سبب وفاة البدري فرغلي النائب السابق في البرلمان
أعلنت وسائل إعلام رسمية، اليوم الاثنين 15 يناير 2021، وفاة البدري فرغلي النائب السابق في البرلمان بعد تدهور حالته الصحية ودخوله العناية المركزية في أحد مشافي القاهرة.
ونفت صحيفة اليوم السابع المصرية، كافة الانباء المنشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي حول وفاة البدري فرغلي بفيروس كورونا المستجد "كوفيد19"، مؤكدة انه وفاته تأتي بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز فوق 60 عاما.
واوضحت الصحيفة أن النائب السابق في البرلمان فرغلي قد عاني خلال ايامه الاخيرة من مشاكل صحية جعلته يدخل العناية المكثفة، حيث لم توضح عائلته ما هي اسباب دخولة حتى كتابة هذا الخبر.
ونعى مجلس ادارة النادي المصري برئاسة الأستاذ سمير حلبية عبر صفحة النادي :"بخالص الحزن والأسى وفاة الأستاذ البدري فرغلي عضو مجلس الشعب الأسبق عن محافظة بورسعيد ، والذي وافته المنية صباح اليوم بعد مشوار عامر بالعطاء لمصرنا الحبيبة ولبورسعيد الباسلة".
وكان البدرى فرغلى انتخب نائبا بمجلس الشعب عنحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي لأكثر من دورة برلمانية وقدم العديد من الاستجوابات والأسئلة تحت قبة البرلمان وكان علامة بارزة لأعضاء البرلمان المصرى ومدافعا عن بورسعيد.
البدرى فرغلى ويكيبيديا السيرة الذاتية
حياة برلمانية طويلة قضاها البدرى فرغلى، النائب البورسعيدى السابق، تحت قبة البرلمان لمدة ثلاث دورات متتالية من 1990 حتى 2005، خاض خلالها العديد من المعارك السياسية ضد الحكومات والمسئولين، يفخر بكل لحظة وقف فيها تحت القبة، ويعتبرها جزءاً من تاريخ يعتز به، يقول: «دى من أفضل أوقات حياتى، لأنى كنت بدافع عن حق بلد وشعب، وسعيد بكل اللى قدمته».
مواقف كثيرة عاشها فى صفوف المعارضة داخل المجلس خلال 15 عاماً، لكن الصورة التى التقطتها كاميرات المصورين الصحفيين له وهو يقف على المنصة فى إحدى الجلسات العامة بدور انعقاد 2002، كان وراءها قصة مختلفة تماماً، «رئيس المجلس حينها، فتحى سرور، إدانى الكلمة علشان أصحى القاعة لأن كانت الدنيا نايمة»، سياسة اتبعها «سرور» فى جلسات عديدة، كان ي فتح من خلالها نافذة واسعة للأصوات المعارضة لإحداث جدل سياسى وحركة داخل البرلمان، يؤكدها نائب قضية «المعاشات» بقوله: «فتحى سرور كان بيدينى مساحتى فى المجلس، ولم يقاطعنى، وكان بيعمل كده مع الأصوات المعارضة الشجاعة، والهدف إن يبقى فيه صوت وحركة، وحتى لا تهدأ الأمور للدرجة التى يموت معها المجلس».
يعتبر أن من أبرز معاركه تحت قبة البرلمان، هى معركة بيع شركات قطاع عام تابعة للدولة إلى مستثمرين ورجال أعمال، «الخصخصة كانت داء حكومات مبارك، خاصة حكومة أحمد نظيف الأخيرة التى كانت سبباً فى اندلاع غضب 25 يناير»، قضايا أخرى أثارها «فرغلى» من أهمها قضية أصحاب المعاشات، التى ما زال مستمراً فى طرحها ويعتبرها قضيته الأهم، يقول: «كل القضايا مهمة، لكن قضية أصحاب المعاشات تخص الفئة الأكثر تضرراً وعرضة للظلم، وهم فقراء وضعفاء فى حاجة إلى من يتحدث باسمهم ويرفع صوتهم، واخترت هذا الدور فى المجلس وخارج المجلس».
ولا أحد يستطيع أن ينسي نضال عامل الميناء بن بحر بورسعيد ، عضو حزب التجمع والذي اتهم العسكر بحماية مصالح الرأسماليّة الوحشيّة وفلول مبارك، ويطالبهم بالعودة إلى ثكنهم، وهو أحد نشطاء المقاومة الشعبية المسلحة في بورسعيد بعد نكسة يونيو (1967)، يستيقظ في السابعة صباحاً، بتناول فطوره، يقرأ الصحف، ويتابع القنوات الإخبارية. يرتدي ملابسه المتواضعة، ثمّ يركب «معدية بورسعيد» التي تنقله إلى المقهى، حيث يلتفّ حوله رفاق السياسة القدامى، وشباب بورسعيد، ومناصروه في الانتخابات البرلمانية.
لم يكمل الطفل البدري فرغلي تعليمه. ترك المدرسة وهو في الصفّ السادس ابتدائي. «أوّل مقابل حصل عليه كان 15 قرشاً، عمل في قسم الشحن والتفريغ، وكان يسمع وقتها الأغاني التي تمدح الثورة والاشتراكية وجمال عبد الناصر.
يقول فرغلي “كنّا نسمع الأغاني في الميناء فتزداد حماس تنا، لكنني لم أكن أفهم معنى كلمة اشتراكية». بعد سبع سنوات من عملي في ميناء بورسعيد، اعتُقل مع العشرات من عمال الميناء، بعد مشاركتهم في إضراب عام احتجاجاً على تدنّي الأجور. «في سجن بورسعيد، فهمت كلمة اشتراكية من العمال اليساريين. لكنّني صُدمت من نظام عبد الناصر. قضيت وراء القضبان عشرة أيام فقط، وخرجت بعدها عاملاً يسارياً يفرق بين الحقيقة والشعار».
العامل اليساري، عرف الطريق إلى السجن في أيام السادات أيضاً. لكن هذه المرة لأشهر عدة (عام 1974) بعد تأسيسه قصر ثقافة بورسعيد، مع مناضلين آخرين، من بينهم محمد أبو العلا السلاموني، وعباس أحمد، ومراد منير، ومحمد يوسف. «خاف النظام من سيطرة اليساريين على قصر الثقافة، كنّا في سجن الزقازيق. قابلت هناك يساريين، أتذكّر منهم الآن، المناضل سامي البلعوطي. كان بسيطاً، وخفيف الظلّ، وتشاركنا في الحلقات النقاشية والتثقيفية داخل السجن».
البرلماني الثوري الذي قضّ مضجع مبارك ونظامه، بمئات الاستجوابات ضدّ الخصخصة، والمبيدات المسرطنة، وانتهاك حقوق العمال، وأموال التأمينات الاجتماعية، خاض انتخابات أوّل برلمان بعد الثورة… «لدي مشروع قومي قدّمته لتنمية منطقة قناة السويس، صناعياً وخدمياً، لكنّ حكومات مبارك أجهضته. سيحقّق المشروع 100 مليار دولار سنوياً على الأقل، وسيوفّر مئات الآلاف من فرص العمل. أحتاج إلى ربع ديموقراطية لتمريره، ولا أتوقعها قريبةً، إلّا إذا نظّمنا الطبقات الشعبية في جبهة وطنية تقدمية».