حماس: لا نستعجل الحرب وهذه رسالتنا إلى الاحتلال

من الدمار الذي خلفته حرب عام 2008 - أرشيف

أصدرت حركة حماس ، اليوم الأحد، بيانًا في ذكرى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2008، مؤكدةً فيه أنها "لا تستعجل الحرب"، فيما وجّهت رسالة إلى الاحتلال.

وفيما يلي نص البيان كما وصل "سوا":

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان صحفي 

صادر عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في ذكرى حرب الفرقان

مقاومة مستمرة وحاضنه شعبية تأبى الانكسار

 قبل اثنى عشر عاماً، وفي تاريخ السابع والعشرين من شهر ديسمبر من العام 2008 أجلب العدو الغادر ببغيه وجيشه المهزوم، وظن أن إسقاط ما يزيد على مئة طن من المتفجرات على مواقع متعددة في قطاعنا الحبيب دفعة واحدة في الساعات الأولى سيشل مركز القيادة ويعطل عقل المقاومة، مراهناً على شدة القصف وحجم التدمير وعدد الشهداء الكبير وغزارة الدم النازف.

 إلا أن العدو وجد نفسه مرتبكاً من ارتداد الصدمة عليه، فالقصف العشوائي المدمر وخطة الصدمة والترويع لم يشل المقاومة ولم يربكها ولم يجردها من إرادتها القوية، فتمكنت سريعا من إعادة الحرب إلى مضمونها صراع إرادات إضافة إلى صراع القدرات، فاضطر جيش العدو أمام هذا الصمود والصبر الأسطوري لخطط بديلة تتطلب قتالاً ميدانياً لاستكشاف قدرات المقاومة العملياتية في الميدان، وما إن تبين له أن عدداً كبيراً من جنوده سيُقتلون تراجع عن فرضيته، ورُدع عن خوض معارك قتالية مباشرة مع المقاومة المسلحة بالإرادة والاستعداد للتضحية.

افترضها حرباً بلا قتال تكون بمثابة تأكيد بسط السيطرة المريحة، لكن قواته البرية واجهت احتكاكاً شرساً مع المقاومة، الأمر الذي حوّل ما كان يفترض أنه فرصة لترميم ردعه واستعادة جنديه إلى معارك طاحنة.

 ووجد جيش الاحتلال نفسه مكشوفاً للمفاجآت والكمائن، فسقطت كل الحسابات، وفشل في تحقيق الأهداف العسكرية الخادمة لأهدافه السياسية.
لقد أثبتت الحاضنة الشعبية في الفرقان وفي كل المعارك أصالتها وقدرتها على تحمل أعباء المعركة وحماية ظهر المقاومة، ولم تتذمر وتضغط عليها للتخلي عن السلاح على طاولة المفاوضات وتسليم شاليط بدون ثمن إطلاق سراح الأسرى من الخنادق المتقدمة في سجونه.

 إن الحرب التي استمرت واحدا وعشرين يوماً لم تثن المقاومة عن هدف تحرير الأسرى، وقدمت غزة في سبيل ذلك تضحيات عظاما، ارتقى خلالها مئات الشهداء وآلاف الجرحى ومئات المبان المدمّرة وحصار طويل طال تفاصيل تفاصيل الحياة ضريبة في سبيل وأد المؤامرة وتحرير الأسرى.
تعود الذكرى هذا العام و المقاومة تُثبت أنها أكثر استعداداً مما مضى، والحاضنة الشعبية أشد التفافا حول المقاومة وأهدافها، وما زال تحرير الأسرى على رأس سلم الأولويات، ولن تهدأ المقاومة حتى تنجز وعدها بتحريرهم.

إننا في حركة المقاومة الإسلامية حماس وفي ظل هذه الذكرى المباركة لنؤكد ما يلي:

 أولا: ستظل المقاومة المسلحة رأس الحربة في حسم الصراع، ولا مستقبل لدولة الكيان على أرضنا.

 ثانياً: لا نستعجل الحرب، ولكن إذا فكر العدو من الاقتراب من دماء شعبنا فسوف يفاجأ بما لم يتوقع، وسيعود مهزوماً بإذن الله.

ثالثا: سيظل الإفراج عن الأسرى هدفاً مقدساً، ولن يهدأ لنا بال حتى تحريرهم.

رابعاً: وحدة الكلمة الفلسطينية في مواجهة العدو هي خيار ثابت لا رجعة عنه، وسنظل نبذل فيه كل الجهد لتحقيق هذه الوحدة الوطنية، داعين السلطة للقبول بما توافقت عليه كل الفصائل من إجراء الانتخابات للشرعيات الثلاث بالتزامن.

 خامسا: سيظل التطبيع وصمة عارٍ تلاحق كل أولئك الذين راهنوا بكرامتهم على العدو الصهيوني، ففتحوا له أبواب دولهم، في الوقت الذي ما زال المحتل يواصل القتل والتدمير والتهويد والاستيطان في فلسطين.

تحية لشهداء معركة الفرقان، التحية لروح الشهيد القائد الهمام سعيد صيام، ولشهداء فلسطين كافة.
الحرية لأسرانا، وإننا على موعد مع ساعة الحرية.

حركة المقاومة الإسلامية "حماس"

الأحد: 27 ديسمبر 2020م

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد