تحيي البشرية بالخامس من ديسمبر من كل عام اليوم العالمي للتطوع وذلك استنادا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي اتخذ في العام 1985.

وتشجع العديد من المنظمات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة والاحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية والحركات الاجتماعية انخراط الشباب بالعمل التطوعي ويقدموا كل التحية والتقدير للمتطوعين في هذا اليوم المميز .

والعمل التطوعي في فلسطين له سمات ومميزات خاصة فقد شكل شكلا من أشكال التحدي للاحتلال وتعزيز لآليات ووسائل المشاركة والتضامن والاسناد سواء للمزارعين في موسم قطف الزيتون او عبر وسائل تضامنية اخري تجلت بأروع صورها ابان الانتفاضة الشعبية الكبري وعبر أدوات اللجان الشعبية .

لعبت لجان العمل التطوعي والاجتماعي في الضفة الغربية وقطاع غزة دورا مهما في تعزيز التلاحم الوطني ومقومات الصمود والمشاركة الشعبية وفي مواجهة الاحتلال الذي نظر لها بخطورة بالغة لدرجة ملاحقة واعتقال الفاعلين والنشطاء بها .

تراجع العمل الطوعي بعد تأسيس السلطة الوطنية بعد عام 1994.

وانتقلت طبيعة العمل للطابع الوظيفي عبر آليات التفرغ بالعديد من المنظمات الشعبية والاتحادات النقابية ومجالس الطلبة وغيرها من الأطر الجماهيرية .

ساهمت مرحلة ما بعد أوسلو في إضعاف قيمة العمل الطوعي وأصبحت شروط التطوع التي تشترطها الجامعات لتخرج الطلبة ذات طبيعة شكلية الي جانب أن الخريج الجديد أصبح يعتقد وبصورة راسخة أن اندماجه بالعمل الطوعي عبر تطوعة في احدي المؤسسات الأهلية مدخلا حتميا للوظيفة وليس بالاستناد لقناعة مسبقة بقيمة العمل الطوعي واهميته في تنمية الرأسمال الاجتماعي وتعزيز التماسك الاجتماعي والصمود الوطني .

تكمن قيمة العمل الطوعي ببعدها القيمي بمعني ان يقوم المتطوع بإعطاء جزء من الجهد والوقت وربما المال أن تمكن خدمة للخير العام ودون مقابل .

انها تعبير عن نزعة انسانية تحمل قيم الخير والانتماء للمجموع ومرة اخري دون انتظار اي مقابل .

يشعر المتطوع بالسعادة لقاء عملة النابع من القناعة الذاتية سواء لصالح الفقراء او المعوزين او الأيتام او كبار السن او الأطفال أو المزارعين او العمال وغيرهم من الذين يحتاجوا للمساندة.

اننا بحاجة في هذه الاوقات لإعادة الاعتبار لقيمة العمل الطوعي التي تراجعت كثيرا وذلك بديلا لمنهجية المنفعة والزبائنية الذي يعززه نظام الليبرالية الجديدة القائم علي آليات السوق والربح بدلا من العدالة والمساواة .

تحية لمتطوعي شعبنا وخاصة للذين برزوا مؤخرا بجائحة ال كورونا من طواقم طبية واغاثية وارشادية.

ومن الهام استحضار هذا اليوم بالذاكرة الفلسطينية بوصفة يشكل نبراسا يضئ لنا الطريق علي درب الحرية والاستقلال والعودة .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد