كل ما تريد معرفته عن تطبيق الدردشة الصوتية "كلوب هاوس" Clubhouse
تم تداول اسم (Clubhouse) بكثرة في الآونة الاخيرة، وهو تطبيق دردشة صوتية جديد وسري، و لا يمكن تنزيله إلا من خلال دعوة، وتناقلت الدعوات بين الجمهور الذي يسعى لتجربة تطبيقات جديدة في وسائل التواصل الاجتماعي في العالم والمنطقة العربية.
وكلوب هاوس تطبيق دردشة صوتية مخصص للمدعوين فقط، وتم إطلاقه منذ أقل من عام، وانتشر بشكل كبير خلال جائحة فيروس كورونا عندما لم يتمكن الناس من الاجتماع وجهًا لوجه. والمفهوم الذي يقوم عليه بسيط، فبمجرد دعوتك للانضمام، يمكنك بدء المحادثات أو الاستماع إليها في "الغرف" الرقمية، بدءًا من حديث رئيسي من قبل شخص مشهور إلى محادثة داخل مجموعة صغيرة.
كان لتطبيق كلوب هاوس -المتاح لمستخدمي آيفون فقط- نحو 1.1 مليون مستخدم مسجل حتى بضعة أيام قبل تاريخ الثاني من فبراير/شباط الجاري، لكن اعتبارا من ذلك التاريخ قفز عدد مستخدميه في جميع أنحاء العالم إلى أكثر من 3.6 ملايين مستخدم، وفقا لشركة تحليلات البيانات سينسور تاور (Sensor Tower).
لقد وضع التطبيق خطة تسويقية ذكية بدعوة كبار مديري التقنية لاستخدامه بما أنه محصور فقط للمدعوين، مما دفع العديد من وسائل التواصل الاجتماعي لتسمية التطبيق بـ"نادي الأثرياء السري"، ومع هذا لم يكن التطبيق يحظى بهذه الشهرة.
ولكن بعد أن استخدمه إيلون ماسك بداية هذا الشهر وتحدث فيه عن عدة أمور، بدايةً من حياته الخاصة والكتب والأفلام ونهاية بمشاريع شركاته، تحمّس العديد من المستخدمين لتقديم طلب الانضمام للتطبيق لسماع ما قاله ماسك.
وظهرت العديد من الدعوات على وسائل التواصل الاجتماعي للانضمام لهذا التطبيق، ومنها الدول العربية، باعتباره بديلا لتطبيق واتساب وفيسبوك الذي يمكن القيام من خلاله بعمل دردشات صوتية.
وقد أسهمت في زيادة شعبيته سياسة الخصوصية الجديدة على واتساب وفيسبوك، ومحاولة المستخدمين إيجاد بدائل جديدة لتبني هذا التطبيق خلال فترة وجيزة.
ومع اختلاف آراء المستخدمين العرب على منصات التواصل الاجتماعي بشأن تجاربهم مع التطبيق، فإن السؤال الأكبر الذي كان دائما محور الاهتمام هو: هل غرف الدردشة الصوتية في التطبيق آمنة؟ وهل يمكن لهذه التسجيلات أن تقع بأيدي جهات أمنية أو إجرامية قد تؤدي لمواجهة المستخدمين مخاطر هم في غنى عنها؟
قال تطبيق الدردشة الصوتية "كلوب هاوس" (Clubhouse) إنه يراجع ممارسات حماية البيانات بعد أن قالت دراسة إنه يحتوي على عيوب أمنية تركت بيانات المستخدمين عرضة للوصول إليها من قبل الحكومة الصينية، بحسب تقرير لوكالة رويترز.
وقال التطبيق ردا على الدراسة الصادرة عن مجموعة باحثين في جامعة ستانفورد (Stanford University)، إنه على الرغم من أنه اختار عدم إتاحة التطبيق في الصين، فقد وجد بعض الأشخاص حلاً لتنزيل التطبيق، مما يعني أن المحادثات كان يمكن نقل جزء منها عبر الخوادم الصينية.
وقالت الشركة في بيان نشرته مجموعة البحث يوم الجمعة "بمساعدة الباحثين في مرصد ستانفورد للإنترنت (Stanford Internet Observatory)، حددنا عددا قليلا من المجالات حيث يمكننا تعزيز حماية البيانات لدينا".
وأضاف البيان "على مدى 72 ساعة القادمة، نُدخل تغييرات لإضافة المزيد من التشفير لمنع عملاء كلوب هاوس من إرسال المكالمات الصوتية إلى الخوادم الصينية. نخطط أيضا لإشراك شركة أمان بيانات خارجية لمراجعة هذه التغييرات، والتحقق منها".
وقال مرصد ستانفورد للإنترنت إنه أكد أن شركة التكنولوجيا الصينية "أغورا" (Agora) قدمت بنية تحتية خلفية إلى كلوب هاوس، وأنه من المحتمل أن تتمكن أغورا من الوصول إلى الصوت الخام للمستخدمين، مما قد يوفر إمكانية الوصول من قبل الحكومة الصينية.
وقال أيضا إنه لاحظ نقل البيانات الوصفية إلى الخوادم التي يعتقد أنها مستضافة في الصين، والصوت إلى خوادم تديرها كيانات صينية. لكنه أضاف أنه يعتقد أن الحكومة الصينية لن تكون قادرة على الوصول إلى البيانات إذا تم تخزين الصوت في الولايات المتحدة.
وقال متحدث باسم أغورا إن الشركة ليس لديها تعليق على أي علاقة مع كلوب هاوس، لكن أغورا ليس لديها إمكانية الوصول إلى البيانات الشخصية أو تخزينها، ولا تمر عبر حركة الصوت أو الفيديو في الصين الناتجة عن مستخدمين خارج الصين، بما في ذلك المستخدمون الأميركيون.
وقال التقرير "اختار مرصد ستانفورد للإنترنت الكشف عن هذه المشكلات الأمنية بالنظر إلى أنه من السهل نسبيا الكشف عنها ولأنها تشكل مخاطر أمنية فورية لملايين مستخدمي كلوب هاوس، لا سيما في الصين"، مع اعتقاده بأن الحكومة الصينية "لن تكون قادرة على الوصول إلى البيانات إذا تم تخزين الصوت في الولايات المتحدة".
و يظل تطبيق كلوب هاوس حديث ولا يمكن الانضمام إليه إلا بدعوة من خلال تقديم طلب، ولذلك لا يمكن معرفة قوة تشفير الدردشات التي تتم داخله، حيث لم يثبت بعد أنها آمنة كليا أو يمكن اختراقها.