مستشارة نتنياهو: تعمدنا وضع شرط الإعتراف بيهودية الدولة لإفشال المفاوضات
2014/06/06
القدس / سوا/ أكدت الدكتورة أوريت غاليلي – تسوكر، مستشارة الإعلام السياسي السابقة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، طوال ثلاث سنوات، على أن نتنياهو وضع أمام الفلسطينيين شرط الاعتراف بإسرائيل على أنها "دولة يهودية"، من أجل إفشال المفاوضات.
وقالت غاليلي – تسوكر، في مقابلة أجرتها معها صحيفة "يديعوت أحرونوت" ونشرتها اليوم الجمعة، إن شرط الاعتراف بيهودية الدولة "الذي وضعه نتنياهو في بداية المفاوضات مع الفلسطينيين، كانت غايته قيادة الاتصالات (المفاوضات) إلى لا مكان".
وشددت المستشارة على أن غاية نتنياهو هو البقاء في الحكم وأنه "منذ البداية ناور نتنياهو مع الأمريكان من أجل أن يحصل على سنة أخرى كان بحاجة إليها من أجل تنظيم نفسه من الناحية السياسية الداخلية. ووفقا لهذا التوجه، فإنه اقترح مؤخرا سن قانون القومية من أجل تحقيق هدوء سياسي في حزبه (الليكود). ونشاطه اليومي موجه نحو كسب الوقت لغرض بقائه السياسي ويخصص لذلك وقتا أكثر من الوقت الذي يخصصه لحل الصراع".
وأضافت أن خطة نتنياهو "لاستئناف المفاوضات قبل سنة كانت منتظمة: طرح مطلب الاعتراف بإسرائيل على أنها الدولة القومية اليهودية، فيما هو يعلم أن أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس ) لن يتمكن من بدء مفاوضات مع شرط كهذا. وكان الاحتمال الوحيد للحصول على موافقة على هذا الشرط بأن يتم طرحه في نهاية المفاوضات فقط، ومن خلال الإعلان عن دولتين قوميتين. ولكن بوضعه هذا الشرط السياسي، أعفى نتنياهو نفسه من أن يواجه خلال أشهر المفاوضات الخطوط السياسية التي كان يتعين عليه طرحها في مجالات الحدود والمستوطنات والقدس. وكان يعلم أيضا أن وزيرة القضاء ورئيسة طاقم المفاوضات تسيبي ليفني لن تتمكن من المعارضة، لأنها هي أيضا وضعت ذلك كشرط في الماضي".
وأشارت غاليلي – تسوكر إلى أن كافة التحليلات التي أجراها الطاقم الذي ترأسته في مكتب رئيس الحكومة "أظهرت أنه لا توجد أية مشكلة لدى نتنياهو بأن يكون زعيما مبلورا. وكان الجمهور سيؤيد اتفاقا سياسيا يقوده، لأنه يُعتبر مفاوضا صارما، خاصة بكل ما يتعلق بالحفاظ على الأمن. ولأنه الوحيد الذي نجح في إدخال أفكاره حول الصراع بصورة فعالة إلى الرأي العام الإسرائيلي وبعد ذلك يظهر كمن يستجيب لأمنيات الجمهور في سياق الصراع. ولأنه مكانته الشخصية تتعزز انتخابيا أكثر بكثير من المعطيات التي نجح بالوصول إليها في كل السنوات الأخيرة".
وأضافت أن "نتنياهو فضّل التنازل عن القليل من المخاطرة لصالح الكثير من الأمن السياسي الآني. وواضح أن هذا التفضيل لا يخدم مستقبل الجمهور في إسرائيل ومستقبل الدولة، لكنه يخدم رئيس الحكومة جيدا".
وتابعت أنها "استعرضت أمامه الفائدة من الناحية الانتخابية ووضعت أمامه إثباتات على أن خطوات تؤدي إلى تغيير الواقع ستزيد من شعبيته. لكنه اختار ألا يسير باتجاه خطوات تاريخية كبرى، وإنما الانشغال في صيانة الحكم. ولذلك، ورغم ولاياته الثلاث، فإنه ليس موجودا في صف واحد مع بن غوريون ومناحيم بيغن من حيث الإرث الذي سيخلفه... وتوجد لدى بيبي رؤية تاريخية واسعة، لكنها تنكمش بالكامل بسبب اعتبارات تكتيكية للبقاء السياسي اليومي. ولذلك فإنه في النقاط التي تتطلب القيام بخطوة هامة، مثل ذكر خطوط العام 1967 كأساس للمفاوضات أو تجميد المستوطنات أو الإفراج عن أسرى بينهم عرب إسرائيليون سجنوا قبل أوسلو، يرتدع نتنياهو في اللحظة الأخيرة تحسبا من فقدان الحكم".
واعتبرت غاليلي – تسوكر أنه "خلافا للوزراء المتطرفين المحيطين به، فإن نتنياهو يدرك جيدا الواقع العالمي ومعنى عدم التوصل إلى اتفاق. لكن لأسفي، فإنه من أجل صيانة حكمه كان عليه تقديم تنازلات مبالغ فيها لليمين المتطرف داخل حزبه، والذي يشكل اليوم برأيي معظم الكتلة البرلمانية، والتنازل لأحزاب اليمين المتطرف في ائتلافه".
ورأت أنه بكل ما يتعلق بالعملية السياسية مع الفلسطينيين، "نصب نتنياهو فخّين لنفسه وكان راضيا بتكريسهما. والفخ الأول هو التحالف مع اليمين المتطرف الذي سيطر على حزبه، بدلا من إقامة أحلاف سياسية أخرى بروح ما هو مطلوب من إسرائيل تجاه الداخل والخارج... والفخ الثاني الذي ينمّيه بيبي هو أنه لا جدوى من صنع سلام مع الفلسطينيين فيما بالإمكان فعل ذلك فقط مع نصفهم في الضفة ومن دون القسم الموجود في غزة ".
وقالت غاليلي – تسوكر أن نتنياهو متأثر من الأفكار التي اكتسبها من عائلته، وأن تحالفاته مع اليمين المتطرف "تعيده إلى الحضن الدافئ لتراث عائلته. وبمفهوم معين هو يحمل على ظهره إرث والده، الذي يشمل ثلاثة أسس مركزية: الطرد من اسبانيا، وهذا المشروع الأكاديمي لحياة والده، والمحرقة وقيام دولة إسرائيل. وكان زئيف جابوتينسكي، الذي عمل والد بيبي سكرتيرا لديه، آمن بخطة إخلاء يهود أوروبا (وهجرتهم إلى فلسطين) قبل المحرقة، وشقيقه سقط في عملية عينتيبة. هذه هي قصة عائلة بيبي، وهذه هي، بقدر كبير، القصة العائلية التي ما زال بيبي رهينة لها. وينبغي فهم دوافعه انطلاقا من هذه القصة".
وقالت غاليلي – تسوكر، في مقابلة أجرتها معها صحيفة "يديعوت أحرونوت" ونشرتها اليوم الجمعة، إن شرط الاعتراف بيهودية الدولة "الذي وضعه نتنياهو في بداية المفاوضات مع الفلسطينيين، كانت غايته قيادة الاتصالات (المفاوضات) إلى لا مكان".
وشددت المستشارة على أن غاية نتنياهو هو البقاء في الحكم وأنه "منذ البداية ناور نتنياهو مع الأمريكان من أجل أن يحصل على سنة أخرى كان بحاجة إليها من أجل تنظيم نفسه من الناحية السياسية الداخلية. ووفقا لهذا التوجه، فإنه اقترح مؤخرا سن قانون القومية من أجل تحقيق هدوء سياسي في حزبه (الليكود). ونشاطه اليومي موجه نحو كسب الوقت لغرض بقائه السياسي ويخصص لذلك وقتا أكثر من الوقت الذي يخصصه لحل الصراع".
وأضافت أن خطة نتنياهو "لاستئناف المفاوضات قبل سنة كانت منتظمة: طرح مطلب الاعتراف بإسرائيل على أنها الدولة القومية اليهودية، فيما هو يعلم أن أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس ) لن يتمكن من بدء مفاوضات مع شرط كهذا. وكان الاحتمال الوحيد للحصول على موافقة على هذا الشرط بأن يتم طرحه في نهاية المفاوضات فقط، ومن خلال الإعلان عن دولتين قوميتين. ولكن بوضعه هذا الشرط السياسي، أعفى نتنياهو نفسه من أن يواجه خلال أشهر المفاوضات الخطوط السياسية التي كان يتعين عليه طرحها في مجالات الحدود والمستوطنات والقدس. وكان يعلم أيضا أن وزيرة القضاء ورئيسة طاقم المفاوضات تسيبي ليفني لن تتمكن من المعارضة، لأنها هي أيضا وضعت ذلك كشرط في الماضي".
وأشارت غاليلي – تسوكر إلى أن كافة التحليلات التي أجراها الطاقم الذي ترأسته في مكتب رئيس الحكومة "أظهرت أنه لا توجد أية مشكلة لدى نتنياهو بأن يكون زعيما مبلورا. وكان الجمهور سيؤيد اتفاقا سياسيا يقوده، لأنه يُعتبر مفاوضا صارما، خاصة بكل ما يتعلق بالحفاظ على الأمن. ولأنه الوحيد الذي نجح في إدخال أفكاره حول الصراع بصورة فعالة إلى الرأي العام الإسرائيلي وبعد ذلك يظهر كمن يستجيب لأمنيات الجمهور في سياق الصراع. ولأنه مكانته الشخصية تتعزز انتخابيا أكثر بكثير من المعطيات التي نجح بالوصول إليها في كل السنوات الأخيرة".
وأضافت أن "نتنياهو فضّل التنازل عن القليل من المخاطرة لصالح الكثير من الأمن السياسي الآني. وواضح أن هذا التفضيل لا يخدم مستقبل الجمهور في إسرائيل ومستقبل الدولة، لكنه يخدم رئيس الحكومة جيدا".
وتابعت أنها "استعرضت أمامه الفائدة من الناحية الانتخابية ووضعت أمامه إثباتات على أن خطوات تؤدي إلى تغيير الواقع ستزيد من شعبيته. لكنه اختار ألا يسير باتجاه خطوات تاريخية كبرى، وإنما الانشغال في صيانة الحكم. ولذلك، ورغم ولاياته الثلاث، فإنه ليس موجودا في صف واحد مع بن غوريون ومناحيم بيغن من حيث الإرث الذي سيخلفه... وتوجد لدى بيبي رؤية تاريخية واسعة، لكنها تنكمش بالكامل بسبب اعتبارات تكتيكية للبقاء السياسي اليومي. ولذلك فإنه في النقاط التي تتطلب القيام بخطوة هامة، مثل ذكر خطوط العام 1967 كأساس للمفاوضات أو تجميد المستوطنات أو الإفراج عن أسرى بينهم عرب إسرائيليون سجنوا قبل أوسلو، يرتدع نتنياهو في اللحظة الأخيرة تحسبا من فقدان الحكم".
واعتبرت غاليلي – تسوكر أنه "خلافا للوزراء المتطرفين المحيطين به، فإن نتنياهو يدرك جيدا الواقع العالمي ومعنى عدم التوصل إلى اتفاق. لكن لأسفي، فإنه من أجل صيانة حكمه كان عليه تقديم تنازلات مبالغ فيها لليمين المتطرف داخل حزبه، والذي يشكل اليوم برأيي معظم الكتلة البرلمانية، والتنازل لأحزاب اليمين المتطرف في ائتلافه".
ورأت أنه بكل ما يتعلق بالعملية السياسية مع الفلسطينيين، "نصب نتنياهو فخّين لنفسه وكان راضيا بتكريسهما. والفخ الأول هو التحالف مع اليمين المتطرف الذي سيطر على حزبه، بدلا من إقامة أحلاف سياسية أخرى بروح ما هو مطلوب من إسرائيل تجاه الداخل والخارج... والفخ الثاني الذي ينمّيه بيبي هو أنه لا جدوى من صنع سلام مع الفلسطينيين فيما بالإمكان فعل ذلك فقط مع نصفهم في الضفة ومن دون القسم الموجود في غزة ".
وقالت غاليلي – تسوكر أن نتنياهو متأثر من الأفكار التي اكتسبها من عائلته، وأن تحالفاته مع اليمين المتطرف "تعيده إلى الحضن الدافئ لتراث عائلته. وبمفهوم معين هو يحمل على ظهره إرث والده، الذي يشمل ثلاثة أسس مركزية: الطرد من اسبانيا، وهذا المشروع الأكاديمي لحياة والده، والمحرقة وقيام دولة إسرائيل. وكان زئيف جابوتينسكي، الذي عمل والد بيبي سكرتيرا لديه، آمن بخطة إخلاء يهود أوروبا (وهجرتهم إلى فلسطين) قبل المحرقة، وشقيقه سقط في عملية عينتيبة. هذه هي قصة عائلة بيبي، وهذه هي، بقدر كبير، القصة العائلية التي ما زال بيبي رهينة لها. وينبغي فهم دوافعه انطلاقا من هذه القصة".