تفعيل منظمة التحرير ومؤسساتها الحل الأمثل للخروج من الأزمة الشاملة

غزة / خاص سوا/ تجمع تصريحات الفصائل الفلسطينية على أن إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير ومؤسساتها هو المخرج والحل الأمثل للأزمة الشاملة التي تعصف بالأوضاع الفلسطينية الحالية.

فبعد مرور أكثر من نصف قرن على تأسيس المنظمة، دعت الفصائل الفلسطينية في تصريحات منفصلة لوكالة "سوا" إلى إعادة وتفعيل مؤسسات المنظمة بما يضمن عودتها إلى مكانتها الطبيعية كرائدة في العمل الوطني والسياسي وفق مبادئها الأصلية.

حركة الجهاد الإسلامي قالت على لسان خضر حبيب أحد قادتها البارزين إنها معنية بإعادة بناء منظمة التحرير لتكون مرجعية للشعب الفلسطيني بأكمله وتصبح قائدة للمقاومة في فلسطين.

وأكد حبيب أن حركته معنية بعد تشكيل حكومة التوافق الوطني أن يتم الانتقال للملف الأهم وهو إعادة بناء منظمة التحرير على أسس جديدة لتصبح بيتاً للجميع.

وأوضح أن حركة الجهاد ستهتم بالدرجة الأولى بملف المصالحة وإعادة الاعتبار للميثاق الوطني وبناء المنظمة على أسس جديدة تسمح بإعادة النظر في حقيقة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وكان وفدا منظمة التحرير الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية " حماس "، وقعا بغزة في 23 أبريل الماضي، اتفاقًا ينهي حالة الانقسام الداخلي، وتشكيل حكومة توافق وطنية وإعادة بناء منظمة التحرير.

وكشف حبيب عن وجود موافقة مبدئية من حركته للمشاركة في انتخابات المجلس الوطني.

وقال "مشاركتنا في انتخابات منظمة التحرير مرتبطة بالنقاشات حول إعادة بنائها على أسس جديدة".

وفي ملف الاتفاقات التي وقعتها المنظمة وخصوصاً مع الاحتلال الاسرائيلي، أكد حبيب إن هذه الاتفاقات مجحفة بحق الشعب الفلسطيني ولا يمكن أن تعترف بها حركته، لافتًا إلى أن حركته ستنظر في تلك الاتفاقات، ولن تعترف بشرعية اسرائيل.

 بدوره، أكد كايد الغول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على ضرورة تفعيل وتطوير منظمة التحرير وانعقاد مؤسساتها واجتماعاتها بشكل دوري باعتبارها إطاراً قيادياً مطلوب منه إجراء مراجعة سياسية شاملة.

وطالب الغول بالاتفاق على برنامج سياسي موحد للمنظمة يحافظ على الحقوق والثوابت الوطنية، ويمنع من تقديم التنازلات، ويقرر في الشأن الوطني العام، ويتابع تنفيذ اتفاق المصالحة وتذليل أي عقبات قد تعترضه.

 ودعا إلى ضرورة الحفاظ على دور ومكانة منظمة التحرير الفلسطينية كمعبر سياسي وقانوني وتنظيمي عن وحدة الشعب وكيانيته وهويته الوطنية.

وقال كايد: "إن المنظمة كانت ولا زالت هدفاً للتصفية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، يساعده في ذلك الحال الذي وصلت إليه، حيث تم إفراغها من مضمونها، وجرى توظيفها في سياق سياسي مناقض لأسس وأهداف تكوينها وميثاقها، وتم تغييب دورها وإدغامها في مؤسسات السلطة، والاستئثار والتفرد بقرارها".

 وأوضح أن المنظمة باتت بحاجة لإصلاح شامل من خلال إعادة بناء مؤسساتها على أسس جبهوية ديمقراطية توفر شراكة وقيادة جماعية تحمي الحقوق، وتصون البرنامج الوطني وتكفل الالتزام به، وتعمل على تعزيز مكتسبات المنظمة وتطويرها.

ودعا كايد إلى الفصل بين رئاسة المنظمة ورئاسة السلطة الوطنية، بما يخدم تطلعات الشعب الفلسطيني، والتوافق على نظام سياسي موحد لا يتغير حسب رأي الحزب الواحد.

من جهته، أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق أن دخول حركته للمنظمة يهدف لمعالجة القضايا السياسية التي ليست عليها إجماع فلسطيني، مبينًا أن حماس اعترفت بالمنظمة كممثل شرعي للشعب الفلسطيني عام 2005 في محادثات القاهرة.

وقال أبو مرزوق - خلال يوم دراسي بعنوان "نصف قرن على تأسيس منظمة التحرير" نظمه مركز التأريخ والتوثيق الفلسطيني اليوم بغزة- إن حركته اتفقت مع فتح في بيان "الشاطئ" على دعوة الإطار القيادي لمنظمة التحرير خلال 4 أسابيع من توقيع الاتفاق، إلا أن ذلك لم يتحقق بعد مرور 5 أسابيع على الاتفاق.

وأضاف "نريد لهذا الإطار القيادي أن يكون موحدا للشعب الفلسطيني وصاحب الكلمة الأساسية للخيارات السياسية المستقبلية، بعدما شاخت المنظمة ولم يعد لها أي تأثير على الساحة الفلسطينية".

وأكد أبو مرزوق على أهمية العمق العربي والاسلامي للمنظمة رغم انشغاله بقضاياه الداخلية.
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد