روح "آية" تصعد إلى السماء لاعنة تقصير المسؤولين
غزة / خاص سوا/ صبا الجعفراوي/ لم تستطع الشابة "آية أبو عاصي" الانتظار أكثر على سرير المرض للموافقة على سفرها لإجراء عملية زراعة الكبد لها بالخارج، فكانت روحها أقرب إلى السماء بعد مماطلة وتسويف في سفرها من قبل دائرة العلاج بالخارج.
الشابة آية (27 عاماً) التي توفت قبل أيام، كانت تعاني من نسبة تليف عالية جداً في الكبد وحالتها الصحية في تدهور مستمر، وعلاجها الوحيد كان إجراء عملية زراعة للكبد المعروفة بصعوبتها وتكلفتها العالية وعدم توفرها في فلسطين نظراً لقلة الامكانيات الموجودة.
وكالة "سوا" الإخبارية كانت قد نشرت مناشدة سابقة لإنقاذ حياة "آية"، وللوقوف على آخر أيام في حياتها تواصلت "سوا" مع أخيها "ياسر" والذي أكد أن العائلة كانت تنتظر لآخر لحظة صدور قرار العلاج بالخارج وإجراء عملية لها بعد أن تم التواصل مرات عديدة مع مدير دائرة العلاج بالخارج في غزة "بسام البدري".
وقال أبو عاصي" لـ"سوا" "في آخر لحظات بحياة أختي كانت تفيق وتسأل وهي تأن من الألم إذا ما كان العلاج سيتأخر عليها أكثر؟ ومتى ستسافر لتلقي العلاج وانهاء معاناتها؟ لكن لم يجيبها أحد من المسؤولين رغم السعي وراء علاجها والمناشدات المتواصلة.
وتابع "تواصلت مع مدير العلاج بالخارج في غزة لمساعدتنا في السفر إلى الأردن أو إلى السعودية نظراً لإغلاق معبر رفح وعدم تمكننا من السفر إلى مصر، وكانت الاجابة أن السلطة الفلسطينية لا تحول أي مرضى إلى مستشفيات الأردن بسبب الديون المستحقة عليها للمستشفيات".
وحول اجراء العملية لآية في السعودية، أضاف "أبو عاصي" إن مدير العلاج بالخارج وعده بالتواصل مع السفارة الفلسطينية في السعودية كما طلبت المستشفى التي استعدت لإجراء عملية الزراعة لتزويدهم بالأوراق الرسمية التي توضح حاجتها الماسة للزراعة، لكن عدم تعاون الدائرة أدى لتأخير علاجها وسفرها.
وحمّل "أبو عاصي" المسؤولية لوزارة الصحة التي أهملت بشكل واضح علاج أخته، إضافة إلى وزارة الداخلية في رام الله التي أخرت اصدار جوازات السفر للحالات الانسانية لأكثر من شهر رغم التواصل المستمر معهم لتسريع اصدارها.
واتهم الداخلية "بالمحسوبية" وتفضيل مواطن على مواطن في اصدار الجوازات لمن يملك "الواسطة"، قائلاً "إنها مهزلة فعلاً أن يكون مريض بين الحياة والموت ويحتاج للسفر في أسرع وقت ممكن وينتظر أكثر من شهر لصدور جواز سفره في حين صدور جوازات للحالات غير الانسانية في يوم واحد فقط".
ويأمل "أبو عاصي" أن يكون موت أخته "آية" عبرة لدائرة العلاج بالخارج لإنقاذ حياة المرضى المتبقيين وأن يقفوا معهم ويساعدوهم قبل فوات الأوان.
"آية" انضمت إلى عشرات المرضى الذين توفوا نتيجة إهمال دائرة العلاج بالخارج والحصار المفروض على غزة وإغلاق معبر رفح الذي فاقم من وضع المرضى أكثر، فهل سيكون موتها "صفعة" على وجه المسؤولين الغارقين في مناكفتهم السياسية ومتناسين هموم أهالي قطاع غزة؟.
رابط التقرير التي كانت قد نشرته وكالة "سوا" في وقت سابق .. اضغط هنا