تمضي الأيام وتمر السنوات وتتلاحق الذكريات ولا نكاد ننتهي من عرس شهيد صحفي حتي يتزين زميل آخر للرحيل، لكي يضيف إلى أجندة الذكريات موعداً جديداَ يرهق كاهل من خلفه من الصحفيين ويحملهم أمانة فوق الأمانة ويطوقهم بوعد في رقابهم أن موتوا على ما ميتنا عليه، لا تساوموا على حق شعبكم في معرفة الحقيقة، لا تتهاونوا في إخبار العالم ما يجري، كونوا على قدر المسئولية وإلا فاختاروا لأنفسكم درباً آخر.
السادس عشر من إبريل ذكرى استشهاد الزميل والابن فضل صبحي شناعة، سبع سنوات انقضت منذ أن انطفأت تلك الشمعة المتوقدة سبع سنوات مضت لم تتحقق فيها العدالة، سبع سنوات مضت لم تجب على اسئلة أمه وأبيه وزملائه واخوته، سبع سنوات مضت ولم يتوقف هذا الشلال النازف من الجسد الصحفي، ولأعوام تلت تدافع رجال الإعلام وحاملوا راية الحقيقة ليأخذوا دورهم وارتقوا كواكباً لا فرادى، ارتقوا الى العلا شهداء زرافات ووحدانا، لم يبدلوا ولم يغيروا، كيف لهم وهم ملح الأرض وطينه، كيف لا وهم نجومه الساطعة وغيمته الصادقة، ودرعة الواقي وعينه الساهرة، حماة الحقيقة وحراس الكلمة وسدنة المعرفة، هم ورود الحدائق وريحانة الدار.
في ذكرى فضل تتزاحم الصور والأسماء والذكريات وقصص شهداء الإعلام ليست حديثاً لاجترار الألم بقدر ما أنها علامات على الطريق، علامات اجبارية ورسائل لمن جاء خلفهم ولمن بقي من ورائهم أن الحقيقة لا تحتاج فقط الشجاعة لأن تُقال وإنما تحتاج الشجاعة لكي نحميها مجتمعين موحدين، وما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا ما يجمعنا أقدس بكثير مما يفرقنا، ما يوحدنا هو رسالة شهيد ومن يكرم الشهيد يتبع خطاه.
المجد والخلود لشهداء الكلمة على مر السنين والتحية لرجال الإعلام وحملة الراية من بعدهم.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية