فروانة : أكثر من 200 ألف حالة اعتقال خلال انتفاضة الحجارة
قال المختص بشؤون الأسرى والمحررين، عبد الناصر فروانة، اليوم الأربعاء، في الذكرى الـ33 لاندلاع "انتفاضة الحجارة" ، إن أكثر ما ميّز هذه الانتفاضة عام 1987، هي الشمولية والطابع الشعبي، والتعاضد الاجتماعي والتكافل الأسري ووحدة الصف الوطني الفلسطيني والقيادة الوطنية الموحدة والحاضنة الاجتماعية والشعبية لها.
وأضاف فروانة، في بيان له وصل سوا، "فضلًا عن أن سلاحها البسيط والمتمثل في القلم والحجر والمقلاع، وفي بعض الأحيان البلطة والسكين والمولوتوف، كان في متناول الجميع، صغارا وشبانا، رجالا وشيوخا، فتيات ونساء ، الأمر الذي ساهم في اتساعها وأدى الى تصاعدها وديمومتها وشكلّت عبئا على الاحتلال وأعوانه".
وأوضح فروانة أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي انتهجت الاعتقالات الواسعة سياسة ومنهجاً في محاولة يائسة للقضاء على الانتفاضة الشعبية وروح المقاومة ولردع الشعب الفلسطيني.
وأكد على أنه وبالرغم من اتساع الاعتقالات وارتفاع أرقامها، وزيادة أعداد المعتقلين داخل السجون، وما لحق جراء ذلك بالمجتمع الفلسطيني على المستويين (الجمعي و الفردي) من أضرار وأذى، إلا أن تلك الاعتقالات وما صاحبها لم تُثنِ الفلسطينيين عن مواصلة مقاومتهم المشروعة للاحتلال، ولم تؤثر على مسيرة الانتفاضة وديمومتها، أو على حجم المشاركة فيها، كما ولم تفلح في اخماد جذوتها.
وقدر فروانة عدد حالات الاعتقال خلال انتفاضة الحجارة بأنها أكثر من (200) ألف حالة اعتقال، وأن تلك الاعتقالات طالت كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني وشملت جميع المناطق الفلسطينية.
وأشار بأن الكثير من الفلسطينيين مرّوا بتجربة الاعتقال لأكثر من مرة ، وأن العديد من السجون والمعتقلات افتتحت خلالها لاستيعاب المعتقلين الجدد ولعل أبرزها معتقل النقب الصحراوي الذي أفتتح بتاريخ 17 آذار/مارس عام 1988.
وتابع قوله بأن (42) معتقلا فلسطينيا استشهدوا داخل سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، خلال "انتفاضة الحجارة"، جراء التعذيب القاسي والاهمال الطبي واطلاق الرصاص، أمثال خضر الترزي، ابراهيم الراعي، مصطفى العكاوي، خالد الشيخ علي، اسعد الشوا، بسام السمودي، عطية الزعانين، جمال أبو شرخ، محمد الريفي، عمر القاسم، حسين عبيدات، سمير سلامة. وغيرهم.
وبالنهاية ، دعا فروانة كافة الفصائل الفلسطينية، الى العمل من أجل توثيق مراحل الانتفاضة الشعبية الكبرى عام1987 بكل صورها وأشكالها، والاستفادة من دروسها واستخلاص العبر منها، باعتبارها مفخرة فلسطينية ومحطة هامة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، والتي ستبقى محفورة في سجل التاريخ الفلسطيني المقاوم، وراسخة في ذاكرة كل فلسطيني عايشها أو تابعها وقرأ عنها.