كاتب بريطاني : طريق بايدن في الشرق الأوسط معبد بالألغام

بنيامين نتنياهو وجو بايدن

قال الكاتب البريطاني ديفيد جاردنر اليوم الخميس إن طريق الرئيس الأمريكي جو بايدن في الشرق الأوسط ستكون معبدة بالألغام والمشاكل الكثيرة خصوصا مع حلفاء واشنطن التقليديين مثل إسرائيل .

وأضاف جاردنر، إنه في مارس 2010، وصل نائب الرئيس آنذاك جو بايدن، وهو من أشد المؤيدين لإسرائيل، إلى القدس لمحاولة إحياء مفاوضات السلام المحتضرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وحينها تعهد بنيامين نتنياهو ، رئيس وزراء إسرائيل، بتعليق مؤقت لتوسيع المستوطنات في الضفة.

وأضاف أنه لم يسبق أن تعهد بايدن بالدعم الأمريكي الثابت لإسرائيل حتى كشفت حكومة نتنياهو النقاب عن توسع كبير في مساكن المستوطنين على الأراضي الفلسطينية التي تم ضمها إلى القدس، فبدلاً من بدء المفاوضات المتوقفة، حصل بايدن على ركلة في الأسنان من غير المحتمل أن ينساها.

وتابع الكاتب، أن هذا الموقف لم ينساه بايدن الذي تولى مهامه كرئيس للولايات المتحدة، كما أن استعادة الاتفاق النووي مع إيران، ستجعل بايدن يواجه مشاكل أكبر مع حلفاء أمريكا التقليديين بالشرق الأوسط، بالإضافة إلى إسرائيل، كما أن هناك مجالا واسعا للخلاف مع السعودية وتركيا، اللتين كان قادتهما، مثل نتنياهو ، محصنين من عواقب السلوك المتعمد والقاسي من قبل ترامب.

وقال :" في حال لم يتذكر بايدن عام 2010، فمن المحتمل أن نتنياهو قد حفز ذاكرته من خلال الموافقة على توسيع استيطاني كبير آخر، وحصل اليمين الإسرائيلي، العازم على احتلال المزيد من أراضي الضفة الغربية وتوسيع أعداد المستوطنات، على الكثير من قائمة أمنياته تحت قيادة ترامب."

وأضاف :" على النقيض من ذلك، يرى اليمين أن فريق بايدن هو إدارة أوباما المتجسدة التي في ظلها أصبحت العلاقات الإسرائيلية الأمريكية سامة".

وقال الكاتب البريطاني :" ليس من المتوقع أن يعكس بايدن الخطوة التي قام بها ترامب والتي تحمل توقيع ترامب بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى مدينة القدس المتنازع عليها، والأرجح أن الرئيس الجديد سيعيد فتح القنصلية الأمريكية العامة في النصف العربي الشرقي من المدينة كنوع من السفارة للفلسطينيين، الذين سيعيد لهم المساعدة الأمريكية".

وتابع :" في العام الماضي، منحت إدارة ترامب في " صفقة القرن "، من حيث المبدأ، موافقة الولايات المتحدة على الضم الإسرائيلي لجميع المستوطنات اليهودية، ويضيف هذا الضغط على نتنياهو، الذي يواجه انتخابات رابعة في غضون عامين بتهمة الفساد، للوفاء بوعده بتوسيع حدود إسرائيل".

وأردف قائلا :" لقد فضل رئيس الوزراء الإسرائيلي المخضرم، الذي يتجنب المخاطرة أكثر مما يوحي به خطابه، الاستعمار التدريجي للضفة الغربية على الاستيلاء العلني على الأراضي الذي من شأنه الإضرار بالشرعية الدولية لإسرائيل، لكنه يناضل من أجل حياته السياسية".

وأوضح ان فريق بايدين يعارض الضم أحادي الجانب، لكن هذه القضية لا تتصدر أجندته المزدحمة، ومع ذلك، فإنه قام بامتصاص قدر كبير من الطاقة الدبلوماسية.

وقال الكاتب البريطاني :" السعودية ، الزعيم الخليجي والعربي، لم تلتزم بعد بعلاقات دبلوماسية وتجارية رسمية مع إسرائيل، وسيكون هذا قرارًا صعبًا بالنسبة لآل سعود".

وأضاف :" لكن القضية الرئيسية للإدارة الأمريكية الجديدة قد تكون السلوك القاسي والمتهور لمحمد بن سلمان، ولي العهد الشاب والحاكم الفعلي للمملكة، وخلال حملته الانتخابية هدد بايدن بمراجعة التحالف الأمريكي السعودي البالغ من العمر 75 عامًا".

وتابع الكاتب: ثم هناك تركيا رجب طيب أردوغان، حليف الناتو المتذبذب الذي يشتري الصواريخ الروسية ويفكك العقوبات الأمريكية على إيران، بينما ينشر القوة الصلبة في جميع أنحاء المنطقة.

واعتبر الكاتب أن هذه المغامرة مدعومة جزئيًا بحاجة أردوغان لتوسيع قاعدته الجديدة والفوز بدعم اليمين القومي المتطرف، لكن الولايات المتحدة (وأوروبا)، التي تجد أنقرة غير متوقعة وعدائية، تحتاج إلى إدراك أن النمط الماضي، الذي كان يرى تركيا قوة تابعة، قد انتهى.

واختتم الكاتب البريطاني :" عندما غرد نتنياهو مهنئا بايدن، ذكره بـ "علاقتهما الشخصية الطويلة والدافئة"، وأجاب مارتن إنديك، الدعامة الأساسية في الشرق الأوسط في إدارتي بيل كلينتون وأوباما، بشكل لا لبس فيه أنه بينما من الصحيح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرف الرئيس القادم منذ عقود، "من الصحيح أيضًا أن جو بايدن يعرف نتنياهو منذ ما يقرب من 40 عامًا"، حسنًا بما يكفي لمعرفة عدم إدارة ظهره.

وأدى بايدن اليمين الدستورية رئيسا للولايات المتحدة، أمس الأربعاء، متعهدا بإنهاء "حرب غير متحضرة" ليتولى السلطة في بلد يعاني انقسامات سياسية عميقة.

المصدر : مصر العربية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد