الكويت : صباح المحمد يشن هجوما لاذعا على مرزوق الغانم
شن صباح المحمد في مقال نشره بصحيفة الشاهد الكويتية اليوم الأحد ، هجوما لاذعا على رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم ، حيث أحدث هذا المقال جدلا واسعا على منصات مواقع التواصل الاجتماعي ، بين مؤيد للمقال ومعارض.
نص المقال كما نشرته الصحيفة
على بالك الحكم لعبة… يا مرزوق؟
استحليت النفوذ بحروب المراهقين الصبيانية والبطولات الوهمية.. الشيوخ يعاقبون فيلقنون العبر والدروس.. ببقائك كل يوم ستخسر أكثر وأكثر فقدم استقالتك وارتاح وريّح
لم يحترق شيخ واحد ممن ترجلوا وخرجوا من الملعب وسيبقون جنوداً فاعلين يخدمون الكويت ونظامها وأهلها
معالي رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم:
سنة 2010 في بداية الربيع العربي وتنفيذ المخطط الأميركي الفوضى الخلاقة، كنت معهم وكنت جزءاً منهم، وهرّبك خالك جاسم من باب المطبخ.
وفي سنة 2012 كنت رافضاً للصوت الواحد وطعنت به أمام المحكمة الدستورية وقاطعت الانتخابات.
وقلت في 2012 خلال حملتك الانتخابية مخاطبا الأسرة الحاكمة: “تبون الحكم والا ما تبونه، تبون الحكم والا نفلّها”، ولأن الحكم عقيم ولا يورث، فأعطوك ما أعطوا من سبقوك من مكانة ونفوذ وسلطة. ليست داخلية فقط وإنما وصلت لأن تكون سلطتك خارجية أيضا، فبدأت تسعد وتفرح بما أوكل إليك، مخالفا المادة «50» من الدستور التي تفصل بين السلطات، فأصبحت رئيسا للبرلمان والرئيس الفعلي للوزراء والحاكم بأمره في كل القرارات القانونية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية والمالية والتجارية والتعليمية والإعلامية، فتحول تلفزيون المجلس وهو تلفزيون البرلمان إلى تلفزيون يعنى بالمطبخ وإنتاج المسلسلات والقضايا الرياضية والاجتماعية وما عاد يعنى بقضايا المجلس والقوانين والتشريعات، ولإيصال رسائل ومقترحات باقي النواب.
أما فصل حرس المجلس عن الحرس الوطني بعد توسطك للاعب كرة القدم الذي فصل من الحرس الوطني فطلبت أن يكون حرس المجلس تحت إمرتك ليصبح المؤسسة العسكرية الرابعة وتغيير زيه الرسمي وتعيين من تشاء وترقية من تشاء، وأعدت اللاعب، وبقدرة قادر أصبح حرس المجلس حرسا لشخصك وليس للبرلمان وباقي النواب، والدليل ما حصل في جلسة الافتتاح عندما كان الحرس مخترقا، حسبما قال النواب.
استحليت النفوذ وبدأت تتوسط لتعيين فلان وزيرا وعلان وكيلا ووكيلا مساعدا ومديرا ومسؤولا ورئيسا لهذه الهيئة أو تلك والتدخل في المناصب العسكرية، وهذا ينفع وهذا لا ينفع … إلخ.
الى أن اصبح ينادى على أن مرزوق صمام الأمان وضمان الاستقرار وصاحب القرار بدلا من أن يكون البرلمان الممثل بخمسين نائبا منتخبا الجهة الرقابية التشريعية المعنية بالقرار وبتطوير الحياة الديمقراطية والقفز بها إلى المستقبل للبناء والتنمية والإعمار وتنفيذ المشاريع الاقتصادية والأمنية والتعليمية والصحية والخدمية بتشريعات وطنية ورقابة حكومية.
بدأت تجرنا لحروبك الشخصية: خلية الفنطاس، شقة لندن، الشيخ احمد الفهد، الرياضة وصراعاتها. كنت حليفا للشيخ أحمد الفهد وأصبحت عدوا له، وعملت على إزاحته، مدعوماً من خالك جاسم لضمان خروجه من الملعب السياسي، ونسبت البطولات الوهمية لنفسك، وكان قبله سمو الشيخ ناصر المحمد حين سعدتم بما ادعت أجهزتكم الإعلامية بمسمى الرصاصات الخمس. واليوم تحب رأس سموه صبح وليل وتبي رضاه ودعمه. ولا ننسى ان الشيخ محمد العبد الله المبارك كان صديقا ولاعبا وشريكا في نفس الفريق الذي تلعب به فطُرحت به الثقة بنيران صديقة، وقبله الشيخ سلمان الحمود الذي طوّع وزارتي الاعلام والشباب والرياضة لتمرير القرارات والطلبات التي فرضت عليه بالقوة لمصالحكم.
ولا ننسى الشيخ ناصر صباح الأحمد، رحمه الله، وما مورس ضده برلمانيا من تهكم، ووضع العصي في دواليب مشروع مدينة الحرير ومشروع تطوير الجزر، الذي كان سيدر على الكويت دخلا يفوق دخل النفط ويخلق فرصا وظيفية حقيقية وليست وهمية، كما هو الحال في وزاراتنا وبناء مدن تجارية وسكنية متطورة بحجم جميع المدن الحالية، لأن ما طالب به كان منفعة للدولة والنظام والحكومة والشعب، وهذا ما يختلف مع دستور ومصالح ومطالب وأطماع غرفة التجارة، ثم شريكك وحليفك ونصيرك في لعبتكم السياسية الشيخ خالد الجراح الذي طرحت به الثقة أيضا بنيران صديقة.
ولا ننسى الضغوط التي مورست لعدم توزير الشيخ محمد الخالد الذي تنحى عن قبول الوزارة لعلمه ويقينه بما كان يخطط له من الفريق السياسي الذي كنت انت شريكا به.
الى ان أتى الدور على من طوع نفسه لك واعطاك الخيط والمخيط رئيس الوزراء السابق سمو الشيخ جابر المبارك الحمد، فرحل جراء الضغوط السياسية التي مورست عليه كما مورست على كل من سبقوه، وبقيت أنت، مع انه عندما رحل رئيس مجلس الوزراء الأسبق سمو الشيخ ناصر المحمد رُحّل معه جاسم الخرافي، فلماذا لم ترحل انت مع جابر المبارك؟!
واليوم من المفترض ان يقدم رئيس الوزراء المستجوب سمو الشيخ صباح الخالد الذي اعلن 38 نائبا عدم تعاونهم معه مسبقا، ولا يعلم أحد ما هو مصير بوخالد. هل سيقدم استقالته فقط فينوب عنه في رئاسة الحكومة انس الصالح ام ان الحكومة تقدم استقالتها كاملة فينجو ويهرب انس الصالح من المساءلة؟ ام سيرفع سموه كتاب عدم تعاون مع البرلمان فتجري انتخابات جديدة؟
يدعي حلفاؤك وانصارك بأن مرزوق صمام الأمان وضمان الاستقرار فيترجل كل هؤلاء الشيوخ واحدا وراء الثاني تباعاً لتبقى انت رئيسا لمجلس الامة، ألا يتناقض ذلك مع الواقع لأن الناس لا ترضى بك ورفضهم لشخصك ليس فقط من اعضاء البرلمان وانما من الشارع الكويتي قاطبة؟
فأذكرك في 2017 عند افتتاح استاد جابر حين ذكر اسمك صاح الجمهور مستهجنين بصيحة واحدة: «ووووووو»، وفي تجمع ساحة الإرادة حين طالب المتجمعون: ارحل يا مرزوق.
سؤال سياسي: كيف وانت الشخصية التي يقال انها ضمان الاستقرار كما يدعي انصارك وحلفاؤك ويستجوب كل هذا العدد من الشيوخ الذين ابتعدوا عن المشهد برئاستك، في حين ظل وزراء من غير الصباح في اماكنهم مثل الوزير الفاشل بكل المقاييس سواء عندما كان وزيرا للتجارة او وزيرا للمالية او وزيرا لشؤون مجلس الوزراء او وزيرا للداخلية، أنس الصالح الذي يعدي من استجواب وراء استجواب بكل اريحية. ونفس من تخندقوا ضد الوزراء الشيوخ هم من دافعوا ووقفوا مع انس الصالح وانت أولهم، ما هذا التناقض؟!
انت ادعيت من على منصة مجلس الأمة بأنك رأس والرأس كثير الأذى، مع انك لم تكن في يوم من الايام رأسا، بل أُعطيت هذه الهالة لتختبر قدراتك وامكاناتك والتعرف على انصارك وحلفائك. فأخذك الغرور والعنجهية فتقدمت على سمو ولي العهد في عزاء الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، وصدقت انك انت الرأس، ناسياً متناسياً بأن الرأس هو من اعطاك الامكانات والصلاحيات ليكشفك ويكشف من معك.
فهل استوعبت يامرزوق؟ طلبت السلطة مهددا متوعدا تبون الحكم ولا ما تبون، تبون الحكم ولا نفلّها فجعلوك في مواجهة الشارع السياسي، فبدأت تنكشف بل اصبح الشارع ينبذك ويطالبك بالرحيل، ارحل يامرزوق، ومع هذا لم تتعظ وأصريت على البقاء، فأصبح البرلمان بأغلبية نوابه يطالبون: يجب أن يرحل مرزوق بل وصلوا إلى اطلاق مسمى الرئيس غير الشرعي.
على مدى سبع سنوات ضيعت الفرص على الكويت بحروبك المراهقة الصبيانية والرياضية والاعلامية والتجارية. لن يغفر لك التاريخ ترسيم الحدود مع السعودية للخسائر التي تحملتها دولة الكويت.
هل مازلت تبي الحكم يامرزوق ولا تبي تفلها، واذا فليتها وين تروح وشتسوي وشلي بيدك تسوي؟ لا يكون مصدق أن بعض الصحف ذات الدم الأزرق والأنانية التجارية ووضيعي مواقع التوافه الاجتماعي الغربان السود هم من سيبقيك ويبقي نفوذك.
دعمت لتصبح رئيسا لمجلس الامة وقبلك دعم ابوك ليصبح رئيسا لغرفة التجارة ثم اخوك رئيسا لنادي الكويت الرياضي واخوك الآخر نائبا لرئيس مجلس ادارة بيت التمويل الكويتي مع ان الملكية الاكبر تعود الى الحكومة.
نصيحة من قارئ سياسي: اقفز من المركب قبل ان يغرق بك، قدم استقالتك من الرئاسة او من مجلس الأمة، ارح واستريح قبل ان تخسر الجلد والعظم.
اليوم خسرت شعبيتك وخسرت مؤيديك ومحبيك فأصبحوا أعداءك وخسرت هيبتك.
هنا أقول لك: شفت الشيوخ شلون يعاقبون، يصعدون ويكبرون وينفخون على شان يلقنون الدروس والعبر لك ولغيرك.
ألم تتعظ ممن سبقك، عبالك الحكم لعبة، وجاهة.
لم يحترق شيخ واحد ممن ترجلوا من الملعب وسيبقون فاعلين، كل حسب امكانياته وقدراته وحاجة النظام له، والدليل حين خرج الشيخ صباح الأحمد من وزارة الخارجية سنة 1991، قال: أنا لم أخرج حتى أعود، وحين خرج الشيخ نواف الأحمد من الوزارة قال: أنا جندي أخدم الكويت في أي مجال أكلف به، أما أنت فكل مكاسبك بدأت تخسرها من خسارة شعبيتك والدور على مكاسبك التجارية والمالية.
ختاماً يا مرزوق، اتعظ من الجملة الصباحية المكتوبة على بوابة قصر السيف: لو دامت لغيرك لما اتصلت إليك.
والله ولي التوفيق.