إسرائيل ترفض مبادرة أوروبية عربية لإحياء عملية السلام
نقل موقع "واللا" العبري، اليوم الخميس، عن دبلوماسيين أوروبيين ومسؤولين إسرائيليين "رفيعي المستوى"، قولهم إن مجموعة الدول العربية والأوروبية المكونة من (فرنسا، ألمانيا، مصر، الأردن) تحاول إقناع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بالموافقة على مقترح لتنفيذ "سلسلة خطوات بناء الثقة"، من أجل تحسين الأجواء بينهما إلى حين تبلور إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، سياستها حيال الصراع بينهما.
وأشار الموقع إلى أن مبادرة الدول الأربع هي "المجهود النشط الوحيد الجاري حاليا من أجل تذويب الجمود في عملية السلام".
وقال الدبلوماسيون الأوروبيون إن إسرائيل والفلسطينيين "يتحفظون من تنفيذ هذه الخطوات من دون تدخل إدارة بايدن في هذه الخطوة".
والتقى وزراء خارجية الدول الأربع في القاهرة، الشهر الماضي. وحاولوا إحضار وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، ووزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي ، إلى هذا الاجتماع، لكن الأجواء السياسية في إسرائيل، وقيود فيروس كورونا ، جعلت مشاركة كهذه مستحيلة.
تأتي هذه المبادرة، بالتزامن مع إجراء انتخابات عامة في إسرائيل، يسعى نتنياهو جاهداً للفوز فيها، وتشكيل حكومة يمينية أخرى، ومن أجل ذلك تحالف مع غلاة اليمين المتطرف والفاشي.
وفي هذه الأجواء، يتنافس أحزاب اليمين في إطلاق التصريحات وتبني مواقف معادية للفلسطينيين. كما أن من يعتبر منافسا لنتنياهو، رئيس حزب "أمل جديد غدعون ساعر، أكثر يمينية من نتنياهو ويصرح برفض قيام دولة فلسطينية، وهو الموقف الغالب في الشارع الإسرائيلي.
وذكر "والا" أن مبادرة الدول الأربع انطلقت قبل سنة، في أعقاب اجتماع وزراء خارجيتها على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ، في محاولة ل فتح حوار مع الفلسطينيين بعد طرح الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، خطة " صفقة القرن ". وفي الأشهر التالية، التقى وزراء الخارجية عدة مرات من أجل تنسيق مواقف بما يتعلق بمخطط الضم الإسرائيلي، الذي لم يخرج إلى حيز التنفيذ.
وخلال لقائهم مع مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، ألون أوشفيز، الأسبوع الماضي، استعرض وزراء خارجية الدول الأربعة، مقترحا لخطوات لبناء الثقة التي بإمكان إسرائيل تنفيذها تجاه الفلسطينيين، بحسب "واللا". وشملت هذه الخطوات نقل لقاحات مضادة لكورونا للطواقم الطبية الفلسطينية، وقف تجميد حسابات أسرى فلسطينيين في البنوك، وتسليم جثامين شهداء فلسطينيين محتجزة في إسرائيل.
وكان الاقتراح الأبرز لوزراء الخارجية الأربعة، هو أن تجمد إسرائيل أعمال بناء جديدة في المستوطنات، في الضفة الغربية و القدس الشرقية، وبينها إقامة مستوطنة "غفعات همتوس" في جنوب القدس المحتلة والتي من شأنها قطع التواصل الجغرافي الفلسطيني بين القدس وبين بيت لحم وجنوب الضفة الغربية. ولفت "واللا" إلى أن تجميد البناء الاستيطاني هو "موضوع حساس في فترة عادية، ويصبح حساسا أكثر في فترة الانتخابات".
وفي موازاة ذلك، اجتمع قناصل الدول الأربع في القدس و رام الله مع المالكي، واستعرضوا أمامه خطوات بإمكان السلطة الفلسطينية تنفيذها، وبينها تعزيز التعاون مع إسرائيل في موضوع مكافحة كورونا وعقد مؤتمر مشترك للشؤون المدنية لمناقشة الوضع في الضفة الغربية وقطاع غزة .
واعتبر "واللا" أن "الخطوة الأكثر أهمية" التي اقترحها الدبلوماسيون الأوروبيون على الفلسطينيين هي أن "ينفذوا إصلاحات في دفع المخصصات للأسرى الفلسطينيين" في السجون الإسرائيلية.
واقترح وزراء الخارجية الأربعة حضور أشكنازي والمالكي إلى باريس، في آذار/مارس المقبل، وعقد لقاءين منفصلين معهما.
وأفاد الدبلوماسيون الأوروبيون، أن إسرائيل رفضت معظم الخطوات التي اقترحوها، وقال أوشفيز لوزراء خارجية الدول الاربع إنه فوجئ من رؤية كيف أن هذه المجموعة التي تشكلت قبل سنة؛ من أجل تهدئة الفلسطينيين، تحولت إلى مجموعة تضع مطالب أمام إسرائيل.
وأضاف أنه "عندما أرى هذا التطور، فإنه يلزمني بإعادة التفكير حول ما غذا كما معتمين بالمشاركة في ذلك".
وقال أوشفيز لوزراء الخارجية الأربعة إنه ليس بإمكان دولهم تجاهل وجود إدارة أميركية جديدة وأن ينبغي أخذها بالحسبان، ورد الوزراء أن هدف مبادرتهم مساعدة إدارة بايدن بتحريك "عملية السلام".
وأفاد الدبلوماسيون الأوروبيون إن المالكي عبر أن استعداده للمشاركة في اجتماع في باريس ودراسة مقترحاتهم بشأن خطوات تنفذها السلطة الفلسطينية، وشدد في الوقت نفسه أن المبادرة يجب أن تكون منسقة مع إدارة بايدن.
يشار إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، دفن "عملية السلام" خلال سنوات حكمه طوال العقد الماضي، بعد أن خرق اتفاقيات مع الفلسطينيين وأطلق تصريحات رافضة لقيام دولة فلسطينية وكثّف الاستيطان وطرح مخطط ضم مناطق واسعة في الضفة الغربية إلى إسرائيل.