في ذكرى انطلاقتها الـ33

حماس تدعو للإسراع في تطبيق مخرجات اجتماع الأمناء العامين

شعار حركة حماس

دعت حركة حماس في ذكرى انطلاقتها الـ33 ، اليوم الاثنين إلى الإسراع في تطبيق مخرجات اجتماع الأمناء العامين، واعتباره برنامج عمل وطني في هذه المرحلة.

وقالت إنها تقدمت بخطوات كبيرة باتجاه الكل الوطني، وعملت على توسيع كل مساحات الاشتراك مع الفصائل والقوى الوطنية، وقدمت تصورات، وقبلت مقترحات عديدة لتوحيد الكلمة ورص الصف، وتفتخر الحركة بكل أشكال العمل المشترك الذي تجسد في هيئات عديدة ومراحل مختلفة، وستواصل حماس مسار الشراكة الوطنية باعتباره هدفًا استراتيجيًا لها.

نص البيان الصحفي كما وصل وكالة سوا الإخبارية

 بيان صحفي صادر عن حركة المقاومة الإسلامية حماس في ذكرى انطلاقتها الـ 33

قبل ثلاثة وثلاثين عامًا كانت قضية فلسطين على موعد مع الإعلان عن انطلاق حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، لتشكل رافعة في تاريخ قضية شعبنا العادلة، ولتمثل قوة دفع للفعل الجهادي والكفاحي على أرض فلسطين، لتتفجر مرة أخرى مع إعلان هذه الانطلاقة المباركة كل كوامن الغضب الفلسطيني ضد هذا الاحتلال الصهيوني في انتفاضة الحجارة العظيمة، التي تكاملت فيها ثورة شعبية عارمة مع مقاومة باسلة، كانت حماس رائدتها وعمودها الفقري.

 جاءت انطلاقة حركة حماس قبل ثلاثة وثلاثين عامًا لتعيد التأكيد على حقيقة المعادلات، ولترسم مرة أخرى طبيعة العلاقة مع الاحتلال، بعدما حاول البعض قلب المعادلة بحديثه عن إمكانية تسوية مع المحتل، وقالت حماس كلمة الفلسطينيين، بأننا شعب محتل من آخر استعمار في العالم، ومن حقنا ممارسة كل أشكال المقاومة حتى نطرد هذا المحتل من كامل أرضنا، وألّا مجال للمساومة أو المقايضة على أي من حقوقنا مع الكيان الصهيوني، وهذا الترسيم الذي رسخته حماس بمقاومتها وجهادها منسجم مع كل قوى المقاومة في شعبنا، هو الذي حافظ على المعالم الأصيلة لقضيته الوطنية، ومنعت محاولات تقزيمها وحصرها في نطاقات ضيقة.

 مع انطلاق حركة حماس وتجذر الفعل المقاوم في فلسطين، وتوسع النضال الوطني الفلسطيني الذي مثلته حماس، ترسخت قضية فلسطين في وجدان الأمة بكل مكوناتها باعتبارها قضيتها المركزية، وتجذرت في ضميرها الجمعي كامتداد لجهاد الأمة، وأضحت قضية فلسطين أيقونة حية لكل أحرار العالم باعتبارها القضية الأنبل والأعدل، وبات من المستحيل تغييب هذه القضية أو تبهيتها.

 هذا الحضور المتزايد لقضية فلسطين، جاء ثمرة نضال شعبنا وكل قواه الوطنية، وفي القلب منها حركة حماس، فقدمت الحركة قافلة ممتدة من التضحيات العظيمة من الشهداء والأسرى والجرحى والمبعدين، وكان درة تاج تضحيات حماس استشهاد شيخ فلسطين، وشهيد الأمة والشاهد عليها، مؤسس الحركة الشهيد الشيخ أحمد ياسين ، ومعه الآلاف من أبناء الحركة وقياداتها، الذين سالت دماؤهم مع دماء شهداء الثورة الفلسطينية المعاصرة، لترسم خارطة فلسطين الكاملة وتحفظها من الاختزال وتحرسها من النقصان.

 تفتخر حماس بعد سنوات ثلاث وثلاثين بثورة شعبنا الممتدة، والتي شكّلت انطلاقة حركتنا إضافة نوعية إلى الفعل المقاوم، وقدمت إبداعات أذهلت الجميع وفاجأت العدو والصديق، فقد كان الفعل الجهادي لكتائب الشهيد عز الدين القسام مفخرة لكل فلسطيني وعربي وحر في العالم، حيث حفر مقاتلوها في الصخر، ونقبوا في أعماق البحر، وركبوا السماء، لامتلاك ما يستطيعون من وسائل القوة لحماية شعبنا، ولضمان استمرار المقاومة، فكل التحية لمقاتلي القسام الأشاوس وجنودها المغاوير، وفي القلب منهم محمد الضيف "أبو خالد" القائد العام لكتائب القسام.

 آمنت حماس منذ انطلاقها بوجوب العمل الوطني المشترك، وتوحيد جهود الكل الفلسطيني في معركتنا الكبيرة والمتشعبة ضد الاحتلال الصهيوني، وأن الوحدة الوطنية هي كلمة السر للانتصار في هذه المعركة، فتقدمت حماس بخطوات كبيرة باتجاه الكل الوطني، وعملت على توسيع كل مساحات الاشتراك مع الفصائل والقوى الوطنية، وقدمت تصورات، وقبلت مقترحات عديدة لتوحيد الكلمة ورص الصف، وتفتخر الحركة بكل أشكال العمل المشترك الذي تجسد في هيئات عديدة ومراحل مختلفة، وستواصل حماس مسار الشراكة الوطنية باعتباره هدفًا استراتيجيًا لها.

 مثّل تمسك حركة حماس بعد ثلاثة وثلاثين عامًا على انطلاقها بثوابت القضية الفلسطينية برغم العدوان المستمر والحصار المتواصل، قدرة الفلسطيني على التضحية في سبيل الحفاظ على الوطن والأرض والمقدسات، وقدرته على البذل والعطاء في سبيل انتزاع حريته وأرضه، وقدمت مثالًا صارخًا على استحالة هزيمة الشعوب الحرة الثائرة ومقاومته العنيدة المصرة على تحقيق أهداف شعبها بالحرية والعودة.

 ونحن إذ نستذكر ذكرى انطلاقة حركتنا الغراء التي شكلت تواصلًا لتاريخ ممتد من النضال والجهاد على أرض فلسطين، وجاء الإعلان عنه في تلك اللحظة التاريخية الفاصلة، نؤكد ما يلي:

أولًا: نحيي كل شهداء شعبنا وجرحاه الذين يسطرون بدمائهم وأشلائهم طريق الاستقلال، وأسرى الحرية الذين قدموا زهرات أعمارهم في عتمة السجون الصهيونية، لتشرق على شعبنا أنوار الحرية والكرامة، وعهدنا معهم العمل الذي لا ينقطع لكسر القيد عن معاصمهم.

 ثانيًا: ستبقى حماس وفية لشعبها وأمتها، بمواصلة حمل لواء المقاومة على أرض فلسطين جنبًا إلى جنب مع كل ثوار شعبنا إلى أن نحقق معًا أهداف شعبنا بالحرية والعودة واسترداد أرضنا ومقدساتنا.

 ثالثًا: ستظل حماس أمينة على حقوق شعبنا الفلسطيني وثوابته على مستوى الإنسان والأرض والمقدسات، وستقف سدًا منيعًا في وجه كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها صفقة القرن وتوابعها.

 رابعًا: ستظل مدينة القدس عاصمتنا درة تاج فلسطين، ومحور الصراع مع الاحتلال الصهيوني، وملهمة الثورة الفلسطينية على الدوام، وستكون عاصمة الدولة الفلسطينية بعد طرد المحتل عن كامل أرضنا، وسيكون دائمًا مطلوب خطوات حقيقية لدعم صمود أهلنا في القدس وثباتهم كأولوية في استراتيجية وطنية شاملة تعزز من صمود شعبنا فوق أرضه المحتلة.

 خامسًا: ستعمل الحركة مع الكل الوطني على تصعيد جهود التصدي لكل محاولات التطبيع بين بعض الأطراف في المنطقة والكيان الصهيوني، باعتبار التطبيع خطيئة وطنية وقومية، ولا تخدم إلا المشروع الصهيوني في المنطقة.

 سادسًا: نقدر عاليًا المواقف الوطنية والقومية التي تعبر عنها شعوب أمتنا، إلى جانب كل الأحرار في العالم في دعمهم ومساندتهم لنضال شعبنا العادل، وندعوها لإعلاء صوتها برفض مسار التطبيع، والانخراط في الجهود الهادفة لمقاطعة الاحتلال على المستويات كافة، ونزع الشرعية عن أي مسار يهدف إلى دمج الاحتلال في المنطقة.

 سابعًا: سنواصل العمل والحراك من أجل بناء وحدة فلسطينية وشراكة وطنية حقيقية في كل المؤسسات الوطنية التي تمثل شعبنا في كل أماكن تواجده، وينخرط فيها الكل الوطني في استراتيجية نضال موحدة يشارك فيها الكل الوطني لمواجهة التحديات المتعاظمة التي تمر بها قضيتنا، وهو ما يتطلب الإسراع في إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير بما يضمن تمثيل الكل الوطني فيها، فالشراكة والوحدة هي فرضية وطنية، وهي المسار السليم لترجمة نضال شعبنا إلى منجزات على الأرض.

ثامنًا: أمام التطبيق الميداني لمخطط الضم الاستعماري للضفة الغربية، ندعو إلى الإسراع في تطبيق مخرجات اجتماع الأمناء العامين، واعتباره برنامج عمل وطني في هذه المرحلة، فسبعة وعشرون عامًا من المفاوضات لم تحقق أي إنجاز، بل شكلت غطاء لتهويد القدس والتوسع في الاستيطان والقتل والحصار والاعتقال، الأمر الذي يؤكد ضرورة التخلي عن اتفاق أوسلو وعدم التقيد مطلقًا بالتزاماته، وإطلاق حقيقي للمقاومة الشعبية خاصة في الضفة الغربية المستهدفة بهذا المخطط الإحلالي.

 مستمرون في مقاومتنا حتى تحرير فلسطين كل فلسطين من نهرها إلى بحرها

وإنه لجهاد نصر أو استشهاد

حركة المقاومة الإسلامية "حماس"

الإثنين: 14 ديسمبر 2020م

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد