باعة الشاي في الهند يكافحون تلوث الجو

نيودلهي/ سوا/ أصبح باعة الشاي في مدينة ناشيك غرب الهند -ممن يستخدمون مواقد تعمل بالوقود الحيوي النظيف- أبطالا مجهولين في معركة البلاد لمكافحة التلوث، وليس ذلك لمجرد استخدامهم مواقد صديقة للبيئة فقط، بل لأنهم بدؤوا في تسويقها أيضا.

 

وتقول منظمة الصحة العالمية إن ثلاثة مليارات شخص على مستوى العالم يستخدمون المواقد التي تعمل بالوقود الصلب مثل الفحم الحجري أو النباتي، وهي مواقد مفتوحة او تقليدية تنبعث منها كميات هائلة من غاز أول أكسيد الكربون، لكن من الصعوبة بمكان إقناعهم بالتحول لاستخدام الطاقة النظيفة.

 

وصممت عدة شركات مواقد زهيدة الثمن تتسم بالكفاءة وتستخدم طاقة الكتلة الحيوية مثل الخشب، لكن هذه الشركات تبذل جهودا مضنية في الدعاية لمنتجاتها.

 

وتجلت لشركة سوامي ساماراث إلكترونيكس بالهند فكرة الاستعانة بباعة الشاي في مدينة ناشيك لتسويق منتجاتها، عندما أدركت عدم جدوى منظومة تجار التجزئة والباعة الجائلين والموزعين.

 

وقال سوميترا كولكارني مدير شركة سوامي ساماراث إلكترونيكس إن "الإقبال على شراء هذا المنتج يصبح مؤكدا إذا شاهده الناس وهو يعمل بأنفسهم، وإذا رأوا الحد الأدنى من الأدخنة المنبعثة منه".

 

وتمنح الشركة -التي أنشئت منذ عشرين عاما- موقدا صديقا للبيئة لكل بائع شاي مع إعطائه كمية معينة من المنتج لبيعه.

 

وقال كولكارني "يرى الزبائن شيئا جديدا وهو يعمل بكفاءة. يقوم باعة الشاي بتسويق المنتج ويحصلون على عمولة عن كل قطعة مبيعة".

 

وأضاف أن 12 من باعة الشاي يتولون تسويق الموقد منذ عام 2010، وساعدوا في بيع سبعة آلاف وحدة منه. ويبلغ سعر الموقد الواحد نحو ألف روبية (16 دولارا) ويكسب بائع الشاي عمولة قدرها 200 روبية (ثلاثة دولارات) عن كل وحدة مباعة، وهو ما يعادل بيع كمية تصل إلى 800 كوب شاي.

 

لكن انعدام الوعي بشأن الأضرار الناجمة عن استخدام مواقد الوقود الصلب في مناطق مغلقة لا يزال يمثل تحديا كبيرا في اقناع الناس بالتحول لاستخدام الطاقة النظيفة.

 

وتقول منظمة الصحة العالمية إن ما يقدر بنحو 4.3 ملايين شخص -معظمهم من الإناث والأطفال الصغار- يموتون سنويا جراء التعرض للتلوث داخل المنازل لفترات طويلة، منهم نصف مليون في الهند وحدها.

 

وقال كولكارني إنه متفائل، بينما تعتزم حكومة نيودلهي بدء حملة توعية في هذا الشأن وستشتري 2.4 مليون موقد صديق للبيئة من شركات التصنيع الأصلية لتوزيعها على الأسر الفقيرة مجانا أو بأسعار زهيدة.

 

وأضاف أن الأمر يستغرق عشرين عاما كي يصبح للتلوث داخل المنازل نتيجة استخدام المواقد التقليدية الضارة "أثر عكسي على الصحة، لذا فإن الناس يستخدمونها باستمرار. التوعية العامة ستساعد قطعا في نمو هذه التجارة الجديدة".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد