكبر من المتوقع بسبب سخط الشارع على الحالة التي وصلنا إليها، خصوصاً إذا استغلت هذا الموقف وعرفت كيف تصل إلى عقل وقلب الناخب وإقناعه أنها ستخلق مستقبل أفضل لأبنائه.

فدعونا ننتظر ونرى ما ستفرزه الأيام القليلة القادمة من تكتلات والتحام للقوائم الانتخابية المختلفة بالإضافة إلى مخرجات هذه الانتخابات، والسؤال الأصعب هنا هل ستسلم جميع الأطراف بنتائجها !

المصدر : وكالة سوا

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد