مجلس الشيوخ الأمريكي يبدأ اليوم محاكمة ترامب
من المقرر أن يبدأ مجلس الشيوخ الأميركي، اليوم الثلاثاء، في المحاكمة البرلمانية للرئيس السابق دونالد ترامب، بتهمة التحريض على التمرد والهجوم على مبنى الكونغرس، فيما تدور مناقشة حول ما إذا كانت الإجراءات غير دستورية؛ لأنه لم يعد رئيسا.
وقد وصف الفريق القانوني لترامب المحاكمة البرلمانية بالمسرحية السياسية وغير الدستورية، بينما قال المدعون من الحزب الديمقراطي إن الرئيس السابق ارتكب "أخطر انتهاك للدستور".
وأكد فريق الدفاع القانوني عن ترامب في مذكرة قدمت، أن أنصار الرئيس السابق الذين اقتحموا مبنى الكابيتول لمنع التصديق على فوز جو بايدن، فعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم.
وأوضح المحامون أن الخطاب الذي ألقاه ترامب في الساعات التي سبقت أعمال الشغب "لم يكن عملا يشجع حركة منظمة، لقلب حكومة الولايات المتحدة".
ويأمل المشرعون التسعة الديمقراطيين في مجلس النواب الذين سيلعبون دور الادعاء، في إقناع أعضاء مجلس الشيوخ المؤلف من 100 عضو، بإدانة ترامب ومنعه في نهاية المطاف من تولي منصب عام مرة أخرى.
وأفاد زعيم الجمهوريين ميتش ماكونيل، والديمقراطيين تشاك شومر أن المرافعات ستبدأ، غدا الأربعاء، على أن يحصل كل جانب على 16 ساعة توزع على مدار يومين.
وبحسب الاتفاق فإن المحاكمة ستستمر حتى غروب شمس الجمعة ثم تستأنف بعد ظهر الأحد. وستتوقف نهار السبت، كون أحد محامي ترامب يهوديا.
وفي ذات السياق، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الإثنين،" إن الرئيس السابق حصل على عرض للإدلاء بشهادته أمام مجلس الشيوخ، لكنه قرر عدم القيام بذلك"، ممتنعاً عن إبداء رأيه فيما إذا كان يؤيد أن يفقد ترامب حقوقه السياسية في الترشح لمناصب حكومية، مشيرا إلى أن مجلس الشيوخ هو من سيقرر ذلك.
وحول محاولة الشهر الماضي، لرفض القضية ضد ترامب، على أساس أن إجراء محاكمة بعد ترك الرئيس منصبه تحرك غير دستوري، بدعم 45 من الجمهوريين الخمسين في مجلس الشيوخ، فإنها قد باءت بالفشل.
كما رفض مدعو مجلس النواب هذه الحجة في مذكرتهم التي قدموها لمجلس الشيوخ الأسبوع الماضي. وقدموا حجتهم لإدانة ترامب من أجل حماية الديمقراطية الأميركية والأمن القومي، ولردع أي رئيس في المستقبل قد يفكر في التحريض على العنف سعيا وراء السلطة. ودفعوا بأن ترامب "مسؤول وحده" عن هجوم الكابيتول.
ويتعين على 17 جمهوريا أن ينضموا إلى الديمقراطيين الخمسين في مجلس الشيوخ في التصويت؛ لإدانة ترامب
وحول الطعن بالقضية على أساس أن مجلس الشيوخ ليست له سلطة دستورية لمحاكمة ترامب بعد أن ترك منصبه، أن يتيح لزملاء ترامب الجمهوريين في مجلس الشيوخ التصويت برفض الإدانة دون الحاجة للدفاع مباشرة عن خطابه التحريضي أمام مؤيديه قبل وقت قصير من أعمال الشغب.
وذكر ترامب خلال خطابه، معلومات لا أساس لها بأن الانتخابات كانت مزورة وحث أنصاره على الخروج في مسيرة نحو مبنى الكابيتول، وطلب منهم "وقف السرقة" و"إظهار القوة" و"القتال بكل ما أوتوا".
كما عرقلت أعمال العنف عملية التصديق الرسمي للكونغرس على فوز بايدن في الانتخابات، ودفعت المشرعين للاختباء خوفا على سلامتهم وخلفت خمسة قتلى بينهم شرطي.
وقد تمت مساءلة ترامب بتهمة واحدة بالتحريض على التمرد استنادا على هذا الخطاب؛ نتيجة تصويت مجلس النواب الذي يقوده الديمقراطيون في 13 كانون الثاني/ يناير.
يشار إلى أن ترامب أول رئيس أميركي يتعرض للمساءلة مرتين، وأول رئيس يواجه المحاكمة بعد تركه منصبه، لإضافة إلى أنه أنهى ترامب الجمهوري فترة ولايته التي استمرت أربع سنوات في 20 كانون الثاني/يناير، بعد أن خسر انتخابات الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر، أمام الديمقراطي جو بايدن.