ليست الصدفة وحدها وإنما شاء القدر أن تُغمّد هذه الأرض بأوجاع و آلام ساكنيها عبر عصور الزمن فلم يكن المسيح آخر الفلسطينيين المظلومين على هذه الأرض فساكنيها المقهورين سائرين على ذات الطريق إلى يومنا هذا رغم مرور مئات السنين.
فالفلسطيني لازال صامداً صابراً على ارضه رغم تعدد آلامه التي كان آخرها قهره و طعنه بالانقسام الفلسطيني لإضافة خنجراً مسموماً في خاصرة الوطن ووضع مزيداً من العقبات في طريق الاستقلال وإنهاء الاحتلال إسرائيلي.
إننا اليوم و مع الإعلان عن موعد الانتخابات الفلسطينية الشاملة وفق ما تم الاتفاق عليه في العاصمة المصرية القاهرة "قد" نكون أمام إنجاز وطني هام يتمثل في إعادة الاعتبار للمواطن الفلسطيني الذي فقد ثقته بممثليه و قيادته على أمل أن ينتخب من يقوده إلى تحقيق أحلامه و يخرجه من إحدى أسوأ الأحداث في طريق آلام إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
إن المواطن الفلسطيني اليوم يتابع عن كثب الأخبار والتصريحات الخاصة بالانتخابات وهو يتطلع ويحلم بالتغيير الجذري الشامل في النهج والفكر بعد مرور ١٥ عاماً على آخر انتخابات وطنية بكل ما تحمل هذه السنوات من محطات تاريخية وطنية سياسية كانت إيجابية أو سلبية إلا أن لحظة التغيير أضبحت حقيقة واجبة للمصلحة الوطنية العامة.
و من بين ما تابعته كغيري من المواطنين الأخبار المتناقلة عن مسؤولين وقيادات وازنه في الشارع الفلسطيني مثل الأسير مروان البرغوثي و حثه على إحداث التغيير اللازم والضروري الذي يخدم الصالح الوطني العام وكذلك تابعنا لقاء وحديث الدكتور ناصر القدوة الذي تحدث به عن وجوب العمل على إحداث نقله شاملة في المنظومة الوطنية الفلسطينية لتتواكب مع متطلبات الشارع الفلسطيني و الدولي وتصويب البوصلة الوطنية إلى وجهتها الطبيعية، أن مثل هذه التصريحات وغيرها لو تم العمل على تحقيقها من شأنها أن تعييد ثقة المواطن الفلسطيني بل و ترفع من سقف تطلعاته و آماله.
إن شعبنا يملك مخزون جبار من الطاقات الشبابية المهدورة التي من شأنها أن تتقدم بفكر ونهج استراتيجي جديد يتناسب والخارطة السياسية المحلية والدولية وبعقلية حديثة منفتحه تواجه الواقع المحلي والإقليمي والدولي بطرق وأدوات وطاقات جديدة من شأنها أن تجدد ثقة الشارع و المجتمع الدولي وت فتح آفاق جديدة لإدارة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
فهل تكون الانتخابات القادمة طريق الآلام لتحقيق الأحلام !؟
المصدر : وكالة سوا
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية