شاهد: في عيد الحب.. طبيب تونسي يعزف الألحان لمرضى كورونا
أهدى الطبيب محمد صالح سيالة في يوم عيد الحب الذي صادف الـ 14 من فبراير الجاري، مرضى كوفيد 19 في مستشفى الهادي شاكر في تونس، معزوفات "تحت الياسمينة في الليل" و"ست الحبايب "على آلة الكمنجة.
ونقل موقع "سكاي نيوز عربية" عن الطبيب سيالة، قال إن: "المبادرة كانت عفوية تماما. كان يوم راحتي الأسبوعية ووافق عيد الحب، أخذت الكمنجة وقصدت المستشفى لأعزف لمرضايا لحن الحياة، ولن أنسى أبدا تأثر إمرأة مسنة دمعت عيناها اللتين أرهقهما المرض عندما عزفت "ست الحبايب".
يشار إلى أن الطبيب الشاب محمد البالغ من العمر (25 عاما) يعمل طبيبا داخليا في مستشفى الهادي شاكر بولاية صفاقس الجنوبية في تونس.
ولم يتوقع الطبيب الشاب أن يلقى الفيديو الذي يصور احتفاءه مع مرضى كورونا بالموسيقى في عيد الحب رواجا كبيرا، فقد استحسنه الآلاف من التونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال سيالة: "حينها كنت أرتدي القفازات الطبية العزف لم يكن متقنا ولكنه كان صادقا و مليئا برسائل الحب و الدعم لحاملي فيروس كورونا الذين يقاومون المرض".
ووصف سيالة علاقته بالمرضى قائلا: "لقد توطدت علاقتي بهم ونشأت بيننا الثقة وهي أساس العلاقة بين الطبيب والمريض".
وأكد سيالة أن المريض أمانة عند الأطباء والمشرفين على المستشفى ويجب إيلائهم العناية الطبية اللازمة، وخاصة بالنسبة لمرضى "كوفيد 19"، فهم يحتاجون العناية بصحتهم النفسية، لأنهم "بعيدون عن أهاليهم ومعزلون عن الناس يعانون الوحدة ويصارعون الفيروس ويحتاجون الإهتمام والأمل والحب".
وأشار إلى أن الموسيقى لغة تتخطى حدود مسافة التباعد الإجتماعي التي فرضها الفيروس اللعين لتبلغ أعماقنا وتتواصل مع الإنسان فينا.
وأضاف: "مرت بي لحظات أحسست فيها بالعجز أمام معاناة المرضى وآلامهم وكنت أدخل المكتب وأنهار بكاء، قريبا سينتهي وباء كورونا وتنتصر الإنسانية، هذه الأزمة وحدتنا أكثر واختبرت محبتنا لبعضنا".
وأوضح سيالة أن الأطباء الشبان في تونس يواجهون صعوبات وينقصهم الكثير من المعدات وينفذون منذ سنوات تحركات احتجاجية متتالية للمطالبة بإحداث هيئة وطنية لإصلاح قطاع الصحة ولإنتدابهم في الوظيفة العمومية وخلاص مستحقاتهم المالية، خصوصا الأطباء العاملين في مسالك "الكوفيد 19 "، وهو يدعم مطالب زملائه.
وأكد الطبيب أنه لن يتخلى عن واجبه المهني ومحاولة التخفيف من معاناة المرضى المصابين بالكوفيد 19، قائلاً:"وسط كل مانعيشه من خيبات وضغط مهني تتلقفني آلاتي الموسيقية لأستنطقها ألحانا وتحدثني عن الحب والجمال".