كتب الدكتور إيهاب بسيسو رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية، وزير الثقافة السابق عن رحيل المخرج حاتم علي ، الذي توفى في العاصمة المصرية القاهرة قبل يومين إثر أزمة قلبية مفاجئة.

نص ما كتبه الدكتور إيهاب بسيسو عبر صفحته الرسمية على فيسبوك

الجنازات كما المدن أحياناً تصنع مفرداتها من التقاء الوجوه بالذاكرة ...

ومع مرور الجنازة في الطرقات تصبح المدن أكثر التصاقاً بالزمن، كأنها تواصل حوارات يومية مع كل التفاصيل التي صنعت هوية الأشياء ...

هكذا بدت جنازة حاتم علي ...

لم تكن وداعاً تقليدياً بقدر ما تشكلت معنى مكثفاً لمدينة في مشهد، مدينة تصنع مفرداتها من ذاكرة وحاضر وموسيقى ووجوه تشيع الجسد نحو الأبدية ...

الجنازة مشهد مكثف لمدن في مدينة ...

وحيث كان حاتم علي يعبر الطرقات نحو اكتمال الحلم في البعيد ...

كانت دمشق تختصر ملامح الحزن في عبارات الرحيل وترافق الجنازة علي إيقاع البكاء ...

كأن الصور ومقاطع الفيديو المنشورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحرر الجسد من فرضية الغياب ليخرج من قتامة الوقت نحو بشاشة دافئة مستعيداً كل الخطوات العتيقة في دمشق، كل الحوارات وتفاصيل الحياة ...

كل الذكريات التي لم تشيخ في المسافة أو تبتلعها تضاريس المنفى ...

في مطلع عام جديد كانت دمشق تختصر ملامحنا في الحزن وكنا نقف على امتداد الطريق نلوح للجسد المحمول على الأكتاف في الجنازة ...

وداعاً حاتم علي ...

المصدر : وكالة سوا