بيروت تسلم من انفجار مروع آخر بالصدفة

انفجار بيروت

أعلنت سفارة ألمانيا لدى لبنان، قبل أيّام، انتهاء الشركة من معالجة 52 حاوية من المواد الكيميائية الشديدة الخطورة التي شكّلت "تهديدًا للناس في بيروت".

وقال مدير المشروع لدى الشركة، مايكل وينتلر، أمس الأربعاء، "وجدنا مواد إذا اختلطت مع بعضها قد تؤدي إلى انفجار"، وأضاف "المرفأ محظوظ لأنه كانت هناك مسافة بين الحاويات" التي كانت تحتوي على هذه المواد.

وتابع وينتلر، "لم أشاهد وضعًا مماثلًا في حياتي"، مشيرًا إلى أنّ تفاعل بعض المواد أحدث ثقوبًا في الحاويات نتيجة تآكلها.

وتحدث عن "بحر أو نهر من المواد الصفراء والخضراء"، تسرّبت من بعض الحاويات وكانت تتفاعل على شكل "فقاعات".

وأنهى طاقم الشركة هذا الشهر معالجة آلاف الليترات المخزنة في حاويات مهترئة موجودة منذ أكثر من عقد من الزمن في المرفأ في عملية معقدة وخطرة، وقد كانت الحاويات موزعة على سبعة مواقع مختلفة، معظمها في مساحة مفتوحة لحاويات الشحن في الطرف المقابل لموقع الانفجار الذي وقع قبل ستة أشهر.

وقال رئيس مجلس الإدارة والمدير العام للمرفأ بالتكليف، باسم القيسي، في 19 تشرين الثاني/نوفمبر "لو اشتعلت المواد الموزّعة في المرفأ لدمرت بيروت".

وألحق الانفجار الضخم ضررًا شديدًا بحاويات كانت بدأت بالتآكل وفيها ثقوب، جرّاء تفاعل الأسيد بعد سنوات من الإهمال.

وقال وينتلر "لم يكن من الممكن رفع أو نقل العديد من الحاويات لأن حالتها كانت سيئة للغاية"، ما اضطر الخبراء إلى نقل المواد الكيميائية يدويًا، وهو ما عرّضهم لمخاطر.

وأضاف وينتلر "يبدو أنّ ما من أحد من السلطات يعلم شيئًا عن هذه الشحنات"، باستثناء تاريخ وصولها، مضيفًا "لا أعتقد أن سلطات المرفأ تدرك ماذا كان يوجد في الموقع".

وروى أنّ ارتداءه ملابس الوقاية من المواد الكيميائية أنقذه عند تسرّب حمض الهيدروكلوريك من أسفل برميل كان يرفعه وتناثره على الأرض، وحمض الهيدروكلوريك عبارة عن مادة سامة ومسبّبة للتآكل، وشكّل الحمض 60% من المواد الكيميائية التي تعاملت معها شركة "كومبي ليفت".

واضطرّت الشركة، وفق وينتلر، للتعامل مع آلاف الليترات من الأسيتون الشديد الاشتعال، وحاويات من بيروكسيد الهيدروجين، وهو مركب كيميائي سائل. وكان يمكن للمادتين، في حال اختلاطهما، أن تحدثا انفجارًا. إلا أن وجود الحاويات في مواقع منفصلة عن طريق الصدفة حال دون وقع كارثة، وفق وينتلر.

وشملت المواد الكيميائية "الأكثر خطورة" التي تمّت معالجتها، حمض الهيدروفلوريك الذي يمكن أن يكون مميتًا إذا دخل مجرى الدم أو لامس الجلد.

وعملت "كومبي ليفت" على تخزين المواد في حاويات خاصة تمهيدًا لشحنها إلى ألمانيا في إجراء مرتقب نهاية الشهر الحالي، بعد أن تسدّد الحكومة اللبنانية المبلغ المترتب عليها بحسب العقد، والبالغ مليوني دولار، وسط أزمة خانقة تعيشها البلاد.

يشار إلى أن السلطات اللبنانية، لا تزال تحقّق في ظروف وصول نيترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت، والجهات المسؤولة عن تخزينها ومن ثمّ انفجارها.

بالإضافة إلى أن سبب تخزين المواد الكيميائية التي عالجتها الشركة الألمانية مجهول أيضًا.

المصدر : عرب 48

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد